علماء يكتشفون الخطوة الأولى لعلاج مضاد لفيروس كورونا
الفريق البحثي يأمل في أن يتمكن من إلقاء الضوء على بعض الأسئلة المتعلقة بكيفية انتقال الفيروس للبشر، والإشارات الكيميائية التي سهلت ذلك
حدد باحثون من جامعة كورنيل الأمريكية هدفا محتملاً لعلاج مضاد للفيروسات، يمكن أن يكون مفيدا في علاج فيروس كورونا المستجد أو ما بات يعرف بـ"كوفيد – 19"، وذلك خلال دراسة نشرت الإثنين بدورية الأبحاث المضادة للفيروسات "Antiviral Research".
وبحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة مورنيل، شرع باحثو الجامعة في البداية بتحليل هيكل وخصائص فيروسي السارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم) وميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، مع التركيز على بروتين السنبلة، وعلى وجه التحديد ببتيد الاندماج الخاصة بالبروتين (الأحماض الأمينية)، الذي يسمح لهذين الفيروسين بإصابة الخلايا عن طريق نقل الجينوم الخاص بهما.
والمعروف قبل هذه الدراسة أن المتواليات البيولوجية من الببتيدات الاندماجية للفيروسين متطابقة بنسبة 93 ٪ مع الفيروس الجديد، ومن ثم فإن معرفة آلية انصهار الغشاء التي تساعد في انتشار الفيروسين، يمكن أن تنطبق على الفيروس الجديد.
وانصهار الأغشية عبارة عن عملية متعددة الخطوات تبدأ بإدراك الفيروس أنه عثر على النوع المناسب من الخلايا للإصابة، وللقيام بذلك، يتلقى الفيروس ردود فعل من البيئة الكيميائية، بما في ذلك إشارات مثل المستقبل الذي تقدمه الخلية المضيفة، ثم يرتبط الفيروس بمستقبل الخلية المضيفة عن طريق بروتين السنبلة.
بعد ذلك، تتفاعل قطعة من بروتين السنبلة، تسمى الببتيد الاندماجي، مباشرة مع غشاء الخلية المضيفة وتسهل الاندماج لتشكيل مسام الاندماج، أو الفتح، ثم ينقل الفيروس جينومه إلى الخلية المضيفة من خلال هذه المسام، وهذه التعليمات الجينومية تقود بشكل أساسي أجهزة المضيف لإنتاج مزيد من الفيروسات.
ووجدت المجموعة البحثية أن تفاعل أيونات الكالسيوم مع ببتيد الاندماج يمكن أن يغير من بنية الببتيد، وكيفية تفاعله مع الأغشية بطرق تعزز العدوى في فيروسي ميرس وسارس، ويحول الباحثون الآن انتباههم إلى فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، لأن الببتيدات الاندماجية متقاربة في جميع الفيروسات الثلاثة.
ويأمل الفريق في أن يتمكن من إلقاء الضوء على بعض الأسئلة المتعلقة بالكيمياء المحيطة بالفيروس الجديد، مثل كيف كان قادرا على الانتقال إلى البشر، وما الإشارات الكيميائية التي سهلت هذه العملية، ولماذا يكون الفيروس قادرا على التكرار بسهولة في الجهاز التنفسي؟