أزمة ثقة بلقاحات كورونا عند ذوي الأصول اللاتينية والبشرة السمراء
قالت دراسة إنه في حال تقديم لقاح مجاني لكورونا، سيقبل عليه أقل من نصف الأمريكيين ذوي البشرة السمراء، و66% من ذوي الأصول اللاتينية.
وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أكدت هذه الدراسة على التحدي الكامن في توصيل اللقاحات إلى المجتمعات المتضررة بشدة من جائحة كورونا المستجد إذ اكتشفت دراسات أخرى حديثة أيضا تردد الحصول على اللقاحات في المجتمعات الملونة، لكن المسح الذي أعلنت نتائجه يوم الإثنين، تعمق أكثر في الأسباب واستطلع آراء المستجيبين على مجموعة من الأسئلة للوصول إلى جذور عدم ثقتهم.
أجري المسح في الأول من سبتمبر الماضي وحتى منتصفه، وذلك قبل إصدار التحليلات المؤقتة التي تظهر أن ثلاثة لقاحات تجريبية قد حققت مستويات عالية من الحماية ضد الفيروس التاجي وبدت آمنة إلى حد كبير، وجمعت الدراسة ردود الاستبيان من 1050 شخصا صاحب بشرة سمراء، و258 من البالغين اللاتينيين.
ومن أبرز نتائج البحث أن 14% من أصحاب البشرة السمراء يثقون في سلامة اللقاح، و18% يثقون في أنه سيكون فعالا في حمايتهم من فيروس كورونا، مقابل 34% من أصحاب الأصول اللاتينية يثقون في سلامته، و40% يثقون في فعاليته.
يقول متخصصون في الأمراض المعدية إن حصول نسبة كبيرة من سكان الولايات المتحدة على اللقاح سيكون محوريا في تكوين مناعة وطنية ضد كوفيد-19، وإبطاء انتشار العامل الممرض، وللوصول إلى العتبة اللازمة لتأسيس مناعة القطيع، من المرجح أن يحتاج غالبية الأمريكيين إلى التطعيم خلال السنوات القادمة.
لكن حتى مع قيام شركات الأدوية بإصدار بيانات مشجعة حول ثلاثة لقاحات تجريبية في الوقت الذي يقوم المسؤولون في جميع أنحاء البلاد بتأسيس بنية تحتية معقدة من سلاسل التوزيع والمجمدات فائقة البرودة، فقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن البلاد ستواجه تحديات عميقة في الثقة والاستفادة من اللقاح.
ويعد الحصول على لقاحات فيروس كورونا في المجتمعات الملونة أمرا مهما بشكل خاص لأن هذه المجتمعات تحملت عبء الوباء بشكل غير متناسب.
وبالنسبة لكثيرين من أصحاب البشرة السمراء، تعود جذور الافتقار إلى الثقة في لقاح فيروس كورونا إلى التاريخ، بحسب بعض الخبراء، حيث تم استخدام جثث المستعبدين منهم من قبل كليات الطب في التشريح كما كانت النساء ذوات البشرة السمراء يستخدمن في أبحاث أمراض النساء والتجارب والتعقيم.
وشملت العوامل الأخرى لعدم ثقة أصحاب البشرة السمراء، قوة هويتهم العرقية وتجربة لقاح الإنفلونزا السابقة والحزبية والجنس والعمر والتعليم.
بالنسبة لللاتينيين، كانت عوامل مماثلة هي العوامل الرئيسية في قبول اللقاح، ولكن تم أيضا تضمين مستوى ثقتهم في الحكومة للبحث عن المصالح الفضلى للشعب اللاتيني وما إذا كان الفرد يعيش في الضواحي.
يقول ميشيل ويليامز، عميد مدرسة "تشان" للصحة العامة في جامعة هارفارد، أحد مؤسسي "COVID Collaborative"، المنظمة غير الربحية التي كلفت بإجراء الدراسة، إن الأمر لا يتعلق بتوفير اللقاح لإنقاذ الأرواح ولكن بحصول الأشخاص على اللقاح.
وأضاف: "حتى يحدث ذلك، نحتاج أن نفهم سبب تردد كثير من الأشخاص في الحصول عليه ومساعدتهم في التغلب على ذلك".