شركات الطيران تستخدم سلاح "الاستغناء" لمواجهة خسائر كورونا
صناعة الطيران في كلّ أنحاء العالم تضرّرت بشدّة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ، لأنّها تأثّرت مباشرة بإجراءات الحجْر وإغلاق الحدود
لم يعد أمام شركات الطيران إلا الاستغناء عن موظفيها كسلاح لمواجهة الانخفاض الكبير فى الرحلات الجوية والخسائر التي تكبدتها جراء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وتضرّرت صناعة الطيران في كلّ أنحاء العالم بشدّة جراء الجائحة، لأنّها تأثّرت مباشرة بإجراءات الحجْر وإغلاق الحدود.
إلغاء 1400 وظيفة بالخطوط الجوّية التشيليّة
وأعلنت شركة الخطوط الجوّية التشيليّة "لاتام إيرلاينز" إلغاء نحو 1400 وظيفة في فروعها في تشيلي وكولومبيا والإكوادور والبيرو، وذلك على خلفيّة الانخفاض الكبير في عمليّاتها جرّاء جائحة كوفيد-19.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة روبرتو ألفو في بيان، إنّ "آثار كوفيد-19 عميقة، وتقليص حجم مجموعة لاتام أمر حتميّ لحماية قابليّتها للبقاء في المدى المتوسّط"، واصفاً هذا القرار بأنّه "صعب".
وفي أبريل/نيسان الماضي، كانت الشركة، التي نشأت من اندماج بين "لان" التشيليّة و"تام" البرازيليّة، أعلنت انخفاضاً بنسبة 95% في أنشطتها.
وتُسيّر "لاتام" رحلات إلى 145 وجهةً في 26 دولة، وهي متواجدة بشكل مباشر في الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا والإكوادور والبيرو.
قبل الجائحة، كانت الشركة تؤمّن نحو 1400 رحلة يوميّاً، وتُقلّ أكثر من 74 مليون راكب سنويّاً.
الطيران الكندية تسرّح أكثر من نصف موظفيها
وأعلنت شركة الطيران الكندية "إير كندا" عن تسريح أكثر من نصف عدد موظفيها بسبب انهيار نشاطها جراء فيروس كورونا المستجد.
وقالت شركة الطيران الكندية الأولى التي خفضت رحلاتها بنسبة 95% بسبب إغلاق الحدود وإجراءات الحجر، إنها قررت خفض عدد الموظفين "بنسبة 50 إلى 60%".
وأضافت الشركة التي تضم نحو 38 ألف موظف، إنها لا تتوقع العودة إلى وضعها الطبيعي قبل انقضاء فترة طويلة.
توقعات متشائمة
ونهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، قالت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) إن التداعيات الكارثية لجائحة كوفيد-19 على قطاع النقل الجوي قد تؤدّي، بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، إلى خفض أعداد المسافرين على متن الرحلات الجوية الدولية بمقدار 1.2 مليار راكب بالمقارنة بعددهم في الأحوال العادية.
وتوقّعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة "أن يكون الانخفاض الأكبر في عدد الركاب في أوروبا، لا سيّما خلال موسم الذروة الصيفي، تليها منطقة آسيا-المحيط الهادئ".
وبحسب بيانات "إيكاو"، فإنّ القدرة الدولية لشركات الطيران قد تشهد بدورها انخفاضا كبيرا، ما سيؤدّي إلى انخفاض إيرادات هذه الشركات بمقدار 160 مليار دولار، ليصبح مجموع إيراداتها في الأشهر التسعة الأولى من السنة 253 مليار دولار.
وكانت المنظّمة توقّعت، في فبراير/شباط الماضي، عندما كان الوباء لا يزال متركّزاً في الصين، أن يؤدّي فيروس كورونا المستجدّ إلى "تراجع محتمل يتراوح بين 4 و5 مليارات دولار" في إيرادات شركات الطيران حول العالم.
ونهاية شهر مارس/آذار الماضي، قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، إنه من المتوقع انخفاض إيرادات شركات الطيران العالمية بمقدار 250 مليار دولار هذا العام، بتراجع نسبته 44% مقارنة بالمستويات المسجلة في 2019، في الوقت الذي ينال فيه تفشي فيروس كورونا من القطاع.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن تحتاج أسواق الطيران الدولية لمدة أطول لاستئناف نشاطها، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية ستعوق الرحلات الجوية لـ6 أشهر مقبلة على أقل تقدير.
فيما حذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يمثل نحو 300 شركة عاملة في هذا القطاع، من أن شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قد تشهد تراجعا في أنشطتها هذا العام بمعدل يصل إلى 50% جراء تفشي وباء كورونا.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA==
جزيرة ام اند امز