زهرة الجثة العملاقة.. لماذا يلجأ الآلاف لشم رائحتها القذرة؟
تشتهر نبتة "تيتان أروم"، المعروفة أيضًا باسم "زهرة الجثة"، بقدرتها الفريدة على إنتاج رائحة تشبه اللحم العفن.
ينمو هذا النبات في موطنه الأصلي، جزيرة سومطرة الإندونيسية، ويُعتبر من النباتات المهددة بالانقراض.
وعلى الرغم من الرائحة الكريهة التي تشتهر بها هذه الزهرة، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا في عملية التلقيح، حيث تجذب الحشرات التي تتغذى على الجيف مثل الذباب والخنافس.
بحسب تقرير نشرته "بي بي سي"، شهدت "حدائق إدنبرة النباتية الملكية" في إنجلترا حدثًا نادرًا هذا العام، حيث تفتحت زهرة "تيتان أروم" للمرة الخامسة.
استقطب هذا الحدث أكثر من 2500 زائر، توافدوا لرؤية الزهرة الضخمة التي بلغ طولها 2.6 متر (8.7 قدم) واستنشاق رائحتها الفريدة.
أطلق على هذا النبات اسم "نيو ريكي"، تيمناً بالاسم القديم لمدينة إدنبرة، ويعرف علميًا باسم "أمورفوفالوس تيتانيوم".
الدكتور أكسل دالبيرغ بولسن، خبير النباتات الاستوائية في الحدائق، أوضح أن الرائحة التي تنبعث من زهرة "تيتان أروم" تشبه رائحة السمك المتعفن أو شاطئ مليء بالأعشاب البحرية المتحللة.
وأضاف أن الرائحة تكون قوية جدًا لدرجة أنها قد تلتصق بالملابس وتظل موجودة لأيام بعد التعرض لها.
ويكمن الغرض من هذه الرائحة الكريهة في جذب الحشرات التي تساعد في عملية التلقيح، مثل الذباب والخنافس، التي تنجذب عادة إلى الروائح المنبعثة من اللحم الفاسد.
زهرة الجثة
تُعد زهرة "تيتان أروم" أكبر زهرة في العالم، حيث يمكن أن يصل طولها إلى أكثر من 3 أمتار (10 أقدام تقريبًا). وتتميز بجمالها رغم رائحتها الكريهة.
تعتمد هذه الزهرة على الحشرات الجاذبة للروائح الكريهة للتلقيح بدلاً من الاعتماد على النحل والفراشات، كما تفعل العديد من النباتات الأخرى.
تعود أول اكتشافات هذه الزهرة إلى عام 1878 على يد العالم الإيطالي إدواردو بكاري.
ويعتقد علماء النبات أن طول الزهرة الشاهق يعمل كمثل المدخنة التي تطلق الروائح الكريهة إلى أبعد مدى، مما يساعد في جذب أكبر عدد ممكن من الحشرات لتحقيق عملية التلقيح بكفاءة عالية.
ينمو نبات "تيتان أروم" في بعض الحدائق النباتية حول العالم، وإزهاره يعد حدثًا نادرًا، حيث تزهر هذه النبتة مرة واحدة كل مئة عام ليومين فقط.
ولندرة هذا الحدث، قام مركز الأبحاث النباتية التجريبية في جامعة كورنيل بمراقبة عملية إزهارها بالكاميرات، وأتاح لمستخدمي الإنترنت فرصة نادرة لمشاهدتها على مدار الساعة خلال هذين اليومين الفريدين.
إضافةً إلى جمالها الفريد، تبرز أهمية زهرة "تيتان أروم" في الأبحاث العلمية المتعلقة بالتلقيح النباتي وتكيف النباتات مع بيئاتها.
تُعد دراسة هذه الزهرة فرصة لفهم أفضل للآليات التي تعتمدها النباتات المهددة بالانقراض للبقاء والتكاثر في بيئاتها الطبيعية. كما تساهم هذه الدراسات في تعزيز جهود الحفاظ على هذه النباتات الفريدة وضمان بقائها للأجيال القادمة.