أقوى من هيمارس؟.. أمريكا تكشف النقاب عن نظام صاروخي جديد

في تطور بارز ضمن جهود تحديث الترسانة الأمريكية، نفذت شركة "لوكهيد مارتن"، أول تجربة حية لنظام "جي-مارس" الصاروخي المتطور.
وأطلق النظام خلال التجربة صواريخ موجهة من "نوع جي إم إل آر إس" (نظام الإطلاق المتعدد الموجه)، وهي ذخائر دقيقة التوجيه تستخدمها قوات الجيش الأمريكي إلى جانب عدد من الحلفاء.
وأكدت "لوكهيد مارتن"، أن نظام جي-مارس - نظام المدفعية الصاروخية المتنقلة العالمي، صُمم ليكون منصة إطلاق دقيقة بعيدة المدى، وقابلة للتكامل مع الأنظمة الأمريكية والحليفة، وعلى رأسها نظام "هيمارس" الشهير.
وتتمثل الميزة الرئيسية للنظام الجديد في قدرته على حمل 12 صاروخ "جي إم إل آر إس"، أي ضعف حمولة "هيمارس"، بالإضافة إلى أربعة صواريخ من نوع "بي آر إس إم" (صواريخ الضربة الدقيقة)، وصاروخين من طراز أتاكمس وجميعها من تطوير الشركة نفسها.
قوة مضاعفة
وتوفر الحمولة الكبيرة لـ"جي-مارس" مجموعة متنوعة من الخيارات القتالية، تضاعف من قدرة "هيمارس" الذي أصبح أحد أبرز أنظمة المدفعية الصاروخية شهرة في السنوات الأخيرة.
ويبلغ مدى صاروخ أتاكمس حوالي 305 كيلومترات، في حين يمكن لصاروخ "بي آر إس إم"، المصمم ليحل محل أتاكمس، الوصول إلى 500 كيلومتر.
أما صواريخ "جي إم إل آر إس" فيتراوح مداها بين 69 كلم للنسخة الأساسية، و150 كلم للنسخة بعيدة المدى.
وتتميز هذه الذخائر بأنظمة توجيه دقيقة، تشمل تقنيات "جي بي إس" وأجهزة استشعار وتوجيه بالليزر، مما يسمح بإصابة أهداف محددة بدقة عالية، وهي خاصية أصبحت أولوية قصوى ضمن خطة تحديث الجيش الأمريكي.
وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أن الجيش يسعى إلى امتلاك منظومات صاروخية طويلة المدى قادرة على ضرب أهداف برية وبحرية بحلول عام 2027.
صواريخ "بي آر إس إم"
يلعب صاروخ "بي آر إس إم" دورا محوريا في خطة التحول الاستراتيجي. ففي يونيو/حزيران الماضي، أجرى الجيش اختبارا استهدف هدفا بحريا متحركا، في تأكيد على مرونته التشغيلية وقدرته على العمل ضد أهداف متعددة البيئات.
كما يواصل الجيش دراسة سيناريوهات لتشغيل "هيمارس" بأساليب مرنة تتيح توجيه ضربات سريعة وبعيدة المدى.
وتشمل الجهود المستقبلية أيضا برنامج "القدرة المتوسطة المدى" المعروف باسم تايفون.
وتؤكد النزاعات الجارية، لا سيما الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط، الحاجة الملحة لمثل هذه الأنظمة المتطورة في ساحات القتال الحديثة.
وبحسب "لوكهيد مارتن"، فإن "جي-مارس" يعتمد على شاحنات تكتيكية من سلسلة "إتش إكس" التي تصنعها شركة راينميتال الألمانية، ما يعزز من قابلية التشغيل المشترك مع المنصات الحليفة، خصوصا في أوروبا.
ويُعد تحسين العمل المشترك (interoperability) بين القوات الحليفة من أولويات الجيش الأمريكي. ففي مؤتمر لانديورو الأخير في ألمانيا، شدد الجنرال كريستوفر دوناهيو، قائد الجيش الأمريكي في أوروبا وأفريقيا، على أهمية توحيد أنظمة التشغيل بين الدول الحليفة.
ويبرز في تصميم "جي-مارس" مفهوم المرونة والتركيبية (modularity)، والذي يسمح بإعادة تهيئة النظام من حيث العتاد والبرمجيات بما يتناسب مع طبيعة المهمة، وبيئة القتال، والتدابير المضادة من العدو، وكذلك احتياجات الجنود.