الوفاة بكورونا.. التغسيل ببدلة واقية والدفن في كيس بلاستيك
المتوفى بفيروس كورونا لا يتمتع بإجراءات دفن طبيعية كالمعتاد لكنه لا يحرم من حقه في التغسيل والتكفين والصلاة عليه لكن طبقا لبروتوكول خاص
حالة من الرعب تملكت كثيرين منذ انتشار جائحة كورونا في العالم، ودفعتهم للاعتقاد بأن من يقتله الفيروس يدفن بلا تغسيل أو تكفين أو صلاة جنازة؛ خوفا من العدوى التي لا تنتهي إلا بمواراة جثمانه الثرى.
ورغم أن المتوفى بكورونا لا يتمتع بإجراءات دفن طبيعية كالمعتاد سابقا، فإنه لا يحرم من حقوقه في التغسيل والتكفين والصلاة عليه لكن طبقا لبروتوكول خاص يتبع في مثل هذه الحالات المعدية.
بروتوكول تكفين ضحايا "كورونا"
قال الدكتور محمد عز العرب، خبير الأمراض المعدية بالمعهد القومي للكبد بمصر، إن بروتوكولا خاصا يتم إتباعه في تغسيل وتكفين ودفن ضحايا فيروس كورونا (كوفيد-19)، ويطبق في العالم كله خلال الأوقات التي يجتاح فيها وباء أغلب دول العالم.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن ضحية كورونا رغم وفاته يظل ناقلًا للعدوى بشكل قوي حتى يوارى جثمانه الثرى، بل تظل قدرته على نقل العدوى قائمة لعدة ساعات بعد دفنه في درجات الحرارة العادية، وتصل إلى أيام في الطقس البارد؛ لذلك تتبع إجراءات خاصة جدا في الدفن.
وتابع: "ذلك التأثير الممتد لساعات وأحيانا لأيام ينسحب أيضا على كل غرض لمسه المتوفى قبل وفاته، لذلك يتم تطهير كل ما لمسه وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، من أسرّة نام عليها، وفُرُش كان يستخدمها، وكل ما لامس جسده، سواء في وقت المرض أو بعد الوفاة وحتى الدفن".
مراسم الدفن
شدد الطبيب المصري على أن الأشخاص الذين يؤدون مهمة تغسيل المتوفى لا بد أن يرتدوا البدلة الواقية أثناء التعامل المباشر مع جسده؛ خوفا من العدوى.
وأضاف الدكتور محمد عز العرب: "بعد تغسيل الميت وتكفينه يوضع في كيس أسود بلاستيكي محكم الغلق، حتى لا تجد الفيروسات النشطة بداخل الجسد أي مخرج تنتقل من خلاله لغيره، ثم يوضع داخل صندوق خشبي إمعانًا في ضمان عدم نقل العدوى".
وقال: "ينطبق الأمر تمامًا على المشيعين، لا بد أن يرتدوا الملابس الواقية خلال مراسم الصلاة على المتوفى والدفن، مع مراعاة التباعد أثناء الصلاة ودفنه بالكيس الأسود البلاستيكي، بل يفضل الدفن بالصندوق الخشبي".
وأكد عز العرب أنه لا يوجد ما يقلق من دفن المتوفى في مقابر أسرته حال اتباع الإجراءات اللازمة لمنع التقاط العدوى، مشددا على ضرورة الدفن بمعرفة الأمن وبأقل عدد ممكن من المشيعين، وعدم ترك المسألة لأهله لضمان التعامل السليم.
وأوضح أن من الضروري تخلص من تعاملوا مع المتوفى أو شاركوا في الجنازة من البدل الواقية، مع تطهير أماكن التغسيل والتكفين وفقًا للبروتوكول المحدد من منظمة الصحة العالمية؛ لمنع العدوى.