للموسم الثاني على التوالي تضع جائحة كورونا بيزنس عروض الأزياء والموضة في مأزق.

ومثلما حدث العام الماضي بتسبب فيروس كورونا في إلغاء عروض الأزياء التي تحتضنها عواصم الموضة العالمية، يتكرر المشهد ذاته عام 2021.

فلم يعد من الممكن إقامة العروض على مدار 4 أسابيع في فبراير/شباط ومارس/آذار كما هو معتاد كل عام.

هذا الإغلاق يتم تعويضه فقط بإقامة عروض افتراضية عبر شبكة الإنترنت، ولكنها بالطبع لن تعوض إيرادات السياحة التي كانت تتولد من خلال إقامة الآلاف من مديري الأزياء والعارضات والمشاهير وهواة هذه الحفلات في الفنادق، وارتياد النوادي والمتاحف والمعارض الفنية والتسوق بالمتاجر.

• لدعم صناعة الموضة.. ماكرون يواجه كورونا بعشاء في الإليزيه
  
• بالصور.. ستاربكس ميلانو.. تحفة تاريخية على خطى مدن الموضة
• لمحبي الموضة والتسوق.. 8 مدن حول العالم لا يفوتك زيارتها
  

وقدرت بلومبرج الخسائر التي ستتكبدها عواصم الأزياء العالمية الأربعة نيويورك وباريس وميلانو ولندن بأكثر من 600 مليون دولار خلال الموسم الحالي.

نيويورك

تخضع عاصمة المال والأعمال الأمريكية لقيود على الأعمال التجارية، وفي ضوء ذلك يتم إقامة أسبوع الموضة الذي بدأ في نيويورك نهاية الأسبوع الماضي افتراضيا.

وبحسب توقعات مجلس مصممي الأزياء في أمريكا، فإن الأعمال خلال الربيع الجاري ستكون أصعب من الخريف الماضي.

وتجذب المناسبتان عادة 150 ألف زائر سنويا ينفقون مئات الملايين من الدولارات، والتي تتجاوز إيرادات بطولة التنس المفتوحة التي تستضيفها نيويورك من كل عام، وفق تقديرات اللجنة الاقتصادية المشتركة بالولاية.

وكتب توم فورد، رئيس مجلس إدارة مصممي الأزياء، في خطاب للقطاع: "سنواجه جميعا الموسم الجاري تحديات كبيرة أكبر من الموسم الماضي، في ظل تزايد الصراع مع وباء مدمر أسفر عن ركود اقتصادي".

باريس

عاصمة الموضة في العالم تفقد بريقها، فبعد إقامة آخر العروض الخيالية في ممرات عروض الأزياء داخل متحف اللوفر قبل الجائحة، وربح 450 مليون يورو (544.5 مليون دولار) من أسابيع الموضة كل عام، لم يعد الأمر ممكنا، بحسب المعهد الفرنسي للموضة.

هذه المرة سينطلق أسبوع الموضة في باريس للأزياء النسائية في الأول من مارس/آذار المقبل عبر شبكة الإنترنت.

ويصف كريستوف لور، رئيس مجلس إدارة مجموعة يو إن آي اتش بريستيج، حجم المأساة قائلا "إن خمسة من أصل 12 فندقا في باريس يُطلق عليهم القصور، يبلغ معدلات إشغالهم الآن بين 5% و15%، مقارنة بـ 80٪ و100٪ خلال أسابيع الموضة في السابق.

لندن

يعقد مجلس الموضة حدثا افتراضيا في لندن يبدأ غدا الجمعة، بمشاركة 95 مصمما عالميا من بينهم مصصمة الموضة الشهيرة فيكتوريا بيكهام.

ويجلب أسبوع الموضة عادة في لندن ما يزيد عن 269 مليون جنيه إسترليني (374 مليون دولار) سنويا، بحسب تقديرات شركة فاشون يونايتد بيزنس انتليجنس.

ويتسبب كورونا في خسارة قطاع الموضة بالمملكة المتحدة 25% من الوظائف أو ما يعادل 240 ألف وظيفة مباشرة، وترتفع الحصيلة إلى 350 ألف وظيفة عند إضافة الوظائف غير المباشرة.

الأمر أكثر سوءًا في بريطانيا عن غيرها من الدول، هو عدم قدرة العلامات التجارية الصغيرة للأزياء عن التعامل مع دول الاتحاد الأوروبي نتيجة وجود فهم غير كامل للرسوم التي يتم تحصيلها من بلد لآخر في ضوء تطبيق الانفصال عن الاتحاد، بحسب منظمة "وال بول" التي تمثل العلامات التجارية الفاخرة.

ميلان

تنطلق عروض الأزياء في ميلانو، الثلاثاء المقبل، ولكن هذه المرة رقميا باستثناء بعض الديفيليهات المدعو إليها عدد محدود من المشترين ووسائل الإعلام، والخاضعة لتدابير التباعد الاجتماعي.

وستقوم غرفة الأزياء الإيطالية بوضع شاشات كبيرة وسط ميلانو للسماح للمارة بمشاهدة العروض الحيَّة لرموز مثل "أرماني"، و"برادا"، و"فيندي" و"دولتشي آند غابانا".

ويقام في ميلاينو 4 أسابيع للموضة سنويا تحقق 30 مليون يورو (36.3 مليون دولار)، ولكن هذا العام من المتوقع فقدان 80% من هذه الإيرادات، وفق كارلوس كاباسا، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لغرفة الأزياء.