كورونا "يزيد الطين بلة" في لبنان.. سيناريو مخيف بالأفق
لم يمر وقت طويل على اعتقاد اللبنانيين أن فيروس كورونا بدأ بالانحسار حتى عاودت أرقام الإصابات الارتفاع من جديد.
وبعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها وفتحت المؤسسات والمحلات التجارية والمدارس أبوابها، يخشى اللبنانيون لجوء الدولة مجدداً إلى إجراءات صارمة في محاولة جديدة للحد من انتشاره.
بالأمس، سجّل عداد كورونا في لبنان 909 إصابات جديدة و5 حالات وفاة، وقبل أيام نشر مختار بلدة ببنين العكارية، زاهر الكسار، خبراً عبر صفحته في فيسبوك يفيد بإغلاق إحدى مدارس البلدة بعد اكتشاف حالة إصابة بكورونا.
وفي اتصال مع "العين الإخبارية" قال الكسار: "لا شك أننا نعيش أياماً صعبة على جميع الأصعدة منها الصحية، حيث استشرس فيروس كورونا من جديد، ناشراً الخوف بين المواطنين، وبعد إصابة موظف في مدرسة اتخذت رئيسة المنطقة التربوية قرار إغلاق مدارس البلدة لمدة أسبوع".
وفيما يتمنى الكسار من جميع اللبنانيين تلقي اللقاح، طالب الدولة بتأمين الأكسجين للمستشفيات وللمرضى في منازلهم.
من جانبه، أكد رئيس لجنة لقاح كورونا في لبنان، الدكتور عبد الرحمن البزري، في اتصال مع "العين الإخبارية" أن "أكثر مرحلة شهدت انخفاض أعداد الإصابات بكورونا في لبنان كانت منذ حوالي السنة، لكن مع موسم الأعياد المجيدة كالميلاد ورأس السنة وغيرهما، حصل نوع من التفلت في الحركة الاقتصادية والسياحية، فعاودت الأرقام الارتفاع بشكل مخيف ودخلنا في مرحلة مخيفة من كورونا".
وأشار إلى أن نسبة التلقيح في البلد ارتفعت، وأصبحت المناعة المجتمعية مقبولة، وفي فصل الصيف ارتفعت أعداد الإصابات بشكل ملحوظ، من دون أن نصل إلى حجم الموجة السابقة، والآن الرقم يتراوح بين 500 إلى 800 إصابة يومياً، وهو رقم مرتفع نتأمل أن ينخفض.
وعن سبب ارتفاع أعداد الإصابات مجددا، قال البزري: "غياب أي إجراءات، عودة الحركة إلى كل مرافئ الحياة في لبنان، ووجود نسبة لا بأس بها من اللبنانيين الذين لا يزالون مترددين حتى اللحظة في تلقي اللقاح".
سيناريو الإغلاق
ولفت البزري إلى أن "لبنان أمام شهرين حساسين حيث نحن على أبواب موسم الأعياد"، آملاً أن يتم تجاوز المرحلة من دون تسجيل عدد كبير من الإصابات كما حدث السنة الماضية.
وفيما إن كان سيتم اتخاذ إجراءات في هذا موسم، أجاب: "حتى لو تم اتخاذ إجراءات محدودة هناك صعوبة في تطبيقها لعدة أسباب منها طبيعة المجتمع اللبناني، وغياب الدولة وانهيارها بشكل كامل فمَن سيطبق الإجراءات في هذه الحالة.. وزارة الصحة تضع توصيات لكن تطبيقها يقع على الوزارات والإدارات الأخرى وكلنا نعلم أن تأثيرها أصبح شبه معدوم، أما خيار اللجوء إلى الإغلاق الشامل فمضاره كبيرة فالجميع يعلم أن لبنان يمر بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة جداً وهو يراهن على قدوم المغتربين في موسم الأعياد لتشكيل حركة سياحية وتجارية واقتصادية، من هنا الإجراء الأمثل رفع نسبة التلقيح قدر المستطاع".
واليوم، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنها بدأت بإرسال مواعيد الجرعة الثالثة للقاح المضاد لكورونا للمواطنين.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز