من يقود بريطانيا حال تمكن "كورونا" من جونسون؟
بوريس جونسون نُقل إلى وحدة الرعاية المركزة في مستشفى لندن بعد أن تدهورت صحته جراء فيروس كورونا
ليل الأحد، تجمع عشرات الملايين من البريطانيين حول شاشات التلفاز في منازلهم لمشاهدة خطاب تاريخي للملكة إليزابيث الثانية، هو الخامس خلال سنواتها الـ68 منذ اعتلائها العرش، يهدف لبث الطمأنينة وشحن معنويات شعبها.
وبعد دقائق، من رسالة تلفزيونية دعت فيها الشعب إلى إظهار الإرادة نفسها التي أظهرها أسلافهم في مواجهة تحدي الوباء العالمي، اكتشف البريطانيون أن رئيس وزرائهم بوريس جونسون نُقل إلى وحدة الرعاية المركزة في مستشفى لندن بعد أن تدهورت صحته جراء فيروس كورونا الذي أصيب به في 27 مارس/آذار الماضي.
وقالت الحكومة إن القرار كان احترازيا، وإن رئيس الوزراء في حالة معنوية جيدة، لكن مع إفصاح مساعدي جونسون عن القليل من التفاصيل حول حالته، سادت ليل الإثنين حالة من التوتر والغموض حول مستقبل البلاد.
وبات التساؤل الرئيسي الذي يشغل الجميع في بريطانيا وخارجها إذا مات جونسون (55 عاما)، أو أصبح عاجزا عن أداء مهامه، فمن يتقدم لقيادة البلاد؟
على المدى القصير على الأقل، سيتولى المهمة وزير خارجيته، دومينيك راب (46 عاما) الذي طلب منه رئيس الوزراء البريطاني قبل أن تسوء حالته أن ينوب عنه للتعامل مع الأعمال الحكومية "عند الضرورة"، حسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
ولكن على المدى الطويل إذا دعت الحاجة، من المفاجئ إلى حد ما بالنسبة لأحد أقدم أنظمة الحكم البرلمانية والديمقراطيات في العالم، أن خلافة رئاسة الوزراء ليست واضحة تمامًا في بريطانيا، التي لا تملك دستوراً مدونا.
وأوضحت الصحيفة أن جونسون هو رئيس الحكومة وليس رئيس الدولة، وهذا دور الملكة إليزابيث الثانية (94 عاما)، والتسلسل الملكي للخلافة منصوص عليه بوضوح، حيث يؤول العرش أولاً إلى ولي العهد نجلها الأكبر، الأمير تشارلز (71 عامًا)، ثم نجل تشارلز الأكبر، ويليام (37 عاما)، ثم أبناء ويليام الثلاثة الصغار بترتيب الولادة.
في ظل النظام السياسي البريطاني، يمكن أن يتغير منصب رئيس الوزراء بشكل مفاجئ إلى حد ما، وجونسون هو ثالث رئيس وزراء منذ تصويت البلاد عام 2016 على مغادرة الاتحاد الأوروبي.
إذا استبعد رئيس الوزراء للعديد من الأسباب، التي يمكن أن تتراوح من الموت إلى تصويت بحجب الثقة، فإن أعضاء حزبه أو حزبها –وهو حزب المحافظون، في حالة جونسون- ينتخبون زعيمًا جديدًا، تُعتمد ولايته كرئيس للوزراء بعد ذلك رسميا من الملكة.
وفي حالات الطوارئ غير المتوقعة، من المحتمل الاستعانة بأحد 3 من كبار أعضاء مجلس الوزراء للتدخل لحين إجراء تصويت حزبي، وهم وزير الخزانة، أو وزير الداخلية، أو وزير الخارجية، الذي يشغل منصبه حاليًا راب.
بالإضافة إلى كونه وزيرا للخارجية، فإن راب، وهو عضو مجلس النواب خلال العقد الماضي، يحمل لقب السكرتير الأول للدولة، ما يشير إلى أن المنصب هو الأعلى بعد رئيس الوزراء.
حتى الآن، امتد تفويض راب إلى رئاسة اجتماعات الحكومة فقط، مثل جلسة الوزراء حول فيروس كورونا التي ترأسها، أمس الإثنين، قبل أن تسوء حالة جونسون.
ويقول خبراء إنه من الناحية العملية، يمكن للحكومة البريطانية أن تعمل بدون وجود رئيس وزراء، كما أن الخدمة الحكومية البريطانية أكثر قوة من تلك الموجودة في العديد من البلدان للقيام بأعمال يومية.
وتولى راب منصب وزير الخارجية في يوليو/تموز 2019، وهو منصب احتفظ به بعد فوز حزب جونسون المحافظين بأغلبية ساحقة في الانتخابات العامة في ديسمبر/كانون الأول، وشغل منصب وزير "بريكست" في عهد تيريزا ماي.
وفي هذا الصدد، قال المحلل الذي يعلق على الشؤون الحكومية، أناند مينون، إذا أصبح جونسون عاجزًا، فسيكون راب بديله حتى ينتخب حزب المحافظين زعيمًا جديدًا؛ لأن جونسون جعله نائبا قبل نقله إلى المستشفى.
ولكن في ظل الفوضى التي يسببها الفيروس، حيث لم تعد التجمعات العامة ممكنة، فإن مؤتمر الحزب العادي والتصويت لاختيار رئيس وزراء جديد ربما يستغرق أسابيع أو أشهرا.
وتوفي 7 رؤساء وزراء بريطانيين في مناصبهم، وفقا لموقع الحكومة البريطانية، وآخرهم كان هنري جون تيمبل، لورد بالميرستون، الذي توفي عام 1865.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز