"الرئة الحديدية".. تقنية بديلة لـ"التنفس الصناعي" لمرضى كورونا
مرضى جهاز الرئة الحديدية يظلون مستيقظين ويتناولون الأدوية والطعام على عكس ما يحدث مع من يضعون على جهاز التنفس الصناعي تعرف على التفاصيل عبر المقال التالي.
يعكف علماء بريطانيون على تطوير نسخة حديثة من جهاز التنفس، الضغط السالب المعروف بـ"الرئة الحديدية"، لاستخدامه بديلا لأجهزة التنفس الصناعي لمرضى فيروس كورونا.
وذكر موقع "نيوأطلس"، المختص بالقضايا العلمية، أن القصور الشديد في أجهزة التنفس الصناعي المستخدمة في علاج مرضى فيروس "كوفيد-19" دفعت العلماء لتطوير جهاز "الرئة الحديدية".
وأشار الموقع، في تقرير مفصل، إلى أن أغلب الدول تواجه نقصا في عدد أجهزة التنفس، إذ دخلت السلطات الصحية حول العالم في سباق مع الزمن لتلبية الطلب الحالي في ظل انتشار فيروس كورونا.
وأضاف: "ناهيك بأن هذه الأجهزة معقدة ومكلفة، وتتطلب متابعة من موظفين مدربين، وهناك خطورة في استخدامها حتى مع الأشخاص الأصحاء، لأنها تتطلب أن يكون المريض مخدرًا ومهدأ، وأحيانًا فاقد الوعي".
التقرير يستعرض الفرق بين جهاز التنفس الصناعي والرئة الحديدية، مشيرا إلى أن الأول يعرف علميا باسم "جهاز التهوية بالضغط الإيجابي المتقطع".
آلية عمل جهازي التنفس الصناعي والرئة الحديدية
ويعمل من خلال ضخ الأوكسجين صوب الرئة بشكل مباشر لمساعدة المريض على التنفس، لكن الرئة الحديدية الذي يعرف علميا باسم "جهاز التنفس سالب الضغط" يفعل العكس تماما.
ظهر جهاز الرئة الحديدية للمرة الأولى خلال القرن السابع عشر، وكان آنذاك بدائيا شبيها ببرميل أسطواني يسع المريض بشكل كامل.
وجرى استخدام النسخة القديمة من الرئة الحديدية خلال القرن العشرين لمواجهة شلل الأطفال، ومع ظهور جهاز التنفس الصناعي ذي الضغط الموجب استغنت الفرق الطبية عن القديم.
على عكس جهاز التنفس الصناعي، حينما يدخل المريض إلى جهاز الرئة الحديدية يظل رأسه في الخارج، ولا يربط بأي شيء عن طريق الفم.
ويؤثر محرك كهربائي داخل الجهاز في مستوى ضغط الهواء، فيجعله متراوحا بين الهبوط والارتفاع، وحينما يتأثر ضغط الهواء حول جسم المريض بين انخفاض وارتفاع، يتمدد صدره ويصبح قادرا على التنفس.
إضافة إلى ذلك يمكن للمرضى البقاء مستيقظين وتناول الأدوية والطعام والتحدث إلى ذويهم عبر الهاتف. كما تعمل الماكينة على تحسين كفاءة القلب بنسبة 25% عن أجهزة التهوية التقليدية، التي تؤثر سلبًا على وظائف القلب.
ويجري تطوير الجهاز في إطار شراكة واسعة بين جامعة وارويك، ومجموعة مارشال للفضاء والدفاع، والمستشفى الملكي الوطني البريطاني، بمساعدة عدد من الأكاديميين.
وأطلق على جهاز الرئة الحديدية الجديد اسم "إيكسوفنت". ويقول القائمون على المشروع إنهم تمكنوا من تطوير نموذج وسيقومون بتجربته في مصحتين للعناية المركزة بالمملكة المتحدة.
وفي حال وافقت الهيئات الصحية المختصة في بريطانيا على الجهاز، سيكون بوسع المملكة المتحدة إنتاج 5 آلاف وحدة منه أسبوعيا.