سر الزيت الملكي.. جهد 23 عاما ينتظر تتويج تشارلز الثالث
بعد ثمانية أشهر من البحث، أعد صيدلاني مكونات الزيت الذي سيدهن به الملك تشارلز الثالث في مراسم تتويجه في مايو/ أيار المقبل.
ووفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية، أمضى الصيدلي البريطاني، هاتون، البالغ من العمر 66 عاما، شهورًا في البحث عن العديد من المكونات الغامضة والمتنوعة من جميع أنحاء أوروبا وخارجها، حتى أنه استبدل المنتجات المشتقة من حيوانات بأخرى صناعية للتأكد من عدم قتل حيوانات لاستخلاص الزيت منها في خطوة من المرجح أن تحظى بموافقة ملك بريطانيا.
ويجري الاحتفاظ بالزيت في عبوة محكمة الإغلاق في عبوات بلاستيكية معبأة بالمطاط الرغوي في قبو أسفل صيدلية جون بل آند كرويدن في وسط لندن.
وتتمتع الصيدلية بصلات قوية مع العائلة المالكة يعود تاريخها إلى أكثر من قرن. وحصلت على أول تكليف لصنع الزيت في عهد الملك جورج الخامس عام 1909.
واستحوذت شركة سيفوري آند مور على الصيدلية عام 1928، التي مزجت زيت الدهن المستخدم لتتويج الملكة الراحلة إليزابيث، عام 1953 بعد تدمير الدفعة السابقة من الزيت خلال الحرب العالمية الثانية.
وتعد وصفة زيت التتويج واحدة من أكثر الأسرار قداسة في التاريخ الملكي، ويجري نقلها عبر الأجيال، ولم يطلع على مكوناته إلا مجموعة من الأشخاص لا تتجاوز أصابع اليد.
واستغرق الأمر بالصيدلاني هاتون ثمانية أشهر للقيام بعمليات البحث وجمع جميع المكونات المدرجة على الورقة القديمة المطبوعة على الآلة الكاتبة، والتي تم شرحها بملاحظات مكتوبة بخط اليد.
وأضاف هاتون: "كل تلك المقادير تم حسابها بالأوزان والمقاييس القديمة، لذلك عملت على تغيير تلك الأوزان إلى مليغرامات وغرامات.. وبعض المكونات يجب أن تحفظ لفترات من الزمن قبل أن يتم خلطها".
وكانت بعض المكونات غامضة للغاية لدرجة أنه في عدة مناسبات، كان هاتون يتلقى أسئلة عن المواد المطلوبة. وأخبر الموردون أنه كان يقوم بمشروع بحث، وليس صناعة زيت التتويج.
واعترف هاتون بالقلق بشأن إدراج المنتجات الحيوانية في القائمة.
ومن المعروف أن أحد هذه المكونات هو زيت الزباد المأخوذ من غدد قط الزباد.
وأثناء رفضه الكشف عن ما استخدمه بالضبط، أكد الصيدلي أنه تمكن من العثور على مكونات تركيبية كبديل.
وقال: "لا يوجد شيء من الحيوان في الزيت".
ووفقا للتقرير، تلقى هاتون الأمر بإعداد الزيت في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2000، وقام بإغلاق الزجاجة وتشميعها منذ ذلك الحين.
وفي الشهر التالي، سافر هاتون إلى ليودز في كوفنتري لتسليم الزجاجات إلى الصيدلية، حيث يتم الاحتفاظ بها في قبوها.
وقال أليكس جراي، المدير العام لصيدلية جون بيل وكرويدن: "لقد تم الاحتفاظ بها سرا على مدى السنوات الـ 23 الماضية، في انتظار أن يتصل بنا القصر الملكي لتقديمها لهم".