كورونا يهاجم القلب.. لا يكتفي بالرئتين
الأطباء لاحظوا من الأيام الأولى لجائحة "كوفيد-19" أن المرضى الذين يعانون مشاكل صحية فى أمراض القلب سجلوا معدلات أعلى للإصابة بالفيروس تعرف على التفاصيل.
رجحت دراسة جديدة أن فيروس كورونا المستجد ينقض على الجسم بأكمله، خاصة القلب، ولا يكتفي بمهاجمة الرئتين والجهاز التنفسي فحسب.
الحالات الأكثر عرضة للإصابة بكورونا
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الأطباء لاحظوا من الأيام الأولى لجائحة "كوفيد-19" أن المرضى الذين يعانون مشاكل صحية، خاصة أمراض القلب، سجلوا معدلات أعلى للإصابة بالفيروس، بل وتصبح حالتهم أشد سوءا بسببه.
ونقل موقع "قيصر هيلث نيوز" الأمريكي عن الأطباء ترجيحهم أن فيروس كورونا أو المضاعفات الناجمة عنه ربما تضر بعضلات القلب نفسها.
وقال الأطباء إن ما توصلوا إليه يفتح جبهة جديدة على موظفي الرعاية الصحية في معركتهم ضد كورونا، وتوقعوا احتياج المرضى بعد تعافيهم من الفيروس لرعاية طبية مزمنة.
كما الفيروسات المسببة لحالات البرد الشائعة وسارس وميرس، يتسبب "كوفيد-19" في أمراض تنفسية، إذ يدخل الجسم عبر الرذاذ أو المخاط وينتقل لمسافة أبعد بالجهاز التنفسي وصولًا إلى الرئتين، ثم تتعمق بروتينات الحسكة (spike) الموجودة بالفيروس في خلايا الرئة.
لكن ربما لا تكون الرئة العضو الوحيد الذي يعاني من كورونا بعدما أثبتت دراسة أجريت داخل مستشفى صيني أن نحو 20% من 416 مريضا أصيبوا بالفيروس تضررت قلوبهم.
وفقا لـ"ديلي ميل"، فإن أكثر من نصف المرضى الذين يعانون تلفا بالقلب توفوا في المستشفيات أثناء علاجهم من كورونا، مقابل وفاة 4.5% من المرضى الذين لا يعانون ضررا بالقلب.
وأعرب الأطباء عن قلقهم من تضرر قلوب المرضى الذين لا يعانون مشاكل صحية سابقة بمجرد إصابتهم بعدوى فيروس كورونا، خاصة أنهم كانوا أكثر عرضة للوفاة جراء مضاعفات أمراض القلب.
وكما هو الحال مع جميع جوانب "كوفيد-19"، فإن كبار السن ومن يعانون مشاكل صحية هم الأشد تضررًا من المضاعفات المتعلقة بالقلب أيضًا.
قال الدكتور روبرت بونو، أستاذ أمراض القلب بجامعة نورث وسترن، إن فيروس كورونا ربما يهاجم القلب في واحدة أو مجموعة من الطرق.
ورأى بونو وزملاؤه نمطًا مألوفًا في مرضى كورونا لاحظوه في مرضى الإنفلونزا الذين يعانون حالة مرضية شديدة.
وأوضح لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنه في حالات تفشي الإنفلونزا يرون زيادة في الناس الذي يتعرضون لأزمات قلبية؛ فقط بسبب الضغط الأكبر الذي تضعه على الجسم.
وأضاف: "عند حدوث عدوى مثل الإنفلونزا، أو في هذه الحالة فيروس كورونا تحدث أشياء أخرى".
يتسبب تلف الرئتين الناجم عن "كوفيد-19" في سلسلة من المشاكل بالجسم؛ إذ تواجه الرئة صعوبة في الحصول على الأكسجين، ما يعني وصول كميات أقل منه لمجرى الدم، وبالتالي القلب نفسه.
ومع تدفق خلايا الدم البيضاء وغيرها من جهات الدفاع بالجسم مسببة الالتهابات الضرورية لمحاربة العدوى، فإنها أحيانا تتمادى وتضر نفسها. في الواقع الالتهابات هي الملامة في النهاية في معظم وفيات "كوفيد-19".
وأوضح بونو أنه في خضم الالتهابات الحادة تحدث أزمات قلبية عدة مرات، لأن اللويحات التاجية (ترسيبات للكوليسترول في الشرايين) تصبح غير مستقرة، وتتكسر مسببة تجلطات تسد الشرايين.
لكن أيضا يتمتع "كوفيد-19" بسلاح فريد يتيح له مهاجمة القلب. وقال بونو إن البروزات الموجودة على سطح الفيروس (بروتينات الحسكة)، تبحث عن مستقبلات على الخلايا يمكنها الالتصاق بها.
وأشار إلى أنها تبحث تحديدًا عن مستقبلات في الرئتين، لكن نفس تلك المستقبلات موجودة على الأوعية الدموية، لذا يمكنها الالتصاق بالرئة والأوعية الدموية.
وأوضح أنه ما إن ترسو على خلايا تلك الأوعية، يمكن للجسيمات الفيروسية التسبب في ضرر لها بالإضافة إلى عضلة القلب.