اكتشاف 291 طفرة جينية لفيروس كورونا
باحثون يجرون دراسة لاكتشاف مسار دخول كورونا إلى أيسلندا ويتوصلون لنتائج مهمة بشأن التسلسل الجيني للفيروس ونسب الإصابة ونوعيتها
أظهرت دراسة حديثة أن عددا كبيرا من الناس قد يكونوا مصابين بكورونا (كوفيد-19) دون ظهور الأعراض عليهم، وكشفت عن أكثر من 291 طفرة للتسلسل الجيني للفيروس.
نتائج الدراسة التي نشرت في دورية "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن" الثلاثاء، تقدم صورة لافتة عن كيفية انتشار فيروس (سارس-كوف-2) بين شعب بأكمله، وكيف أن جهود الاحتواء ربما تقلص انتقاله.
وفحص باحثون من الشركة الصيدلانية البيولوجية "ديكود جينيتكس" المملوكة لشركة المستحضرات الدوائية "أمجن" متعددة الجنسيات، ومديرية الصحة في أيسلندا والمستشفى الجامعي الوطني عينة كبيرة للسكان، من بينها أشخاص اختيروا عشوائيًا ولم تظهر عليهم أعراض "كوفيد-19".
ووفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، فحصت أيسلندا 6% من إجمالي السكان أي أكثر من 20 ألفًا لاكتشاف كورونا، وتضمن هذا العدد أكثر من 9 آلاف شخص يعانون من أعراض الفيروس تم ضمهم للفحص المستهدف.
كما اشتمل العدد على أكثر من 10 آلاف شخص خضعوا للفحص دون ظهور الأعراض عليهم بالضرورة، وجرى اختيار أكثر من 2000 شخص عشوائيًا.
وجاءت نتائج نحو 0.8% ممن تطوعوا للفحص إيجابية لفيروس كورونا، وكذلك 0.6% من الأشخاص الذين جرى اختيارهم عشوائيًا للمشاركة في الدراسة، ما يشير إلى أن عددا كبيرا من الناس قد يكونوا مصابين بالفيروس دون ظهور أعراض عليهم.
وكشف الفحص 1221 حالة إصابة بـ"كوفيد-19" بين 9199 يعانون الأعراض والمخالطين لهم. وتتبع الباحثون مسار انتشار الفيروس في أيسلندا، وتوصلوا إلى أنه دخل البلاد من إيطاليا والنمسا، كما أشارت الحالات المبكرة، فضلًا عن المملكة المتحدة وغيرها من الدول.
وقال المدير التنفيذي لشركة "ديكود جينيتكس" كاري ستيفانسون: "يمكننا تتبع انتشار الفيروس بين السكان، أصبح واضحًا أنه كان يتسلل إلى البلاد من دول عدة".
وبتتبع التسلسل الجيني لأكثر من 600 عينة للفيروس، وجد الباحثون نحو 291 طفرة لم تكتشف بعد في أي مكان آخر، وتوصلوا إلى أن الأطفال والنساء أقل عرضة لعدوى كورونا.
إضافة إلى ذلك، لم يتغير عدد المصابين على مدار الدراسة، ما يشير إلى أن جهود الاحتواء ربما يكون لها بعض التأثير.
وإلى جانب عمليات الفحص واسعة النطاق، طبقت أيسلندا تدابير التباعد الاجتماعي وأغلقت بعض الأماكن العامة.
وقال ستيفانسون: "الشيء الأكثر أهمية هنا هو توضيح أنه إذا أجريت فحوصات واسعة النطاق للكشف عن الفيروس، إن وضعت المصابين قيد العزل، وتتبعته بشكل صارم، يمكن احتواء الوباء. لكن كي تكون قادرًا على تحقيق ذلك، عليك أن تكون متيقظًا".