نفاد دواء للحموضة من صيدليات أمريكا.. يعالج كورونا
باحثون في نيويورك اختبروا دواء شهيرا غير متوقع لعلاج فيروس كورونا ما أدى إلى نفاد كميات كبيرة من المتاجر والصيدليات الأمريكية
اختبر باحثون في نيويورك، خلال الأسابيع القليلة الماضية، دواء شهيرا ربما لا يكون متوقعا للكثيرين كعلاج محتمل لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ما أدى إلى نفاد كميات كبيرة من المتاجر والصيدليات الأمريكية الكبرى.
- دواء لحرقة المعدة.. سلاح نيويورك الجديد لمواجهة كورونا
وقام باحثون في مؤسسة "نورثويل هيلث"، التي تدير 23 مستشفى في مدينة نيويورك، بتسجيل المرضى في دراستهم لعقار "فاموتيدين" (Famotidin)، المادة الفعالة في أقراص "بيبسيد" (Pepcid)، وهو دواء لا يستلزم وصفة طبية ويستخدم عادة لتخفيف حرقة المعدة.
ومنذ 13 مارس/آذار الماضي، يعطى الدواء للمرضى عن طريق الحقن الوريدي بجرعات كبيرة تزيد 9 مرات عن الجرعة المعتادة التي لا تستلزم وصفة طبية للمرضى المشاركين في التجارب السريرية، حسبما ذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية.
وقال الباحثون إنهم يعطون الدواء للمرضى المشاركين في التجارب مع عقار "هيدروكسي كلوروكوين" المضاد للملاريا، وإن بعض البيانات المتعلقة بالسلامة ستكون متاحة في غضون أسابيع قليلة.
من جانبه، قال الطبيب كيفين تريسي، الرئيس التنفيذي ورئيس معهد "فاينشتاين" للأبحاث الطبية التابع لمؤسسة "نورثويل هيلث": "إن فكرة تجربة فاموتيدين جاءت من صديق وزميل هو الطبيب مايكل كالاهان، الذي زار الصين مؤخرًا".
وأشار إلى أن كالاهان يعمل مع الأطباء الصينيين في إطار دراسة لم تنشر بعد تشير إلى أن الدواء أفاد المرضى المصابين بفيروس "كوفيد-19".
في المقابل، قال الطبيب ستيوارت راي، أستاذ طب الأمراض المعدية ونائب رئيس قسم الأدوية لتكامل البيانات والتحليلات في جامعة "جونز هوبكنز"، إنه فوجئ عندما سمع أن الباحثين في "نورثويل" يختبرون عقار "فاموتيدين" على المصابين بفيروس "كوفيد-19".
وأضاف أنه يشكك في البيانات الأولية الواردة لأنه لم يتم تدقيقها في إطار عملية المراجعة النموذجية.
وقال تريسي لموقع "بيزنس إنسايدر"، إن "فاموتيدين" مضاد للحموضة ومضاد للحساسية موجود في أقراص "بيبسيد" والأدوية العامة.
ورغم أن تريسي حث على عدم تخزين أدوية حرقة المعدة، لكن يبدو أن المتاجر الإلكترونية مثل "أمازون" و"ولجرينز" والصيدليات الكبرى تعاني بالفعل من نقص.
وأشار "بيزنس إنسايدر" إلى أن عمليات البحث على موقعي "أمازون" و"سي في إس" (CVS) أكبر سلسلة صيدليات في الولايات المتحدة، أظهرت أن أقراص "بيبسيد" والبدائل العامة الثلاثة غير متوفرة أو نفد مخزونها مساء الإثنين.
كما أسفرت عمليات البحث في لوس أنجلوس وشيكاغو وهيوستن ومدن أخرى عن نتائج مماثلة، تشير إلى نفاد الأقراص على معظم المواقع أو عرض مخزون محدود في عدد قليل من المتاجر.
وقال تريسي، إنه ما زال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان "فاموتيدين" مفيدًا في أي علاج لمرضى الفيروس.
وأشار إلى أنهم حتى إذا توصلوا إلى بعض الفوائد، فإن المرضى المشاركين في الدراسة يأخذون جرعات عالية للغاية عن طريق الحقن الوريدي، وهي أكثر بكثير من الجرعات التي قد يأخذها أي شخص لعلاج حرقة المعدة.
وقال لشبكة "سي إن إن": "لا يجب أن تذهب إلى الصيدلية وأن تتناول مجموعة من أدوية حرقة المعدة".
وذكرت مجلة "ذي ساينس" الأمريكية، الأحد، أن الباحثين عانوا من أجل الحفاظ على سرية الدراسة خوفاً من تناول الأدوية.
وقال تريسي للمجلة: "إذا تحدثنا عن هذا إلى الأشخاص الخطأ أو في وقت قريب جدًا، فسيختفي العقار"، وهناك بالفعل أدلة كافية لدعم مخاوفه.
وأشار تقرير المجلة إلى أن أطباء "نورثويل هيلث" اختبروا هذا العقار على 1174 مريضاً، بينهم 187 مصابون بأمراض خطيرة، حتى يوم السبت، كجزء من تجربة الدواء في علاج مرضى "كوفيد-19".
وعن موعد إعلان نتائجه، قال تريسي، جراح الأعصاب السابق المسؤول عن أبحاث "نورثويل"، إن النتائج المؤقتة لـ391 مريضًا (خضعوا للعلاج بالدواء) يجب أن تكون متاحة في أسابيع قليلة.
وأكد أن الحديث عن نتائجه بشكل مبكر وبدون تأكد من فاعليته، قد يوقف استيراده، إشارة إلى توقف بعض الدول عن تصديره إلى دول أخرى.
ويستخدم عقار حرقة المعدة "فاموتيدين"، أكثر من "أوميبرازول" (Omeprazole)، لسعره الرخيص، ويباع "فاموتيدين" تحت اسم العلامة التجارية Pepcid و"أوميبرازول" تحت اسم Prilosec.
وعن جدوى العقارين في علاج مرضى "كوفيد-19" في الصين، ذكرت "ديلي ميلي"، عن معطيات 6212 سجلا طبيا، أن أطباء الصين سجلوا وفيات بنسبة 14% فقط ممن استخدموا "فاموتيدين"، بينما توفي 27% ممن استخدموا "أوميبرازول"، وكلهم من كبار السن.
وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 1.01 مليون إصابة بالفيروس، وأكثر من 56 ألفا و803 وفيات، بينما تعافى 139 ألفا و162 شخصا حتى صباح الثلاثاء.
ويكافح العالم في الوقت الراهن من أجل السيطرة على تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد الوفيات حول العالم، الثلاثاء إلى 211 ألفا و788، وبلوغ عدد المصابين نحو 3.08 مليون شخص، بينما تعافى 925 ألفا و114 شخصا.
aXA6IDE4LjExOS4xOTIuMiA=
جزيرة ام اند امز