محطات مضيئة في حرب كورونا.. 5 تجارب عربية ناجحة
منذ تفشي جائحة "كوفيد-19" والدول العربية تُبلي بلاء حسنا في مواجهة الفيروس الذي أسقط حكومات ودمر اقتصاد دول وأطاح بوزراء مخضرمين
وعلى مدار 10 أشهر، العمر التقريبي للفيروس التاجي الذي أعلن عنه قادما من الصين أواخر ديسمبر/كانون الأول 2019، وضعت أغلب الدول العربية خططا محكمة لتحجيم كورونا ونجحت في تحقيق نتائج مرضية.
"العين الإخبارية" تستعرض المحطات العربية المضيئة في الحرب ضد كورونا والتي اتفقت معظمها في فرض العزل ووقف الطيران وتعطيل الدراسة، قبل أن تعاود الحياة بحذر، وتدابير احترازية.
الإمارات
بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية (WHO) كورونا المستجد حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي في 30 يناير/كانون الثاني، اتخذت دولة الإمارات مجموعة من الإجراءات الوقائية لحماية مواطنيها من الداخل وإجلاء رعاياها في الخارج نستعرضها في النقاط التالية:
- توفير فحص الفيروس مجانا للمواطنين والعمالة وأصحاب الهمم والحوامل والمقيمين ممن تزيد أعمارهم على 50 عاماً، ومن لديهم الأعراض المصاحبة للفيروس والمخالطين لهم للحد من انتشار كورونا.
- اعتماد تقنية "دي.بي.آي" (DPI) للكشف عن الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس "كوفيد-19" في غضون ثوان معدودة.
- سداد تكاليف علاج الحالات الحرجة المصابة بكورونا عن طريق الخلايا الجذعية، لاحتواء الوباء وتخفيف معاناة أصحاب الإصابات الأشد خطورة، وتشجيع جهود البحث العلمي في المجال الطبي.
- إطلاق حملة "10 ملايين وجبة" في أبريل/نيسان لدعم الأفراد والأسر المحتاجة الأكثر تضرراً في الظروف الاستثنائية الناجمة عن تفشي "كوفيد-19".
- رعاية أسر المتوفين بالفيروس من جميع الجنسيات ضمن مبادرة "أنتم بين أهلكم" التي تتضمن عددا من المحاور الحيوية وتعزز برامج الهيئة في مجال الخدمات المجتمعية.
- إطلاق مبادرة لإجلاء رعايا الدول الصديقة والشقيقة من مقاطعة هوباي الصينية بناءً على طلب حكوماتهم ونقلهم عبر طائرة مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي، التي جهزتها بكافة المستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص اللازمة.
- بعد 4 أشهر من جهود تقييد الفيروس، أعلنت الإمارات "استراتيجية لما بعد كوفيد-91" في مايو/أيار، وتركز على تعزيز جاهزية القطاعات الحكومية والارتقاء بالأداء بما يستجيب للتحديات الراهنة لتأكيد قدرتها على التعافي سريعاً من تأثيرات الجائحة.
- تفعيل تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لمواجهة "كوفيد-19"، بعد نجاح المؤسسات العلمية والبحثية الإماراتية في تسخير هذه التقنية المتطورة لإنتاج وتصميم الأدوات والتجهيزات الطبية للتعامل مع الوباء والتصدي له.
- في 25 يونيو/حزيران، أعلنت الإمارات خلو مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي، المخصصة لعلاج حالات كورونا، من أي إصابات لتؤكد نجاح الاستراتيجيات الصحية والرؤية بعيدة المدى للقيادة الرشيدة.
- الشهور التالية خاصة من يوليو/تموز حتى أواخر سبتمبر/أيلول، تصدرت الإمارات المؤشرات العالمية لاحتواء كورونا، خاصة من حيث عدد الفحوصات التي تجرى للكشف عن الفيروس، وسجلت أقل عدد إصابات يومية وأعلى عدد للمتعافين من كورونا، بفضل القرارات الحكيمة للقيادة الإماراتية والجهود الكبيرة التي تبذلها الكوادر الطبية.
- على الصعيد البحثي، دخلت الإمارات سريعا على خط تشخيص المرض واكتشاف لقاح فعال له سواء بتشجيع الابتكار المحلي أو المشاركة في التجارب السريرية العالمية للقاحات أثبتت كفاءتها في مراحل التجريب الأولى بمشاركة آلاف المتطوعين والذين وصل عددهم حتى طلع سبتمبر/أيلول 31 ألفا.
- بالتزامن مع تفشي الجائحة دشنت الإمارات جسرا جويا لدعم الدول الشقيقة والصديقة بمختلف الصور، ليصبح إجمالي المساعدات الإماراتية للعالم حتى 18 يونيو/حزيران إرسال أكثر من 935 طنا من المستلزمات الصحية والوقائية، لخدمة 935 ألفا من المهنيين والعاملين بالمجال الطبي في أكثر من 65 دولة حول العالم.
مصر
قبل إعلان وزارة الصحة اكتشاف أول إصابة بـ"كوفيد-19" يوم 14 فبراير/شباط، اتخذت الحكومة مجموعة من الإجراءات بدأتها بخطة احترازية وقائية ضاعفتها خلال مارس/آذار بتعليق الدراسة وإغلاق المساجد وإلغاء التجمعات العامة ووقف مباريات الدوري المحلي لكرة القدم. وإليكم أبرز المحطات المضيئة في حرب القاهرة على الفيروس.
- تخصيص تمويل بقيمة 100 مليار جنيه مصري (6.38 مليار دولار)، في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات لكورونا.
- إخضاع مئات السائحين والعاملين في مجال السياحة لاختبارات الكشف عن الفيروس وتطهير المرافق السياحية.
- تخطي عدد التحاليل الخاصة بالفيروس كورونا مليون تحليل مطلع مايو/أيار، وتعقب المخالطين والعزل وتقديم العلاج، واتخاذ الإجراءات الوقائية لتحقيق التباعد الاجتماعي وتقليل أعداد الموظفين وتحسين المعاشات وتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية لتشمل العمالة غير المنتظمة واستخدام تقنيات التعلم عن بعد.
- التعاون مع الشركاء الدوليين وخلق قنوات تواصل وحوار للاستفادة من تجاربهم، فضلا عن إرسال شحنات مساعدات دوائية ومؤن إلى دول مختلفة لمساعدتها في تخطي الجائحة، مثل الصين وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا والسودان وغيرها.
- بذل جهود مضاعفة لإعادة العالقين خارج مصر من الدول المختلفة وتدشين مراكز حجر صحي، التأكد من عدم إصابتهم بالفيروس وتلقي العلاج اللازم إذا تطلب الأمر.
- تدشين مبادرات لدعم الفئات الأكثر تضرراً من تفشي الفيروس مثل "أهالينا" أو عبر صندوق "تحيا مصر"، كما دعمت المتضررين نفسيا بتخصيص خط ساخن لمساعدة المتحجزين خلال فترة الحجر المنزلي.
- في معترك البحث العلمي، بدأت الحكومة المصرية مبكرا رحلة البحث عن مصل والاستعانة بأنواع متطورة من العلاج في الحالات الحرجة مثل بلازما المتعافين، وشاركت في تجارب اختبار لقاح كورونا التي بلغت مراحل متقدمة على المتطوعين، فضلا عن التعاقد مع عدد من الشركات المخترعة للدواء المنتظر لشراء كميات منه حال إقراره عالميا.
أيضا طورت مصر لقاحات لعلاج كورونا بلغ عددها 4 حتى منتصف أغسطس/آب، مع توقعات أن تصبح مركزا لتصنيع اللقاحات في أفريقيا.
- تضاعف حالات التعافي من الفيروس لتقترب من حالات الإصابة بإجمالي 98500 ألف مقابل 105705 إصابات.
السعودية
بذلت المملكة العربية جهودا كبيرة للسيطرة على كورونا بمجرد تفشي الجائحة، بعضها لم يختلف عن سابقتيها والبعض الآخر مختلف بحكم طبيعة الدولة واحتضانها لموسمي العمرة والحج، منها:
- تعليق المملكة الدخول للعمرة والزيارة والتأشيرات السياحية لكبح تفشي الجائحة، وفرض التنقل بالهوية الوطنية بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
- نجاح السعودية في إجراء موسم حج وإبهار العالم بصورٍ تناقلتها وسائل الإعلام العالمية تنطق بدقة التنظيم وتطبيق الاشتراطات الاحترازية المعتد بها عالميا.
- تقديم خدمات العلاج المجاني لجميع المصابين بالفيروس من المواطنين والمقيمين وحتى مخالفي نظام الإقامة، وإنهاء إجراءات سفر المعتمرين المتأخرين عن المغادرة.
- المملكة قدمت دعما ماليا قدره 90 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لتكثيف جهود محاربة انتشار كورونا، كما قدمت حزمة من المساعدات والمستلزمات الصحية لمجموعة من الدول خاصة النامية.
- تخصيص 177 مليار ريال سعودي للدعم الاقتصادي للشركات والمنشآت بالمملكة، ودفع 60% من رواتب العاملين في القطاع الخاص للشركات المتعثرة، فضلا عن تأخير تحصيل المستحقات الضريبية من الشركات، والإعفاء من بعض الرسوم الحكومية، وضخ المليارات من أجل تنشيط حركة البيع والشراء ومنع الركود.
المغرب
على الرغم من أن المملكة المغربية سجلت عددا ليس قليلا من ضحايا الفيروس التاجي تخطى 140 ألف إصابة وأكثر من 2400 وفاة، فإن سجلها يضم عددا من المحطات المضيئة في مسيرة كفاحها ضد كورونا منها:
- الحفاظ على البلاد خالية من الفيروس حتى مارس/آذار، منذ الإعلان عن أول حالة في الصين أواخر ديسمبر/كانون الأول.
- تطويق "كوفيد-19" منذ ظهوره حتى أغسطس/آب ليحافظ المغرب على المنحنى المنخفض من الأرقام، بفضل فرض "حالة الطوارئ الصحية".
- تدشين صندوق خاص بتدبير الجائحة في 16 مارس/آذار باعتمادات 10 مليارات درهم، ارتفعت إلى 22 مليارا مؤخرا، والهدف منه مواجهة تداعيات كورونا.
- دعم الدول الأفريقية في حربها ضد كورونا وإرسال مساعدات طبية إلى نحو 15 دولة حتى منتصف يونيو/حزيران.
- المشاركة في التجارب السريرية العالمية للتوصل إلى لقاح فعال ضد "كوفيد-19".
الأردن
المملكة الهاشمية تعد من الدول القليلة التي نجحت في تحجيم الفيروس مبكرا، وتسجيل "صفر إصابات" خلال الموجة الأولى من الجائحة، وهذه أبرز النقاط الإيجابية في حربها ضد كورونا.
- الحفاظ على مواطني الدولة سالمين دون تسجيل أي إصابة لمدة 4 أشهر منذ الكشف عن الفيروس، والإعلان عن الحالة الأولى 2 مارس/آذار لمواطن قادم من الخارج.
- عدم تسجيل إصابات بكورونا لأيام متتالية بعضها بلغ 8 منذ تسجيل الإصابة الأولى وحتى مطلع مايو/أيار، بفضل قرارات وقف الرحلات الجوية وتعطيل جميع المؤسسات والإدارات، ومنع المواطنين من مغادرة المنزل إلا في حالات الضرورة، وعزل بعض المدن وفرض حظر التجوال الشامل.
- الحكومة الأردنية بذلت جهودا ضخما بمساعدة فرق الأمم المتحدة بقيادة منظمة الصحة العالمية ويونيسف لتوفير الإجراءات الوقائية للاجئين وحمايتهم من الإصابة، لتنجح في منع تسجيل أي حالة حتى منتصف سبتمبر، عندما أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين رصد أول اشتباه بـ"كوفيد-19".
- إجراء 1618573 فحصا للكشف عن كورونا بين المواطنين، وتعافي 7123 شخصا من أصل 40972 إصابة مسجلة.