هل فات الوقت لوقف انتشار المتغير "أوميكرون" في العالم؟ خبراء يجيبون
شكك بعض خبراء الصحة حول العالم في إمكانية منع الانتشار العالمي للمتغير "أوميكرون" في الوقت الحالي.
بدأت الحكومات في جميع أنحاء العالم بإغلاق الحدود وفرض موجة من حظر السفر استجابة لمتغير فيروس كورونا الجديد "أوميكرون"، ولكن الخبراء يحذرون من أن هذا الجهد قد يكون مجرد "مضيعة للوقت"، وفقاً لموقع "نيوز دوت كوم" الأسترالي.
وأضاف الموقع، في تقرير نشره الأحد، أنه من المحتمل أن يكون "أوميكرون" قد أصبح منتشراً على المستوى العالمي بالفعل، إذ إنه تم تأكيد وجوده في عدة دول، مشيراً إلى أن هناك أيضاً مخاوف من رد الفعل الذي تلقته جنوب أفريقيا بعد إعلانها للعالم عن هذا المتغير الجديد، إذ قامت عدة دول حول العالم بإغلاق حدودها في وجهها، مما قد يمنع ظهور مثل هذه الإعلانات عن سلالات جديدة في المستقبل بسبب الخوف من رد الفعل.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت يوم الجمعة أن أوميكرون يعد متغيراً "مثيراً للقلق"، حيث أظهرت السلالة عدداً من الطفرات التي يمكن أن تجعلها معدية أكثر من المتغير "دلتا"، ويتسابق العلماء لفهم هذه السلالة الجديدة ولمعرفة ما إذا كانت فعالية اللقاح ستتلاشى أمامها أم لا، ومع ذلك فإنه لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين المحيط بالمتغير مع القليل من المعلومات المعروفة حوله، وقالت المنظمة إن الأمر قد يستغرق عدة أسابيع لاستكمال الدراسات الخاصة بهذا المتغير لمعرفة ما إذا كان مختلفاً في قابليته للانتشار.
ووفقاً للخبراء، فقد تثبت اللقاحات الحالية أنها فعالة للغاية ضد المتغير الجديد، وأنها تظل توفر الحماية ضد العدوى الخطيرة والوفاة، لكنهم حذروا من أنه قد يكون الأوان قد فات لفرض قيود السفر لمنع المتغير من الانتشار على مستوى العالم.
ومن جانبه، حذر عضو اللجنة الفرعية بالمملكة المتحدة التي تقدم المشورة بشأن الاستجابة لكوفيد-١٩، الدكتور ستيفن رايشر، من أن قيود السفر لن تمنع المتغير الجديد من الانتشار، مضيفاً في تصريحات لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن فرض أي قيود على الحدود الآن هي مجرد رغبة في شراء الوقت، ولكنه واقعياً يعد مضيعة للوقت.
ونصح الخبراء بأنه يجب أن تكون تدابير مثل العمل من المنزل وجوازات السفر الصحية وارتداء الكمامات بشكل إجباري والتباعد الاجتماعي وتتبع المخالطين، جزءًا من الترسانة اللازمة لمواجهة الانتشار.
ويقول عالم الفيروسات وخبير الصحة العالمية بجامعة إيموري بالولايات المتحدة، الدكتور بوجوما كابيسين تيتانجي، إن الأدلة تظهر أنه بحلول الوقت الذي يتم فيه تطبيق حظر السفر، يكون الفيروس قد تجاوز حدود البلد الذي تم اكتشافه فيه.
ولكن أعرب الدكتور تيتانجي عن ثقته بأن ظهور سلالة أوميكرون لن يعيد العالم إلى "المربع الأول"، قائلاً إن اللقاحات التي تم إعطاؤها للناس بالفعل لن تكون عديمة الفائدة بشكل كامل، وأضاف: "لم نشهد بعد ظهور متغير مختلف لديه القدرة على الهروب تماماً من تأثير اللقاحات".
ولفت الموقع إلى أن متغير أوميكرون يحتوي على أكثر من ٣٠ طفرة في بروتين سبايك الخاص به مما يجعله مصدر قلق للعلماء، وهو ما أثار الشك في أن الأجسام المضادة التي تم إنشاؤها من عدوى فيروس كورونا السابقة أو التطعيم ستكون كافية لحماية الشخص من الإصابة بالمرض.
ومع ذلك، يقول البروفيسور السير أندرو بولارد، الذي طور فريقه لقاح "أسترازينيكا"، إن موقع الطفرات يعني أن اللقاحات قد تظل فعّالة.
فيما قال كبير المسؤولين الطبيين في أستراليا البروفيسور بول كيلي إنه في الوقت الحالي فإن الفهم العالمي هو أن المتغير الجديد "مختلف تماماً" عن المتغيرات السابقة المثيرة للقلق، مضيفاً: "ولكننا في هذه المرحلة ليس لدينا أي مؤشر واضح على أنه أكثر خطورة، أو أي إشارة محددة إلى المشكلات المتعلقة باللقاح".