قرار ميلوني يفجر جدلًا.. إيطاليا تغيّر نشيدها الوطني
قررت الحكومة الإيطالية تعديل النشيد الوطني "إخوة إيطاليا" بإزالة الصيحة الحماسية "نعم!" التي كانت تُختتم بها الكلمات التقليدية.
ويأتي هذا التعديل بناءً على اقتراح من رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ومصادقة من الرئيس سيرجيو ماتاريلا، بهدف العودة إلى النص الأصلي الذي كتبه الشاعر غوفريدو ماميلي عام 1847.
وكان النشيد يُختتم سابقاً بالعبارة: "مستعدون أن نموت، مستعدون أن نموت، إيطاليا نادت! نعم!" بينما تخلو نسخة ماميلي الأصلية من كلمة "نعم!"، رغم وجودها في النوتة الموسيقية التي وضعها ميكيلي نوفارو في نفس العام. وأكد المكتب الرئاسي أن التعديل يستند إلى اعتبارات تاريخية ودوافع دقيقة، وليس له أي خلفية سياسية.
استياء عسكري في ظل مخاوف أمنية متصاعدة
أثار هذا القرار، الذي نُشر أولاً في صحيفة "إل فاتو كوتيديانو"، استياءً ملحوظاً في الدوائر العسكرية الإيطالية، خاصة في وقت تشهد فيه أوروبا تصاعداً في التحديات الأمنية والمخاوف من اتساع رقعة النزاعات.
ويأتي هذا التغيير في ظل مؤشرات على تراجع الحماسة القتالية بين المواطنين، حيث أظهر استطلاع لمعهد "سنسيس" في يوليو/تموز الماضي أن 16 % فقط من الإيطاليين مستعدون للمخاطرة بحياتهم في الحرب.
مفارقة بين القرار الرسمي والممارسة الشخصية
على الرغم من القرار الرسمي، أظهرت رئيسة الوزراء ميلوني - المعروفة بمواقفها القومية- تمسكاً رمزياً بالصيحة التقليدية خلال أدائها الحماسي للنشيد مع موظفيها وجوقة فوج الألبيني، حيث أضافت الهتاف الختامي "نعم!" في أداءٍ اعتبرته تكريماً لأجواء عيد الميلاد.
وهذا يسلط الضوء على التناقض بين السردية الرسمية التي تهدف إلى "تطهير" النشيد من الإضافات اللاحقة، والمشاعر الشعبية المرتبطة بالتعبير الوطني التقليدي.
كما يمثل هذا التعديل نقاشاً أوسع حول الهوية الوطنية والتعبير عن الولاء في ظل المتغيرات الجيوسياسية. فمن ناحية، يرى البعض في إزالة الإشارة إلى "الاستعداد للموت" تراجعاً عن الخطاب العسكري التقليدي، فيما يفسره آخرون كخطوة نحو ترسيخ الدقة التاريخية.
ويبقى السؤال مطروحاً عن مدى تأثير مثل هذه التعديلات الرمزية على الثقافة الوطنية في وقت تواجه فيه إيطاليا وأوروبا تحديات وجودية تستدعي إعادة تعريف مفاهيم التضحية والدفاع عن السيادة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز