فتوى عراقية تلغي إجراءات التباعد بين المصلين في المساجد
أوصى المجمع الفقهي العراقي (أعلى مرجعية سنية في االبلاد)، الأحد، بإلغاء إجراءات التباعد الاجتماعي في المساجد، والتي تم إقرارها سابقاً لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وقال المجمع في وثيقة حملت عنوان "فتوى بشأن إلغاء التباعد بين المصلين في المساجد"، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، "تسوية الصف في صلاة الجماعة سنة عند جمهور الفقهاء، وحسن الشيء زيادة على تمامه، ومع انتشار جائحة كورونا وجّه أهل الاختصاص والخبرة بضرورة التباعد بين الناس في مكان اجتماعهم منعا للعدوى وانتشار الوباء وتقليله، فصدرت الفتوى بالتزام التباعد بين المصلين في صلاة الجماعة؛ لأنه أمر مسنون اعتراه محذور".
وأضاف المجمع أن "جهود أهل الاختصاص بالطب والصحة تضافرت في زيادة المعرفة بطبيعة فيروس كورونا وسبل التعامل مع المصابين وفاعلية العلاجات، ثم تكللت هذه الجهود بإيجاد اللقاح المضاد لهذا الفيروس، مما أسهم بتقليل الإجراءات الاحترازية".
وأوضح أن "الجائحة كما هو معلوم تعد من العوارض الطارئة وزوالها يكون بالتدرج شيئا فشيئا، وحكم أولها ليس كحكم آخرها، من حيث اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وهي بذلك تخضع لقواعد فقه الطوارئ، ومثلما وجب مراعاة الأحوال الطارئة في الأحكام، فإن زالت الأحوال الطارئة كليا أو جزئيا فإن ذلك يؤثر بالعودة إلى حكم الأصل كليا أو جزئيا، لأنه ما جاز لعذر بطل بزواله، وإن زال العارض زال الاستثناء ورجع الحكم إلى أصله".
وتابع: "لذلك بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، ورفعت أكثر الاحترازات بصورة تدريجية، بتوصية من ذوي الاختصاص والجهات المعنية، ومنها مسألة التباعد في أغلب مرافق الحياة اليومية للناس فقد زال تدريجيا بعد زيادة الوعي وازدياد أعداد الملقحين، لذا ينبغي أن تعود الصفوف على ما كانت عليه من تسوية واتصال ويزول التباعد بين المصلين في المساجد، مع التأكيد على الأخذ بأسباب الوقاية من لبس الكمامة والتعقيم، وعدم حضور صلاة الجماعة لمن يشتبه بإصابته وظهور بعض الأعراض عليه".
والسبت، قررت السعودية رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بفيروس كورونا في المساجد والحرمين المكي والنبوي.
وسجل العراق في فبراير/شباط 2020، أول إصابة بجائحة كورونا عبر طالب إيراني كان يدرس في مدينة النجف الدينية.