52 ألف يورو تأخذك من وباء كورونا إلى "الجنة"
إن كنت ثريا وتريد الهروب من فيروس كورونا المستجد، فكل ما عليك إنفاقه هو 52 ألف يورو فقط، وحينها يمكنك قضاء الشتاء في الجنة.
ورغم أن كل القصص الشعبية تقول إن المال لا يحدث فرقا في أوقات الكوارث العامة، لكن الآن يمكنك الهروب من المدن المكتظة بالسكان، والابتعاد عن إجراءات الإغلاق والحياة منزوعة الدسم بـ52 ألف يورو فقط.
فعندما يمل الأثرياء من حياة الإغلاق وقيود الخروج مع إغلاق مؤسسات الترفيه، ليس عليهم إلا البحث على الإنترنت عن فندق "كيرستا بالاس" وغيره من الفنادق الفاخرة في منتجع إنجادين المعروف بـ"الجنة الشتوية" في سويسرا.
ويقول ماركوس تاوس، مدير الفندق الفاخر لمجلة "دير شبيجل" الألمانية: "سرعنا عملية الحجز في الفندق هذا العام بالتزامن مع أزمة كورونا، وفي ظل إغلاق الفنادق في الغالبية العظمى من دول أوروبا".
ويقدم الفندق الفاخر صاحب الـ4 نجوم، خدماته للنزلاء منذ عام 1906. وحتى اليوم، حتى في زمن الوباء، ويمكن للزائر أن يرى مصعد التزلج من بوفيه الإفطار.
وتمنحك تجربة التزلج في فناء الفندق، فرصة للصعود لمرتفع عالي والنزول بسرعة على الثلوج.
وفي الساعة الـ3 عصرا، يقدم الفندق لنزلائه بيتي فور سويسري وأكواب شاي على أصوات البيانو في صالة الفندق، قبل حلول موعد الساونا وحمام السباحة الدافئ.
وفي زمن "كورونا"، يقدم الفندق عرضا استثئايا يمنح النزيل فرصة قضاء الشتاء بالكامل بعيدا عن فصول أزمة "كورونا" وقواعد الإغلاق، مقابل 55 ألف فرنك سويسري، أي ما يعادل 52 ألف يورو، وفق المجلة الألمانية.
ويقول تاوس: "لدينا أماكن مفتوحة هنا، في وقت تحولت فيه جميع الدول حولنا للإغلاق منذ وقت طويل"، وهو الأمر الذي يثير دهشة كبيرة في سويسرا التي تعاني من معدل إصابات ووفيات مرتفع بكورونا".
وعلقت صحيفة "سودوستشفايز" المحلية في سويسرا على ذلك التناقض قائلة: "لدينا أكثر من 7000 حالة وفاة بكورونا هنا، ورغم ذلك نتعامل مع هذه الوفيات وكأنها ليست تخصنا".
وتابعت: "انتشرت القسوة في البلاد، بالإضافة إلى التساهل الغريب"، ملقية اللوم على "المصالح الكبيرة المرتبطة بالاقتصاد السويسري".
ورغم إعراب مديرية الصحة في المقاطعة التي تضم منطقة إنجادين، عن أسفها للعدد الكبير للوفيات جراء "كورونا"، أعلنت مؤخرا أن مصاعد التزلج والفنادق ستظل مفتوحة، رغم تسجيل 262 إصابة خلال 7 أيام في المنطقة.
وتقول "دير شبيجل": "رغم أن جميع أسرة العناية المركزة في المنطقة السياحية مشغولة تماما، ويصارع فريق الأطباء لإنقاذ حياة المرضى منذ عام كامل بلا انقطاع، تواصل السلطات عزف موسيقى تايتنك"، في تشبيه بموقف عازفين على متن السفينة الغارقة في الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه.
كما أن النزلاء، ومعظمهم من ألمانيا وإيطاليا، لا يعبئون بتفشي "كورونا" ولا يطلبون سوى الاستمتاع بالشتاء، حتى أن زجاجة الخمور كانت تقدم للنزلاء في بعض فنادق إنجادين في ليلة رأس السنة مقابل 21 ألف يورو، وفق المجلة ذاتها.
وفي فندق "كريستا بالاس"، جرى الاحتفال ببداية عام 2021، 8 مرات، مع تقديم الوجبات الشهيرة مثل كبد البط، والخمور.
ودافع المدير تاس عن هذا قائلا: "أشك في أن إجراءات الإغلاق ستحدث فرقا في عدد الإصابات في الدول المجاورة".
وتابع: "نطبق إجراءات احترازية كافية، إذ أننا نلزم النزلاء بارتداء أقنعة طبيعة في ردهة الفندق، ونضع كاميرات ترصد النزلاء الذين يعانون درجات الحرارة المرتفعة"، مضيفا: "نخصص غرف عزل لمن يثبت إصابته بكورونا".
ويبدو أن كورونا لم يبطئ حركة الوافدين إلى منتجع إنجادين، حيث سجل مطار المنطقة ضعف عدد الزوار في نوفمبر/تشرين الثاني المنتهي مؤخرا، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، ما يعني أن الأثرياء جاءوا مبكرا هذا العام ومكثوا وقتا أطول، وفق دير شبيجل.
ووفق السكان المحليين، فإن الاحتفالات الصاخبة والفخمة بالعام الجديد هذا العام لم تحدث في الفنادق فقط، لكن أيضا في منطقة الفيلات والقصور في منحدر سوفريتا، حيث جرى إغلاق شوارع بأكملها أمام المارة غير المصرح لهم، أو الذين لم يتمكنوا من إثبات صفة خدم أو عمال نظافة.