رياضي مصري يروي لـ"العين الإخبارية" تفاصيل رحلة شفائه من كورونا
وليد عبدالله مدرب حراس مرمى في ناد مصري يحكي لـ"العين الإخبارية" عن إصابته بفيروس كورونا ورحلة علاجه التي استغرقت 14 يوما تابع التفاصيل عبر المقال التالى.
14 يوما كانت بمثابة فاصل طويل في حياة مدرب حراس مرمى نادي "المدينة المنورة" المصري وليد عبدالله، قضاها بمستشفى العزل في إسنا بعد إصابته بفيروس كورونا، معزولا عن أسرته وأصدقائه وحياته الكروية.
قصة إصابة وليد عبدالله
قبل ساعات من إصابة وليد، الدكتور بكلية الفنون الجميلة، بالفيروس التاجي كان يناقش رسالة دكتوراه لأحد الطلاب في القاهرة، بعدها استقل القطار إلى محافظة الأقصر حيث يقطن، ليستأنف حياته الطبيعية.
أو هكذا كان يظن، لكن "كوفيد-19" الذي كان يعتقد أنه بعيد عنه، لالتزامه بالإجراءات الوقائية، قلب حياته رأسا على عقب.
يقول وليد لـ"العين الإخبارية": "بعد وصولي من القاهرة بدأت أشعر بأعراض البرد، تناولت الأدوية المعتادة لكن دون جدوى، توجهت لأحد الأطباء وصف لي علاجا آخر.
لكن الحالة تسوء، ثم بعد ارتفاع درجة الحرارة لـ40 ونصف مع كحة متواصلة، زارني الطبيب بالمنزل وشخص حالتي إصابة بالحمى".
وليد (40 عاما) الذي يعلم جيدا بأعراض فيروس كورونا، حرص على سؤال الأطباء من حين لآخر وكانت الإجابة تأتي بالنفي، لكن حالته تدهورت وأصيب بالتهاب رئوي حاد، لينقل إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة، في اليوم التاسع من وصوله إلى الأقصر، ويقضي بها 3 أيام أخرى.
ويضيف: "الطب الوقائي جاء إلى المستشفى وأخذ عينة لإجراء تحليل الـPCR التي جاءت إيجابية؛ لأنقل بالأسعاف إلى مستشفى العزل بإسنا".
بدأ وليد رحلة أخرى لم يدر نهايتها بعد صدور قرار نقله الفوري إلى مستشفى العزل حيث قضى فيها 14 يوما، ويحكي: "قضيت 11 يوما في العناية المركزة على أجهزة التنفس بعد تدمير الفيروس لـ85% من الرئة.
ووصولي لمرحلة صعبة من التعب، وكنا أصعب حالتين أنا ومريض إيطالي الجنسية، وللأسف هو توفاه الله، ثم خرجت إلى غرفة عادية لأقضي بها 3 أيام أخرى".
ويسترجع فترة علاجه التي وصفها بالصعبة، قائلا: "طلب مني الأطباء تلاوة الشهادة لضرورة توصيلي بأجهزة التنفس الصناعي التي بدورها ستدخلني في حالة غيبوبة قد تقصر أو تطول، شعرت بأنني سأرحل، لكنني وافقت لصعوبة الألم، ما باليد حيلة".
ويتابع: "تردد الأطباء الذين أشهد لهم بمهارتهم في أخذ ذلك القرار، وعادوا بعد ساعتين لإخباري بأنهم سيقومون بتنفيذ طريقة مختلفة وكانت أول مرة يقومون بها، وهي وضعي على جهاز التنفس الصناعي لكن بضغط كمية هواء كبيرة داخل الرئة مع الحفاظ علي مستيقظا".
نجح الأطباء في استعادة رئة "وليد" بعد علاجه بطريقة ضخ الهواء على مدار أيام متتالية، وبعد تحفيزه نفسيا. يقول: "عندما كان يتواصل أهلي مع الأطباء كانوا يطلبون منهم الدعاء، ويحفزونني على التمسك بالحياة".
"حالتك صعبة بس انت لازم تعيش"، جملة محفورة في ذهن المدرب بعدما رددها على مسامعه الطبيب المشرف على علاجه وساعدته في استعادة قواه، إلى جانب مناعته التي كان لها عامل كبير في تصديها للفيروس.
ويقول: "عدت التجربة الصعبة بعدما بذل الأطباء مجهودا جبارا، وبإجراء تحليل 3 مرات تباعا تفصل بينها 48 ساعة جاءت النتائج سلبية".
خرج أستاذ الجامعة ليجد طلابه وأصدقاءه ومحبة الناس له خير صديق، فلم يكفوا عن الدعاء له، يقول: "مساحة الحب والتقدير والإنسانية بيني وبين الطلاب في الجامعة أو في المجال الرياضي كانت سندا لي في رحلتي مع الفيروس".
وختم: "بعد مروري بتلك المحنة ولا أتمناها لأي شخص، أرجو من الجميع الالتزام بالمنزل. الأمر ليس بالهين، الموضوع خطير لا أحد يستهين بالمرض".