كورونا والإنفلونزا.. خبراء يحذرون من عواقب "الإصابة المزدوجة"
الضربة المزدوجة التي يتلقاها الجسم عند الإصابة بفيروسي كورونا والإنفلونزا تشكل خطورة على الجهاز التنفسي وتؤدي إلى حدوث تليف في الرئتين
مع بداية فصل الخريف تتزايد المخاوف من إمكانية الإصابة بفيروسي كورونا والإنفلونزا معا؛ نظرا لتقلب الأحوال الجوية الذي يتزامن مع الموجة الثانية لـ"كوفيد-19" التي ضربت بعض الدول بالفعل.
الضربة المزدوجة التي يتلقاها الجسم عند الإصابة بفيروسي كورونا والإنفلونزا تشكل خطورة على الجهاز التنفسي وتجعل التنفس أمراً صعباً، إذ تؤدي إلى حدوث التهاب رئوي مزدوج قد يتطور إلى تليف في الرئتين، وبالتالي يتسبب في العديد من المشاكل أخطرها نقص الأكسجين في الدم.
وأشارت بعض الأبحاث السابقة إلى أن الفيروسات يمكن أن تكون لها تفاعلات معقدة عند الإصابة بنوعين منها، وقد تؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة أو قد يكون تأثيره وقائيا قصير المدى.
المديرة الطبية في منظمة الصحة العامة ببريطانيا البروفيسور إيفون دويل قالت إن "الذروة الأولى لكورونا تزامنت مع نهاية موسم الإنفلونزا العام الماضي، لذا فإن التفاعل الكامل بين الفيروسين لم يعرف بعد بشكل كامل".
وأضافت: "الإصابة بفيروسي (كوفيد-19) ونزلات البرد مشكلة خطيرة. وقد يكون الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهما لديهم أجهزة مناعة ضعيفة ما يهدد حياتهم بالموت".
المناعة كلمة السر
الأستاذ الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم الصدر بكلية الطب جامعة الزقازيق المصرية، حذر من خطورة الإصابة بفيروسي كورونا والإنفلونزا معا، كون اتحادهما على الجسم يدمر المناعة ويؤدي إلى اعتلال العديد من الأعضاء في وقت واحد، خاصة الجهاز التنفسي.
وقال السعداوي لـ"العين الإخبارية" إن كورونا فيروس متحور يضم 7 أنواع وجميعها تسبب تخثر في الأوعية الدموية (جلطات) بكل الجسد بما فيها أوعية القلب والمخ ما يسبب مشاكل صحية خطيرة، مشيرا إلى أن بعض الحالات تصاب بـ"كوفيد-19" دون أعراض واضحة وهو أمر في غاية الخطورة.
بشأن التفرقة بين النوعين عند الإصابة، أوضح أن الرشح والالتهاب وشحرجة الصدر من علامات الإصابة بنزلات البرد، أما كورونا فمن أهم علامات الإصابة بها تخثر الأوعية الدموية، بجانب الأعراض المشتركة بينهما مثل ارتفاع درجة الحرارة والإعياء العام والإسهال وغيرها.
وشدد الطبيب المختص على ضرورة الاهتمام بمناعة الجسم والتركيز على جعلها في أفضل حالاتها، قائلا: "أي مرض يصيب الجسم هو عبارة عن محصلة الاشتباك بين المناعة والفيروس أو الميكروب، وحال تغلب الأخير تبدأ دوامة المرض".
ونصح لرفع درجة المناعة بتقطيع ثمرة ليمون بقشرها وخلطلها بكوب زبادي وتحليتها بالعسل الطبيعي، وتناول هذا الخليط 3 مرات يوميا بعد الوجبات الأساسية لتقوية المناعة وضمان مقاومة أفضل للأمراض.
وأعاد السعداوي التذكير بأهيمة اتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، والالتزام بارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية، مع اتباع نظام غذائي صحي متوازن يمد الجسم بكل الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها.
إصابة مزدوجة
مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قالت إن "كوفيد-19" والإنفلونزا بمفردهما يمكنهما مهاجمة الرئتين، ما قد يسبب التهاباً رئوياً أو سوائل في الرئتين أو فشلاً في التنفس، ويمكن أن يتسبب أيضا في تعفن الدم وإصابة القلب والتهاب في أنسجة القلب أو المخ أو العضلات.
وأكد الدكتور مايكل ماثي، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، تسجيل عشرات الحالات المصابة بكورونا والإنفلونزا معاً سواء في الوقت نفسه أو بالتتابع، أي الإصابة بأحدهما وفي الشهر التالي مثلا يصاب الشخص ذاته بالفيروس الآخر.
ونقل موقع (إن بي آر) الأمريكي عن اختصاصي الرعاية الحرجة الأمريكي قوله إن "الإصابة بالمرضين في وقت واحد من شأنه أن يزيد من مخاطر الآثار طويلة المدى على أي من هذه الأجهزة"، مشيرا إلى أن من السابق لأوانه معرفة مدى سوء هذه الضربة المزدوجة بالضبط.
وأوضح ماثي أن احتمال الإصابة بالالتهاب الرئوي سيكون أكبر إذا أصيب الجسم بالإنفلونزا وفيروس كورونا، مضيفا: "الفيروسان معاً يمكن بالتأكيد أن يكونا أكثر ضرراً للرئتين ويسببان مزيداً من الفشل التنفسي".
وشرح: "لا يعني فشل الجهاز التنفسي بالضرورة توقف الرئتين عن العمل. هذا يعني أن الرئتين لا تستطيعان الحصول على ما يكفي من الأكسجين في الدم"، مشيرا إلى تصريح سابق للمعهد الوطني الأمريكي للقلب والرئة والدم بشأن الفشل التنفسي.
وقال المعهد: "يمكن أن يكون الفشل التنفسي الحاد حالة طارئة تهدد الحياة. قد يتسبب في تلف الرئتين والأعضاء الأخرى، لذلك من المهم أن علاجه بسرعة".
وفاة متوقعة
بحث جديد أجرته منظمة الصحة العامة في إنجلترا (Public Health Englan) أظهر أن الإصابة بفيروسي كورونا والإنفلونزا يضاعف خطر الوفاة بمقدار 6 أضعاف.
ووفقا لصحيفة "mirror" البريطانية، فإن الباحثون حللوا بيانات 20 ألفا تم اختبارهم لكل من "كوفيد-19" والإنفلونزا بين 20 يناير/كانون الثاني و25 أبريل/نيسان، وتم تحديد 58 شخصًا على أنهم مصابون بـ"العدوى المشتركة" للفيروسين.
وقالوا: "بشكل عام توفي 43% من الأشخاص المصابين بالعدوى المشتركة، مقارنة بـ27% ممن ثبتت إصابتهم بكورونا فقط".
وأكد الخبراء أن الأشخاص الأكثر عرضة لتأثيرات الإنفلونزا هم أيضًا أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
لقاح الإنفلونزا
الإصابة المشتركة بالإنفلونزا و"كوفيد-19" قد تكون كارثية على الجهاز المناعي وعواقبها وخيمة، لذا شدد الخبراء على أهمية تناول لقاح الإنفلونزا في ظل تفشي كورونا.
وقال خبراء بريطانيون إن "لقاح الإنفلونزا جيد وآمن ويحمي الناس بالفعل، لذا فإن الأمر يستحق الحصول عليه، لمنع الإصابة بالإنفلونزا".
البروفيسور جوناثان فان تام، نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، قال إن "من المهم للغاية تناول لقاح الإنفلونزا في عام نواجه فيه احتمال انتشار الإنفلونزا و(كوفيد-19) في نفس الوقت خاصة في الشتاء".
وأضاف: "الدراسات خلصت إلى نتائج سيئة بين المصابين بكل من الإنفلونزا وكورونا، لذلك هناك العديد من الأسباب المعقولة التي تفسر سبب المخاطر التي تهدد حياتك إذا أصبت بالاثنين في نفس الوقت"، مشددا على ضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا، والتأكد بعدم الوجود في تجمع أكبر من 6 أشخاص مع تطبيق التباعد الاجتماعي.
موقع (فوربس) الأمريكي قال إن التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية قد يحمي متلقيه من إصابة مزدوجة بالإنفلونزا و"كوفيد-19" ويقلل العدد الإجمالي لحالات الإنفلونزا، ما من شأنه أن يساعد نظام الرعاية الصحية في التعامل مع الأمراض التنفسية.
وأكد الخبراء ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية واتباع كافة الإجراءات الوقائية لتجنب التقاط عدوى الإنفلونزا الموسمية أو فيروس كورونا المستجد.
aXA6IDE4Ljk3LjE0Ljg4IA== جزيرة ام اند امز