داعية إسلامي: المستهترون بـ"كورونا" مفسدون يرتكبون "القتل العمد"
داعية إسلامي يؤكد أن المستهترين بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا (كوفيد-19) يستحقون عقوبة القتل العمد، وفقا للشريعة الإسلامية
يشكل "المستهترون" بالإجراءات الوقائية التي تستهدف احتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) خطرا كبيرا على النفس البشرية، خاصة أن استهتارهم لا يعرضهم وحدهم للخطر وإنما يعرض آلافا آخرين غيرهم، بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات صحية واقتصادية واجتماعية ونفسية.
وتتسبب هذه الفئة المستهترة عن جهل، أو عدم وعي، في ضرب الخطط التي تضعها الدول للقضاء على هذا الفيروس، ما يطيل من عمر الفيروس ويفاقم آثاره الكارثية.
وإذا كان البعض يطالب بتجريم أفعال المستهترين بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، إلى حد مطالبة البعض بسجنهم فضلا عن تكبيدهم غرامة مالية كبيرة، فإن الشريعة الإسلامية تجرم أفعال المستهترين وتعتبرها "حراما" صريحا.
الداعية الإسلامي بوزارة الأوقاف المصرية، محمد البسطويسي، يوضح حكم الدين الإسلامي من هذه الفئة المستهترة، فيقول إن المستهتر بالإجراءات الوقائية المتصدية لفيروس كورونا "آثم قلبه لأفعاله المحرمة شرعا، التي يرتكبها يوميا على مدار الساعة، لأنه يكون سببا رئيسيا في إصابة الآخرين بالفيروس التاجي ورفع معدلات الإصابة به".
ويستند الداعية في ذلك إلى قول الله تعالى في الآية 32 بسورة المائدة: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).
ويضيف البسطويسي لـ"العين الإخبارية" أن الآية الكريمة السابقة تشير إلى الجرم والذنب الذي يقع فيه "المستهترون" بإجراءات كورونا، مؤكدا على أنهم بذلك "مُفسدون في الأرض"، لأنهم يدركون خطورة الفيروس القاتل، ومع ذلك لا يلتزمون بإجراءات الحماية ويضرون الآخرين، "لذا وقعت عليهم عقوبة المُفسد والقاتل في الآية الكريمة".
ويذهب الداعية الإسلامي إلى أكثر من ذلك حين يعتبر المستهترين مستحقين لعقوبة قتل النفس، والواردة في الآية 92 بسورة النساء، في قوله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).
ويؤكد أن "المستهتر" بإجراءات كورونا يعد من القتلة المتعمدين وحسابه في الآخرة جهنم، لأنه يعلم ويدرك جيدا خطورة أفعاله، التي قد تسبب الوفاة للآخرين، ما يعني راتكاب جريمة القتل العمد، فضلا عن الأضرار الأخرى سواء كان الضحية مسلما أو غير مسلم.
ويشير الداعية إلى الحديث النبوي الذي يؤكد على قيمة الإنسان وحياته عند الله، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمام الكعبة الشريفة: "ما أعظمك وما أعظم حرمتك، ولزوال الكعبة أهون عند الله عز وجل من أن تراق قطرة دم مسلم بغير حق".
ويلفت إلى حديث نبوي آخر يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا".