مجلة فرنسية: جائحة كورونا تبشر بولادة عالم جديد
تعافي الصين وتصدير دول العالم الثالث للكمامات وهشاشة أوروبا خاصة إيطاليا وفرنسا تخلق نظرة جديدة للعالم
اعتبرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد وما أحدثته من تغييرات يبشران بولادة عالم جديد.
وأشارت إلى بدء تعافي الصين منشأ الفيروس من هذا الوباء، وتصدير دول العالم الثالث للكمامات، وهشاشة أوروبا خاصة إيطاليا وفرنسا أمام الجائحة العالمية.
وأوضحت المجلة الفرنسية في ملف خاص بالفيروس، حمل اسم "جائحة تبشر بولادة عالم جديد"، أنها للمرة الأولى في تاريخها، تمر البشرية كلها بكارثة في نفس الوقت وبنفس الطريقة.
ووفقاً للمجلة الفرنسية فإن "هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي وقعت في نيويورك أذهلت الكوكب بأكمله، ولكن الأمريكيين فقط، لا سيما سكان مدينة نيويورك هم من عايشوا الحدث على أرض الواقع".
وتابعت المجلة أن "الأزمة المالية التي ضربت العالم خلال الفترة (2008-2010) تأثيرها بات يعتمد على ما إذا كانت الدولة غنيًة أو فقيرة، كاليونان على سبيل المثال وألمانيا، لذا فكانت العواقب مختلفة جذريًا".
وأوضحت المجلة أنه في حالة فيروس كورونا المستجد، فإن تلك الجائحة العالمية لا تعرف أي حدود أو جنسية، أو غني أو فقير"، مشيرة إلى أن الجميع يشعرون بأنهم مستهدفون وعرضة للوباء، سواء في الولايات المتحدة، أو إيران جميعهم يواجهون نفس الشيء".
وبحسب وصف المجلة الفرنسية، فإن "الفيروسات ملازمة لتاريخ البشرية منذ بدايتها"، موضحة أنه بعد كل أزمة وباء في العالم تتمخض البشرية لولادة عالم جديد سياسياً.
بدوره، رأى الباحث المتخصص بعلم الحفريات باسكال بيك، أن العولمة وما لازمها من حركة سياحية، زادت من حدة الفيروسات.
واعتبر الباحث الفرنسي أن الجائحة بمثابة اختبار لأنظمتنا الصحية، وحوكمة الأنظمة الديمقراطية الغربية، منتقداً النموذج الأمريكي بشكل خاص.
وأشار الباحث الفرنسي إلى أن "الولايات المتحدة تمتلك أفضل المستشفيات في العالم، لكن حرمان 28 مليون من مواطنيها من النظام الصحي قد يفاقم من تفشي الفيروس في الولايات المتحدة، ويتسبب بأزمة صحية واقتصادية قد تكون نتائجها كارثية".
واعتبرت المجلة الفرنسية أن النموذج الصيني في التعامل مع الفيروس، مثالياً، ولا بد من أن تحذو دول العالم حذوهم، مشيدة بمعالجة دول النمور الآسيوية للفيروس، والتي نجحت في احتواء الأزمة دون أن تمس الاقتصاد أو حقوق الإنسان".
دول العالم الثالث
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه بينما نفتقر إلى الأقنعة والجيل الكحولي للتعقيم، ويتم إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس قطرة قطرة، فإن الصين تعرض علينا يد المساعدة، وتجد فرنسا نفسها عرضة للخطر، وتبدو أوروبا أكثر هشاشة في مواجهة الأزمة.
وأوردت المجلة الفرنسية تعريف العالم الديمغرافي ألفريد سوفي، مؤسس مصطلح العالم الثالث - الذي لم يعد يستخدمه كثيرا – والذي حدّد هذا التقسيم الاقتصادي والجغرافي للعالم قائلاً: "إن دول العالم الثالث، مجموعة أولئك الذين نسميهم بـ"الدول النامية". وقال أيضاً عن هذه البلدان إنهم بعد سنوات من البؤس والحكم الاستعماري، يودون بدورهم "أن يصلوا إلى المكان الذي نحن فيه بالطبع".
وتساءلت المجلة الفرنسية، هل ما زال الغرب "العالم الأول"؟، قائلة: "يطرح هذا السؤال علينا من خلال الظروف الحالية، والطريقة التي لا يكون بها الغرب بأي حال من الأحوال كتلة موحدة متضامنة لمواجهة الوباء، ما يكشف عجز الغرب وهشاشته، في المقابل فإن الدول التي نعتبرها من العالم الثالث تمد إلينا يد المساعدة، ونستورد منها حتى الكمامات".
وبلغت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا المستجد 291 ألفا و420 إصابة في 165 بلدا ومنطقة حول العالم، فيما وصل عدد الوفيات بالفيروس نحو 12 ألفا و725 شخصا منذ ظهوره في أواخر ديسمبر/كانون الأول حتى عصر السبت.
وهذه الأرقام أحصتها وكالة "فرانس برس" بالاستناد إلى معطيات رسمية حتى الساعة 17:10 بتوقيت جرينتش السبت، مع توقعات بأن أرقام الإصابات لا تعكس الواقع الكامل، كون عدد كبير من الدول تكتفي بفحص الأفراد الذين تستدعي إصابتهم عناية في المستشفى.