طبيبان مصريان يرصدان تجربة ألمانيا لاحتواء كورونا.. المعادلة الصعبة
طبيبان مصريان يقيمان في ألمانيا يوضحان لـ"العين الإخبارية" استراتيجية إنهاء الإغلاق الإجباري وتخفيف القيود التي فرضتها لاحتواء كورونا.
نجحت ألمانيا في تحقق "المعادلة الصعبة" خلال حربها ضد فيروس كورونا المستجد، واستطاعت احتواء الوباء العالمي الذي أسقط عشرات الآلاف بين مصاب ومتوفى.
وبدأت الحكومة الألمانية، الإثنين، تخفيف القيود التي فرضتها خلال مارس/آذار الماضي، لاحتواء جائحة كورونا، واتفقت مع حكومات الولايات على السماح للمحلات التي لا تزيد مساحتها على 800 متر مربع بإعادة فتح أبوابها.
السبت، أعلن وزير الصحة الألماني ينس شبان أن تفشي وباء كورونا المستجد بات "تحت السيطرة وقابلاً للاحتواء"؛ لتدب الحياة من جديد في معظم الولايات بعد أسبوعين من الغلق الإجباري والعزل المنزلي، وتستأنف المدارس يومها الاعتيادي.
استراتيجية ألمانيا لإنهاء الإغلاق الإجباري تتضمن البقاء على القواعد الصارمة الخاصة بالتباعد وعدم المخالطة حتى 3 مايو/أيار المقبل على الأقل.
أطباء مصريون مقيمون في ألمانيا تحدثوا لـ"العين الإخبارية" عن إجراءات رفع الحظر تدريجياً بعد احتواء الوباء، ونقل كل مصاب بالفيروس إلى أقل من شخص لأول مرة منذ التفشي الكبير.
وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية تسجيل 141672 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا. فيما بلغت حالات التعافي من الفيروس 88 ألف حالة.
المعادلة الصعبة
قال الطبيب المصري حسين عبدالفتاح إن معدل انتقال عدوى كورونا بين شخص وآخر في ألمانيا تراجع إلى 0.7 (أقل من شخص)، إضافة إلى أن أعداد المتعافين من كورونا أصبح أكبر بكثير من معدل الإصابات الجديدة المسجلة في الفترة الأخيرة.
وأضاف عبدالفتاح لـ"العين الإخبارية": "تلك أخبار تدعو للتفاؤل، وقدرة ألمانيا على احتواء انتشار المرض تتحقق بشكل تدريجي".
ورأى أن ألمانيا التزمت خلال الفترة الماضية بإجراءات وقائية صارمة؛ بعد أن أغلقت مناحي الحياة، مع العمل على زيادة عدد أَسرة العناية المركزية، وتوسيع نطاق المسح والفحوصات التي بلغت 100 ألف يومياً.
وقال طبيب أمراض الباطنة، الذي يعمل بأحد مستشفيات مقاطعة مونيستر (غرب ألمانيا)، إن الساسة الألمان يرون أن إنهاء الإجراءات الاستثنائية سيكون مرتبطاً بالالتزام بعدة شروط بينها؛ التباعد الاجتماعي، والالتزام بارتداء الكمامات في بعض الولايات، ونجاح تطبيق تتبع سلاسل العدوى عبر هواتف المواطنين.
وأعلن ماركوس زودر رئيس حكومة ولاية بافاريا، تطبيق الارتداء الإجباري للكمامات في المتاجر ووسائل النقل العام، لتصبح هذه ثالث ولاية ألمانية بعد سكسونيا ومكلنبورج-فوربومرن تطبق الارتداء الإجباري للكمامة.
ورغم اتجاه السلطات إلى تخفيف القيود المفروضة، قال عبدالفتاح إن "فيروس كورونا ليس ضيفاً جاء وسيذهب سريعاً، بل ينبغي تعلم كيفية التعايش مع المرض؛ لأن الأزمة مستمرة لأشهر".
قوة النظام الصحي
قال دسوقي أحمد طبيب أمراض صدرية بأحد المستشفيات في مدينة فوبرتال (غرب ألمانيا)، إن أعداد المصابين بدأت في الاعتدال؛ والهدف ليس وقفها تماماً، لأنه دون لقاح فإن الأمر شبه مستحيل.
وأضاف: "ألمانيا نجحت عبر قوة نظامها الصحي في ألا يزيد عدد المصابين بكورونا"، معتبراً أن الحياة لن تعود لطبيعتها قريباً، موضحاً أن هناك تقييداً لأغلب أشكال التجمعات الاعتيادية وحظراً للتنقل.
وقال الطبيب المصري المقيم في ألمانيا: "ما يجرى هو تخفيف القيود عن عدد من الأنشطة الاقتصادية، ربما تفادياً للكساد في بعض القطاعات".
وأكد ضرورة "التعايش مع وجود فيروس كورونا؛ لأن القضاء عليه دون لقاح أمر غير ممكن، واللقاحات تحتاج إلى نحو عام لطرحها في الأسواق".
وأعرب وزير الصحة الألماني عن اعتقاده أن القواعد الخاصة بالتباعد والنظافة الصحية ستستمر لفترة طويلة، قائلاً إنها ربما تستمر على مدار أشهر حتى مع وجود مصل.