«ديالوغ» والسياسة في أمريكا.. طموح أكبر من «مساحة حوار»

يعتزم منتدى ديالوغ، أحد أكثر التجمعات العالمية نخبوية وسرية، تنفيذ توسعة استراتيجية عبر شراء عقار وبناء حرم دائم له في ضواحي واشنطن.
والمنتدى الذي تأسس قبل نحو عقدين على يد المستثمرين البارزين بيتر ثيل وأورن هوفمان، يُقارن كثيرًا بمنتدى "بيلدربيرغ" الشهير.
لكنه يتميز بطابع تكنولوجي عصري وجاذبية استثنائية بين كبار الرؤساء التنفيذيين، والمسؤولين الحكوميين، والمفكرين من مختلف الاتجاهات، وفقًا لما كشفه مصدر مطلع لموقع أكسيوس.
وبحسب المصدر، يخوض قادة "ديالوغ" مفاوضات نشطة حاليا لشراء موقع في ولاية فيرجينيا، ليكون المقر الرسمي والدائم لاجتماعات المنتدى المغلقة.
خطوة يُنظر إليها باعتبارها إشارة إلى طموحات أبعد من مجرد التأثير في الإدارة الحالية للرئيس دونالد ترامب، بل إلى ترسيخ حضور دائم في المشهد السياسي بواشنطن لفترة طويلة.
السرية أداة للقوة
يُعرف "ديالوغ" بسريته الشديدة؛ إذ لا يملك موقعًا إلكترونيا عاما، ولا ينشر قوائم بالحضور، ويتجنب الظهور الإعلامي، ويؤكد أحد المشاركين أن الهدف من هذه السرية هو خلق بيئة تسمح للنخب بتبادل الأفكار الحساسة والصادمة دون رقابة أو خوف من العواقب الإعلامية.
وأوضح المصدر: "في زمن تقوضت فيه الثقة بالمؤسسات وتصاعدت المشاعر المناهضة للنخبة، يقدّم ديالوغ نفسه كمساحة آمنة للحوار الحر بين أصحاب القرار، بعيدًا عن ضغوط الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي".
توسع دولي وترتيبات قادمة
من المقرر أن يُعقد اللقاء الرئيسي المقبل للمنتدى في ربيع العام المقبل، إلى جانب تنظيم لقاءات أصغر قبل ذلك، بينها واحدة في منطقة الشرق الأوسط هذا الخريف.
كما تجري إدارة "ديالوغ" مباحثات للاستحواذ على منتدى أصغر، في محاولة لتوسيع نطاق نفوذها بين شبكات النخبة.
وشهدت لقاءات "ديالوغ" السابقة مشاركة عدد من أبرز الشخصيات العالمية، بينهم: إيلون ماسك، ووزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت، والاقتصادي لاري سمرز، والمستثمر شاماث باليهابيتيا، وحاكم ماريلاند ويس مور.
كما شارك فيها -أيضا- المدير التنفيذي السابق لغوغل إريك شميدت، والسيناتور كوري بوكر، وصهر ترامب جاريد كوشنر، ومديرة الاستخبارات تولسي غابارد، والسيناتور تيد كروز، بالإضافة إلى شخصيات فكرية وثقافية مثل جوناثان هايدت وغاري كاسباروف.
نقاشات فكرية وإنسانية
تُعقد فعاليات "ديالوغ" عادة في أماكن فاخرة ومعزولة مثل ريتز-كارلتون دوف ماونتن في أريزونا، وقصر سان كليمنتي في البندقية، وتضم اللقاءات ما يقارب 100 مشارك فقط.
ويتم تنظيم جلسات نقاش محددة المقاعد وبإشراف دقيق، مع التزام مطلق بالسرية، ما يتيح للمشاركين استكشاف قضايا فكرية وروحية دون قيود.
وتتناول النقاشات قضايا مثل مستقبل الذكاء الاصطناعي، تحديات الطاقة، الرعاية الصحية، إعادة ترتيب المشهد السياسي، إضافة إلى مواضيع شخصية مثل الحب، الصحة النفسية، ورعاية الوالدين.
«بيلدربيرغ»
يعقد منتدى بيلدربيرغ اجتماعا سنويا لا يعرف أحد مسبقا موعد أو مكان انعقاده، ولا تخرج عنه أي قرارات أو توصيات أو بيانات صحفية، ذلك أن الصحافة ممنوعة من المشاركة في هذا الاجتماع السنوي الذي يتمتع بإجراءات أمن استثنائية.
ففي تورينو بإيطاليا حيث عقد اجتماع 2018، تولى ألفا شرطي حراسة الاجتماع الذي يستمر عادة على مدى عدة أيام.
وتأسس نادي بيلدربيرغ بعد الحرب العالمية الثانية، عام 1954، في ظل ظروف الحرب الباردة لكي يكون سدا أمام انتشار الأفكار الشيوعية ولتعزيز العلاقات الأوروبية الأمريكية.
وأطلق المنتدى بيرنهارد أمير هولندا، وشارك في اجتماعه الأول رجل المصارف الشهير الملياردير ديفيد روكفلور، وعقد الاجتماع في هولندا بفندق بيلدربيرغ، وضم عشرات الشخصيات ذات النفوذ من السياسيين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات والعسكريين.
وما يثير الكثير من الضجة حول هذا المنتدى هو طبيعة وأهمية الشخصيات المشاركة والتي تعبر عن النخب الأوروبية والأمريكية.
وقد شارك الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون في أحد اجتماعات بيلدربيرغ التي توقفت مع انتشار وباء كورونا؛ إذ عقد آخر اجتماع للمنتدى عام 2019 في مونتورو بسويسرا، بمشاركة 130 شخصية يمثلون 23 بلدا.
وأبرز هذه الشخصيات، وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، ووزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، ورئيس الحكومة الهولندية مارك روت، وأوسولا فون در لاين، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأيضا رئيس مجلس إدارة مجموعة توتال الفرنسية باتريك بوياني ورئيس مصرف كريدي سويس تيدجان تيام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز