حرب كورونا.. صراع العالم على أجهزة التنفس
كبرى الشركات العالمية تعلن جاهزيتها لإنتاج أجهزة التنفس الصناعي، التي من شأنها إنقاذ مئات الآلاف من مصابي الفيروس الجديد.
مع تفشي فيروس كورونا الجديد حول العالم، يزداد الطلب على أجهزة التنفس الصناعي الضرورية لعلاج صعوبات التنفس، التي يعاني منها المصابون بالمرض.
واندلع سباق وصراع عالمي نحو الحصول على كل جهاز تنفس صناعي ممكن، رغبة من جانب كل دولة في مسابقة الزمن لإنقاذ أكبر عدد من مواطنيها المصابين بفيروس كورونا، الذي يعد الالتهاب الرئوي وضيق التنفس إلى حد الوفاة من أبرز أعراضه.
وهناك نوعان من أجهزة التنفس الصناعي؛ الأول "ميكانيكي"، ويتضمن وحدة تدفع الهواء إلى داخل الرئتين على غرار التنفس الطبيعي، عندما يتسبب المرض في فشل الرئتين، كما يحتوي الجهاز على وحدة لترطيب الهواء، بحيث يطابق درجة حرارة الجسم ويضيف الرطوبة إليه.
والنوع الثاني من أجهزة التنفس الصناعي وهو "غير الجراحي"، ويحتوي على قناع يغطي الأنف والفم، وجهاز ضغط هوائي إيجابي مستمر (cpap)، ويوفر الأكسجين للرئتين دون الحاجة إلى جهاز التنفس الاصطناعي.
ويسارع المخترعون والأكاديميون وشركات صناعة السيارات وشركات الطيران من أجل إنتاج مئات الآلاف من أجهزة التنفس الصناعي؛ لتلبي الاحتياجات في ظل نقص هذه الأجهزة وازدياد عدد الإصابات بالفيروس التاجي الجديد، الذي تخطى المليون إصابة.
وأعلنت كبرى الشركات العالمية انضمامها لخوض المنافسة على إنتاج أجهزة التنفس الصناعي، التي من شأنها إنقاذ مئات الآلاف من مصابي الفيروس الجديد.
وتنازلت شركة "ميدترونيك"، أشهر مصنع لأجهزة التنفس الصناعي، عن حقوق ملكيتها الفكرية لأجهزة التنفس الصناعي التي تملكها، حيث قامت بمشاركة كل التصميمات الخاصة بالجهاز مع الدول للبدء في تصنيعها فورا، من اجل إنقاذ مرضى فيروس كورونا.
وأعلنت أنها تعمل على زيادة إنتاجها من أجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة إلى عقد شراكة مع "تسلا" من أجل المساعدة في عمليات التصنيع فيما يخص المعدات الطبية.
وأكدت شركة السيارات الكهربائية "تسلا"، الخميس، عبر رئيسها التنفيذي إيلون ماسك، تخصيص مصنعها في نيويورك إلى صناعة أجهزة التنفس الصناعي لسد العجز الأمريكي، بعد الزيادة الهائلة في عدد المصابين وحاجة أماكن الرعاية الصحية إلى معدات العناية الحرجة للمرضى المصابين بوباء "كوفيد- 19".
كذلك أعلنت شركة" فورد موتورز" أنها تعمل مع شركة "جي ايه هيلثكير" المتخصصة في صناعة الأجهزة الطبية على زيادة الطاقة الإنتاجية لأجهزة التنفس الصناعي.
وانضمت شركة "جنرال موتورز" إلى السباق عبر إعلانها توفير جميع خبراتها اللوجيستية والتصنيعية لدعم شركة "فينتيك لايف سيستمز" من أجل إنتاج المزيد من أجهزة العناية التنفسية.
كما عرضت شركة مرسيدس خبرتها الهندسية لمستشفى يونيفرسيتي كوليدج لندن، لإنتاج ما يصل إلى 1000 من أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر في اليوم.
وأعلنت الحكومة البريطانية، السبت، تسلم 300 جهاز تنفس صناعي من الصين، وطلب شراء المزيد، في ظل المعركة التي تخوضها البلاد ضد فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه سيتم الانتهاء من تصنيع أول جهاز تنفس صناعي نهاية هذا الأسبوع.
ويشكو الكثير من حكام الولايات الأمريكية من نقص أجهزة التنفس الصناعي في الوقت الراهن لتلبية الاحتياجات العاجلة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دعا، قبل أيام، شركتي تصنيع السيارات العملاقتين "فورد" و"جنرال موتورز" بالبدء في تصنيع أجهزة تنفس صناعي، للمساعدة في تخفيف الضغط المتزايد على المستشفيات للرعاية بمصابي كوفيد-19.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "يجب أن تفتح جنرال موتورز فورا مصنع لوردز تاون الذي هجرته بغباء في أوهايو، أو مصنعا آخر، وتبدأ في تصنيع أجهزة التنفس الصناعي، الآن".
وأضاف "فورد، انطلقي في صناعة أجهزة التنفس الاصطناعي، بسرعة".
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن البيت الأبيض كان يخطط، الأسبوع الماضي، لإعلان مشروع مشترك بين "جنرال موتورز" و"فنتيك لايف سيستمز" لتصنيع حوالي 80 ألف جهاز تنفس اصطناعي، إذ تعاني مناطق عدة في البلاد من نقص حاد في الآلات الضرورية لمساعدة مرضى كوفيد-19 على التنفس.، لكن ألغى المشروع في آخر لحظة بسبب كلفته التي تبلغ مليار دولار.
وفي إطار الصراع على أجهزة التنفس الصناعي، استولت الحكومة التركية على طائرة كانت تحمل شحنة أجهزة تنفس صناعي اشترتها إسبانيا من الصين، مما أثار أزمة دبلوماسية بين إسبانيا وتركيا.