3 سنوات على تحرير الموصل.. موت تحت الأنقاض
رغم مرور ثلاث سنوات على تحرير محافظة نينوى من براثن تنظيم "داعش" الإرهابي، فإن رائحة الموت ما زالت تنبعث من تحت ركام الحرب.
93 جثة تمكنت قوات الدفاع المدني وفرق الإنقاذ من انتشالها، خلال العام الماضي، من تحت ركام الأحياء والأزقة المدمرة في مدينة الموصل القديمة، مركز محافظة نينوى.
حصيلة كشفت عنها مديرية الدفاع المدني في محافظة نينوى، في بيان لها حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه.
جثث تحت الركام
وقال مدير الدفاع المدني في نينوى، العميد حسام خليل، في البيان نفسه، إن فرق الإنقاذ التابعة لمديرية الدفاع المدني وبالتعاون والتنسيق مع دائرة الطب العدلي وبلدية الموصل، تمكنت من انتشال 93 جثة من ضحايا عصابات "داعش" الإرهابية، خلال العام الماضي.
وأوضح أن جثث الضحايا تعود لمدنيين عُزل قتلوا على يد عصابات "داعش" داخل أحياء الموصل القديمة.
ووفق البيان، تم انتشال الجثث خلال عملية رفع الأنقاض على خلفية الشروع بإعمار المناطق والأحياء والمؤسسات الحكومية المدمرة التي كان مسلحو "داعش" يحتجزون فيها ضحاياهم وينفذون فيها مجازر الإعدام الجماعي.
وذكر خليل أن فرق الدفاع المدني تقوم بتسليم الجثث التي يتم العثور عليها بين الحين والآخر إلى دائرة الطب العدلي لإجراء فحوصات الحمض النووي لها، بغية التعرف عليها.
وبيّن أن أكثر المناطق التي تم انتشال الجثث منها خلال عام 2020 هي الشهوان والميدان والفاروق وباب لكش والقليعات، في الموصل القديمة.
مستدركا "هناك جثث أخرى لا تزال تحت أنقاض الدمار الذي حلّ بهذه المناطق وتكافح فرق الدفاع المدني لانتشالها".
حفرة الموت
وكان مرصد إعلامي عراقي كشف في أوقات سابقة، عن وجود آلاف الجثث المتفسخة تحت أنقاض الأبنية المدمرة في الموصل.
كما أشار إلى وجود 85 مقبرة جماعية لضحايا مدنيين قتلوا من قبل "داعش" خلال سيطرته على المدينة.
وتعد "الخسفة"، الحفرة الغائرة في الأرض، (15 كلم جنوبي الموصل)، من أكبر هذه المقابر التي تضم نحو عشرة آلاف جثة لأشخاص قتلهم التنظيم الإرهابي.
وحتى منتصف يونيو/حزيران 2017 تجاوزت نسبة الدمار في الأحياء السكنية 60%، بينما بلغت في البنى التحتية نحو 80%، نتيجة ثلاث سنوات من سيطرة "داعش" على الموصل وعمليات التحرير التي تلت ذلك.
وقدرت الأمم المتحدة كمية الحطام الناتج عن النزاع في الموصل بعد أيام على تحريرها بـ11 مليون طن.
وبحسب مسؤول أممي في العراق، تبلغ تكلفة أعمال البناء بالمدينة لعام واحد قرابة 1.8 مليار دولار.
وكشف تقرير صادر عن مجموعة البنك الدولي ووزارة التخطيط العراقية في 2018 أن تكلفة إعادة الإعمار في جميع المدن التي شهدتها الحرب تفوق الـ88 مليار دولار، وأن إعادة إعمار قطاع الإسكان الخاص بحاجة إلى 17.2 مليار دولار.