كورونا.. العالم يحلم بنهاية الكابوس القاتل في معمل
عدة مؤسسات في الصين وأمريكا وأوروبا تبدأ التجارب على الحيوانات خلال أقل من شهرين بعد تحديد السلالة الجديدة من فيروس كورونا
بينما تتسابق المؤسسات البحثية والشركات حول العالم للتوصل إلى لقاحات محتملة للسلالة الجديدة من فيروس كورونا التي أصابت نحو 80 ألفا وحصدت أرواح أكثر من 2500، يظل السؤال: هل سيكون الأمر مختلفا هذه المرة عن ذي قبل حينما انتشرت متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" قبل 17 عاما، وظهرت أول حالة مصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" قبل 7 أعوام.
- فيروس كورونا يضرب صناعة الإلكترونيات في البرازيل
- حكومة هوبي الصينية: حضانة "كورونا" قد تصل لــ27 يوما
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة في هونج كونج أن التعامل مع حالات تفشي الأمراض المعدية يتم من خلال وقف نقل العدوى وبالأدوية واللقاحات، وأن تطوير مثل تلك اللقاحات يستغرق وقتًا بينما يتعين عليها المرور بمراحل تجريبية لضمان أنها آمنة وفعالة.
وهناك عامل آخر وهو التكلفة، فطبقا لمايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، يمكن أن تصل التكلفة إلى مليار دولار من أجل تطوير لقاح من الصفر والتصريح به وتصنيعه، فضلًا عن بناء المنشأة التي سيتم إنتاجه بداخلها.
وفي حالة سارس عام 2003، استغرق الأمر 4 أشهر قبل أن يكون التسلسل الجيني للفيروس متاحا لتطوير مولدات المضادات التي يمكن استخدامها في التجارب على الحيوانات وتجارب زراعة الخلايا.
وأجريت أول تجربة على البشر للقاح المحتمل لـ(سارس) في بكين في ديسمبر/كانون الأول عام 2004، لكن بحلول هذا الوقت كان الوباء قد توقف وانتهى، وحصلت الأمراض الأخرى على الأولوية، لذا تم وضعها جانبها.
وتطورت المرحلة الأولية للتسلسل الجيني بشكل أسرع بكثير مع فيروس كورونا المستجد عما كانت مع (سارس) و(ميرس)، فقد عزل الباحثون الصينيون بسرعة السلالة وخرج التسلسل الجيني للمجتمع العلمي في 10 يناير/كانون الثاني، وذلك قبل أن تعلن الحكومة الصينية أن الفيروس يمكنه الانتقال بين البشر في 21 يناير/كانون الثاني.
ومع الضغط الكبير الواقع على بكين للسيطرة على تفشي الفيروس الذي سبب تعثرا اقتصاديا لأسابيع، كانت البلاد مستعدة لحشد أي موارد موجودة لديها من أجل البحث العلمي، وتم تشكيل فرقة عمل خاصة لتنسيق الجهود.
وخارج الصين، يمول التحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء(CEPI) - مدعومًا بعدة مؤسسات وتمويلات من كثير من الدول – المؤسسات والشركات لتسريع تطوير اللقاح، ويريد التحالف أن يرى إن كان يمكن تطبيق التكنولوجيات الجديدة على تطوير اللقاح لفيروس كورونا الجديد، وتقليص وقت الإنتاج.
تجارب
خلال أقل من شهرين بعد تحديد السلالة الجديدة في 7 يناير/كانون الثاني، بدأت عدة مؤسسات بالفعل في الصين والولايات المتحدة وأوروبا التجارب على الحيوانات.
وطبقا لمنظمة الصحة العالمية، وصلت 5 لقاحات مرشحة للتجارب إلى المرحلة قبل الإكلينيكية، التي تتضمن زراعة الخلايا وتجارب الحيوانات للتوصل إلى ما إن كان يمكنها تحفيز المناعة.
وأعلنت الصين، الجمعة، أنها تستهدف إجراء اختبارات إكلينيكية على البشر بحلول منتصف أو نهاية أبريل/نيسان.
وتعتبر السرعة هذه المرة للحصول على لقاح غير مسبوقة، خاصة أنه في الماضي كان الأمر يستغرق سنوات للوصول إلى مرحلة التجارب على البشر.
ومن بين 33 لقاحا مرشحا لسارس، وصل اثنان فقط لمرحلة التجارب السريرية على البشر، وتوقفت الأخرى بالمرحلة قبل الإكلينيكية. أما في حالة (ميرس)، فهناك 3 فقط من بين 48 لقاحا مرشحا وصلت إلى التجارب السريرية على البشر في حين ظلت الأخرى عند المرحلة قبل الإكلينيكية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قالت إن أول لقاح ضد فيروس "كورونا" الجديد لن يكون متاحا إلا بعد 18 شهرا، ورأى بعض العلماء أن هذا الحيز الزمني قد يكون طموحا أكثر من اللازم خاصة أن العملية معقدة وتحتاج لإثبات أمان وفاعلية اللقاح.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA== جزيرة ام اند امز