ذا تايمز: بريطانيا تستعين بشركة أمريكية للتجسس على غزة

كشفت حادثة تقنية عن استعانة الحكومة البريطانية بشركة أمريكية خاصة لتنفيذ عمليات تجسس فوق قطاع غزة لصالح إسرائيل، نتيجة نقص في قدرات طائرات سلاح الجو الملكي.
ووفقًا لتقرير صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، تعاقدت وزارة الدفاع البريطانية مع شركة "ستريت فلايت نيفادا" التابعة لمجموعة سييرا نيفادا كوربوريشن، إحدى أكبر شركات الدفاع الخاصة في الولايات المتحدة، لاستئجار طائرة استطلاع متقدمة مخصصة لمهام الاستخبارات والمراقبة.
حملت الطائرة، التي سبق أن استخدمها الجيش الأمريكي في العراق، رقم التسجيل N6147U، ورُصدت تحلق فوق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في يوليو/تموز الماضي بعد أن أخفق الطاقم في إيقاف جهاز التتبع الإلكتروني الخاص بها (الترانسبوندر)، وهو خطأ وصفه مصدر عسكري بـ"الساذج للغاية".
يُشار إلى أن الطائرات البريطانية من طراز "شادو R1" نفذت نحو 600 طلعة جوية فوق قطاع غزة منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، لكنها عادت مؤخرًا إلى المملكة المتحدة بحكم الحاجة للصيانة أو لإعادة توزيع المهام على جبهات أخرى، ما دفع وزارة الدفاع البريطانية إلى اللجوء لاستئجار الطائرة الأمريكية، والتي تعمل بالكامل بواسطة متعاقدين خاصين من الشركة الأمريكية، دون مشاركة طيارين بريطانيين.
رغم ذلك، امتنعت وزارة الدفاع البريطانية عن تأكيد تمويل لندن لهذه المهمة، مبررة قرارها بـ"الحساسية"، فيما أكدت عدة مصادر داخل الوزارة للصحيفة صحة عقد الاستئجار.
تسبب هذا الكشف في إثارة انتقادات سياسية حادة داخل بريطانيا، خاصة من حزب الديمقراطيين الليبراليين، الذين حذروا من أن هذه الخطوة تمس "سيادة الاستخبارات البريطانية" وتثير تساؤلات حول استخدام المعلومات التي يتم جمعها في عمليات عسكرية إسرائيلية قد تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
كما أشار خبراء إلى أن غياب وجود رهائن بريطانيين في القطاع يقلل من مبررات استمرار هذه المهام، التي تبدو متعارضة مع الموقف العلني لوزارة الخارجية البريطانية تجاه الحرب في غزة.
وأظهرت التحقيقات أن الطائرة الأمريكية نفذت أول مهمة استخباراتية لها من قاعدة أكروتيري البريطانية في 20 يوليو/تموز الماضي، قبل أن تُرصد تحلق فوق غزة في 28 من الشهر ذاته إثر فشل في تعطيل جهاز التتبع، وهي المرة الأولى التي يتم فيها رصد طائرة بريطانية أو تعمل نيابة عنها تحلق فوق القطاع بشكل علني.
وبحسب التقديرات فقد جمعت العمليات الاستخباراتية البريطانية كما هائلا من المعلومات، ولا يزال مصير استخدامها غير واضح حتى الآن، مما يثير تساؤلات بشأن أهداف وأدوات التحالف الاستخباراتي بالمنطقة في ظل الأوضاع المتوترة في غزة.