كورونا يرفع مبيعات "الطاعون"
الرواية تكشف انتشار وباء الطاعون في أربعينيات القرن الماضي وعزل المدينة عن العالم الخارجي خوفا من العدوى
شهدت رواية "الطاعون" للكاتب الفرنسي ألبير كامو، التي حصدت جائزة نوبل للأدب عام 1957، زيادة كبيرة في المبيعات، خلال الفترة الأخيرة منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، لا سيما في إيطاليا، التي تعد بؤرة الفيروس في أوروبا، فيما تعد تلك الظاهرة أقل وضوحاً في فرنسا مسقط رأس الرواية.
كل مأساة يشهدها العالم اليوم، تجدها مدونة في إحدى الروايات القديمة التي تتنبأ بها، فبينما تنبأت رواية "أحدب نوتردام" لفيكتور هوجو بحريق كاتدرائية نوتردام في باريس، ما أسهم في زيادة مبيعات الرواية، أدى انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة الآلاف حول العالم إلى زيادة مبيعات رواية الطاعون لألبير كامو، الذي تنبأ بتلك الدراما التي يشهدها العالم اليوم.
- كورونا يحجب اللوفر الفرنسي عن محبيه.. و2300 عامل في "انتظار الفيروس"
- "مع الأسف".. كورونا يلغي كل فعاليات فرنسا الثقافية
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن رواية "الطاعون" للفرنسي ألبير كامو عام 1947، و"العمى" للبرتغالي جوزيه ساراماجو عام 1995، شهدتا انتعاشاً في المبيعات بمكتبات إيطاليا، منذ اندلاع الأزمة الصحية في العالم.
وفقا لمقال نشرته صحيفة "لاربيبليكا" الإيطالية، فإن العمل الأدبي الفريد لكامو، تصاعد من المركز 71 على بوابة المبيعات عبر الإنترنت في إيطاليا "Ibs.it" إلى المركز الثالث، فيما ارتفعت رواية الكاتب البرتغالي التي تناولت انتشار وباء حول العالم يصيب الناس بالعمى في المبيعات بنسبة 180% واحتلت المركز الخامس على موقع أمازون في إيطاليا Amazon.it.
وأشارت "لوموند" إلى أنه من السابق لأوانه أن نقيس تلك الظاهرة في فرنسا، على غرار "أحدب نوتردام"، موضحة أن مبيعات رواية "الطاعون" في فرنسا لا تزال متواضعة ولكنها ارتفعت قليلاً في الإقليم الفرنسي الموبوء بالمرض وبؤرة انتشار الفيروس في فرنسا بإقليم (واز)، إذ تبقى فقط 3 نسخ فقط في مكتبة دار النشر جاليمار، التي تحتفي بمرور 60 عاما على رحيل ألبير كامو.
وبحسب الصحيفة الفرنسية فإنه "على مر العقود، أدى الطاعون إلى قراءات متعددة من زوايا مختلفة، إذ يصف النقاد رواية كامو، بتجسيد صراع المقاومة الأوروبية ضد النازية، والدليل على ذلك هو أن هذا العدو الذي لم يكشف عن اسمه، اعترف به الجميع، وفي جميع بلدان أوروبا ولكن لا يمكن رؤيته بالعين المجردة".
وتكشف هذه الرواية التي ظهرت في أربعينيات القرن الماضي انتشار وباء الطاعون في مدينة وهران الجزائرية، وعزل المدينة عن العالم الخارجي خوفا من العدوى، كما تكشف ردود الفعل المتناقضة داخل المجتمع الذي يواجه المرض.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4yMzcg
جزيرة ام اند امز