طفرة BQ 1.1.. ماذا نعرف عن أعنف تحورات كورونا؟
خلال الأشهر الثلاثة الماضية كانت متحورات فيروس كورونا تتنافس على الهيمنة وبدء موجة جديدة من العدوى، حتى حسمت طفرة BQ.1.1 الأمر لصالحها.
وتضاعفت العدوى في المملكة المتحدة، من متحور BQ.1.1 شديد العدوى كل أسبوع، وهو معدل نمو يتجاوز بكثير المتحورات الفرعية الأخرى للفيروس.
أيضا في الولايات المتحدة، تنتشر طفرة BQ.1.1 بسرعة مضاعفة لا ينافسها فيها سوى المتحور الفرعي BA 2.75.2، وهذا يعني أنها معدية للغاية.
لكن هذا ليس هو العامل الأكثر إثارة للقلق لدى المتحور BQ.1.1، بل الخطير في الأمر أنه يتجنب أيضًا الأجسام المضادة.
في الواقع، يبدو أن BQ.1.1 هو الشكل الأول من "كوفيد-19" الذي لا تعمل علاجات الأجسام المضادة ضده على الإطلاق، مثل: evusheld وbebtelovimab.
لكن لحسن الحظ، لا تزال لقاحات أحدث معززات الرنا المرسال "ثنائية التكافؤ" تعمل ضد BQ.1.1، مع العلم أن الجرعات المعززة لا تزال تطبق بشكل بطيء ما يعني أنها لم توفر بعد الكثير من الحماية على مستوى السكان.
ما هي طفرة BQ.1.1؟
الطفرة BQ.1.1 هي نسل المتحور BA.5 الذي أفرزه أوميكرون، التحور الأشد شراسة من فيروس "كوفيد-19" حتى الآن، واكتشف قبل بضعة أسابيع.
ومن المعروف أن أوميكرون والمتحورات الفرعية الناشئة منه تتمتع بقدرة أقوى على التهرب من عقاقير فيروس كورونا أو المناعة المكتسبة من خلال العدوى أو التطعيم في الماضي.
أي أن المتحور BQ.1.1 قادر على التهرب من جميع أدوات الدفاع التي لدينا ضد كورونا، ما يؤدي إلى المزيد من حالات الإصابة و"كوفيد الطويل" وحتى الوفاة.
وعلق كورنيليوس رومر، خبير التطور الفيروسي بجامعة بازل، على أحدث طفرات فيروس كورونا قائلا إن "BQ.1.1 ينتشر بسرعة".
وأضاف في تغريدة: "لقد أصبح من الواضح تمامًا أن BQ.1.1 سيقود موجة مختلفة في أوروبا وأمريكا الشمالية قبل نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث حافظت حصته النسبية على أكثر من الضعف كل أسبوع".
بينما قال إدوين مايكل، عالم الأوبئة في مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة جنوب فلوريدا، لصحيفة "ديلي بيست": "نحن نخطو إلى مرحلة شديدة السيولة من الوباء في الوقت الحالي".
العديد من سلالات أوميكرون لها طفرات مماثلة وهذا النمط يشير إلى أن لديها ميزة تطورية متشابهة من شأنها أن تسمح للفيروس بالاستمرار في الانتشار بين الأشخاص الذين لديهم حماية، سواء من التطعيم أو الإصابة السابقة بفيروس كورونا.
وقال آندي بيكوز، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية "جونز هوبكنز بلومبرج" للصحة العامة، لموقع "جلوبال نيوز"، إن BQ.1.1 لديه "أكبر قدرة على الهروب من المناعة التي يسببها اللقاح، إضافة إلى بعض علاجات الأجسام المضادة، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نركز عليه ونحاول تتبع ما يفعله".
لم يكن BQ.1.1 هو الفائز الحتمي في المنافسة الفيروسية التي احتدمت في الأشهر التي أعقبت ذروة موجة BA.5، لكنه كان يتمتع بميزة إضافية.
يتميز BQ.1.1 بـ3 طفرات رئيسية تثير الحاجب على بروتين السنبلة، وهو جزء من فيروس SARS-CoV-2 يساعده على الإمساك بخلايانا وإصابتها، وهي: N460K وK444T وR346T، ما يجعله معديا أكثر من باقي التحورات.
كيف تستطيع حماية نفسك من BQ.1.1؟
نعم سيتحور فيروس كورونا باستمرار، لكن بشكل عام فإن الدول حاليا مجهزة بشكل أفضل للتعامل مع "كوفيد-19" ومتحوراته بعد استخدام تدابير مختلفة للوقاية من العدوى.
وقال الدكتور إسحاق بوجوتش، طبيب الأمراض المعدية ومتخصص في شبكة الصحة الجامعية في تورنتو: "يمكنك تقليل مخاطر الإصابة بمرض بكورونا من خلال وضع كمامة عندما تكون في مكان داخلي، حيث ينتقل الفيروس في الغالبية العظمى من الحالات في الأماكن المغلقة".
لا تزال اللقاحات والاختبارات والعلاجات المضادة للفيروسات تعمل ضد طفرات أوميكرون، ويقدر صندوق الكومنولث أنه "إذا حصل 80٪ من الأشخاص المؤهلين على جرعة معززة من لقاح كورونا قبل 31 ديسمبر/كانون الأول، فيمكن إنقاذ حياة ما يقرب من 90.000".
ومن حسن الحظ أن المتحورات الفرعية لأوميكرون لها فترة حضانة أقصر، ولهذا السبب قد تظهر الأعراض في وقت قصير.
وقال الدكتور بيتر تشين هونج، من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن أسوأ أعراض أوميكرون التي يجب البحث عنها هو "الحلق المشتعل".
أيضا الأعراض الأكثر شيوعا المرتبطة بمتحور أوميكرون هي:
- سعال.
- إعياء.
- سيلان الأنف.
aXA6IDMuMTYuMjAzLjI3IA== جزيرة ام اند امز