كورونا يعربد في موجته الثانية.. وعلماء: لعلها الرقصة الأخيرة للفيروس
في مواجهة الارتفاع الحاد في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في كل أنحاء الولايات المتحدة، تستعد نيويورك لإغلاق مدارسها.
أما أوروبا فتشهد تحسنا طفيفا في مواجهة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 1,3 مليون شخص في أنحاء العالم.
ومع تزامن اشتداد الموجة الثانية من الجائحة يأمل علماء أن يكون ذلك بمثابة الرقصة الأخيرة للفيروس، قبل القضاء عليه بواسطة اللقاحات والعقارات التي توالت أخبارها في الأيام الأخيرة، معززة آمال البشر في عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل يناير 2020.
وفي القارة العجوز، تم تعزيز القيود كما هي الحال في اليونان، التي أعلنت، السبت، إغلاق المدارس الابتدائية ودور الحضانة أو في البرتغال حيث دخل حظر التجول في نهاية الأسبوع حيز التنفيذ، السبت.
وفي أوكرانيا، تغلق الأعمال غير الأساسية خلال عطلة نهاية الأسبوع على مدى 3 أسابيع.
وفي مناطق أخرى من العالم، يتزايد عدد الإصابات في كل القارات. وبدأ لبنان، السبت، فترة إغلاق عام جديدة حتى نهاية نوفمبر الحالي لمواجهة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد ولرفع جهوزية القطاع الصحي بعدما بلغت المستشفيات طاقتها القصوى.
لكن في الولايات المتحدة يبدو الوضع أكثر إثارة للقلق. فقد سجلت البلاد، التي ما زالت الأكثر تضررا بالوباء من حيث عدد الوفيات 244,345 وفاة من بين 10,739,614 إصابة.
وفي نيويورك، أكثر المدن الأمريكية تضررا بالفيروس خلال الموجة الأولى التي اجتاحت البلاد في الربيع، يشهد معدل الإصابات ارتفاعا يوميا وقد تجاوز عتبة 3%، وهو نسبة كبيرة، للمرة الأولى يوم الجمعة.
وأعلن حاكم نيويورك أندرو كومو إغلاق الحانات والمطاعم عند الساعة 22,00 اعتبارا من الجمعة وهو إجراء مقبول عموما في مدينة رفعت فيها تدابير الإغلاق تدريجا وكان هذا النوع من المؤسسات يغلق بمعظمه قبل منتصف الليل.
ودعا رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، الذي أعاد فتح المدارس العامة في نهاية أيلول/سبتمبر بنظام هجين، أولياء أمور التلاميذ إلى "الاستعداد" لإعادة إغلاقها الاثنين.
وقال جون راين لوكالة فرانس برس أثناء انتظاره أمام مركز اختبار في مانهاتن "أعتقد أن الموجة الثانية آتية، وآمل فقط بألا تكون رهيبة مثل الأولى".
ولا تزال صور الشاحنات المليئة بالجثث والخيام التي نصبت أمام المستشفيات في آذار/مارس ونيسان/أبريل، مع تسجيل أكثر من 23 ألف وفاة في المدينة، عالقة في أذهان الجميع.
وقال مايكل مينا، عالم الأوبئة في جامعة هارفرد، خلال مؤتمر صحفي عقد عبر الهاتف إنه "سيتعين علينا إغلاق كل شيء. وإذا لم نقم بذلك، فإن عيد الشكر سيتسبب في ارتفاع حاد في عدد الإصابات" بكوفيد-19.
لكن في أول تصريح علني له منذ السبت الماضي مع إعلان خسارته في الانتخابات الرئاسية التي يستمر بالطعن في نتائجها، استبعد دونالد ترامب بشدة هذه الفرضية.
وقال ترامب "لن نذهب إلى الإغلاق، أنا لن أفعل ذلك. هذه الإدارة لن تذهب إلى الإغلاق".
وبدلا من ذلك، أكد أن توزيع الجرعات الأولى من اللقاح الموجهة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس "مسألة أسابيع".
وقد أثار إعلان مختبري "فايزر" و"بايونتيك" الاثنين عن اختبارات واعدة للقاح "فعال بنسبة 90 في المئة" ضد كوفيد-19، موجة من الأمل.
وبعد انتهاء تصريحات ترامب، أعرب الدكتور منصف سلاوي كبير المسؤولين الطبيين في عملية "راب سبيد" التي تنسق استراتيجية لقاح الحكومة الفدرالية بشأن الفيروس، عن أمله في أن يجري تلقيح 20 مليون أمريكي بحلول كانون الأول/ديسمبر.
في المجموع، تم تسجيل ما لا يقل عن 1,303,783 وفاة من بين 53,380,442 إصابة بفيروس كورونا في أنحاء العالم، وفقا لإحصاء أعدته وكالة فرانس برس السبت الساعة 09,30 ت غ.
ومع 284 ألف إصابة يومية جديدة، لا تزال أوروبا المنطقة التي تسجل أكبر عدد من الإصابات الجديدة، حتى لو بدا أن معدلها استقر (+1 في المئة) بعد فرض إجراءات صارمة وحظر تجول.
ومع ذلك، ترفض السلطات في كل القارة تقريبا فكرة تخفيف هذه القيود.
ورغم مؤشرات لتباطؤ انتشار الفيروس في ألمانيا، توقعت المستشارة أنغيلا ميركل أن يستمر الوباء "طوال فصل الشتاء" كحد أدنى.
كذلك، تشهد فرنسا إحدى بؤر الموجة الثانية، انخفاضا في عدد الإصابات. لكن الحكومة قالت إنه من غير المناسب الآن التفكير في رفع القيود في الأول من كانون الأول/ديسمبر في حين أن 95 في المئة من غرف العناية المركزة في المستشفيات مليئة ولم يتم الوصول إلى "ذروة" هذا التفشي بعد.
وحذّر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس من أنه سيتعين علينا "التعايش مع الفيروس على المدى الطويل" موضحا أنه يعمل على "قواعد" للبلاد حتى وصول لقاح ضد فيروس كورونا، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "لوموند" السبت.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة السبت "معركتنا ضد الوباء جماعية والأيام المقبلة ستكون حاسمة".
وفي إيطاليا، يزداد الوضع سوءا. في نابولي المصنفة في "المنطقة الحمراء" مثل توسكانا، امتلأت المستشفيات، وكان بعض المرضى يعالجون في سياراتهم، فيما كان آخرون ينازعون في سيارات الإسعاف.
ويخضع حوالى نصف الإيطاليين حاليا لتدابير إغلاق جزئي.
وفيما تحمل الأنباء السارة حول لقاح ضد كوفيد-19 موجة من التفاؤل، فإن عدم ثقة الجمهور في عمليات التلقيح قد يجعل أكثر المنتجات فاعلية غير مجدية، وفق ما قالت كاثرين أوبراين، المسؤولة عن قسم التلقيح في منظمة الصحة العالمية، في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وبعد إعلان شركتي "فايرز" و"بايونتيك" هذا الأسبوع تطوير لقاح "فعال بنسبة 90 في المئة"، يبرز سؤال حول ما إذا كانت البلدان الفقيرة ستتمكن من الحصول على هذا اللقاح.
وأعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن أمله في أن يفيد أي "تقدم علمي" كل البلدان قائلا "لا شك في أن اللقاح سيكون أداة أساسية للسيطرة على الوباء".