سر مواجهة كورونا بـ"اللقاحات المختلطة".. 5 أسئلة وإجابات
سمحت بعض الدول حول العالم بمواجهة فيروس كورونا بخلط اللقاحات، حيث يتم إعطاء لقاح واحد كحقنة أولى، ولقاح ثان من نوع مختلف.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس، إنه على الرغم من أنه تقريباً كل الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح في جميع أنحاء العالم قد تم تطعيمهم بنفس اللقاح في المرتين، لكن هذا النمط قد بات يتغير، مشيرة إلى أن إعلان الحكومة الألمانية، الثلاثاء، أن المستشارة أنجيلا ميركل قد حصلت على جرعتين مختلفتين قد أدى لزيادة الاهتمام المتزايد بالفعل بالأمر.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الطريقة قد تمت تجربتها في بعض الدول بدافع الضرورة، وذلك بعدما نفدت إمدادات بعض اللقاحات المعينة، أو بدافع الحذر، عندما أثيرت أسئلة حول مدى سلامة بعض اللقاحات بعد أن تلقى بعض الأشخاص جرعاتهم الأولى بالفعل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن المنظمين الأمريكيين حتى الآن مترددون في تشجيع هذه الممارسة، فإن العلماء وصنَاع السياسات الصحية مهتمون بإمكانية أن يكون إعطاء جرعات مختلفة لنفس الشخص له فوائد كبيرة.
وطرحت الصحيفة، في تقريرها، بعض الأسئلة الشائعة المتعلقة بـ"التطعيم المختلط"، ووفرت الإجابات عنها، ونستعرضها فيما يلي..
ما هي الفوائد المحتملة لهذا النهج في التطعيم؟
إن خلط اللقاحات ليس فكرة جديدة، حيث جربها الباحثون في محاربة عدد من الأمراض الأخرى، مثل الإيبولا، ولطالما افترض العلماء أن إعطاء الناس لقاحين مختلفين قد يولد استجابة مناعية أقوى، حسب الصحيفة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن إخصائي المناعة في جامعة ماك ماستر في كندا، الدكتور تشو شينج، قوله إنه بالإضافة إلى الفوائد المناعية المحتملة، فإن الخلط بين لقاحين يوفر أيضاً المرونة التي تشتد الحاجة إليها عندما تكون إمدادات اللقاح محدودة.
ما هي النتائج التي توفرها البيانات المتاحة حتى الآن؟
يختبر الباحثون في جامعة أكسفورد البريطانية الآن تركيبات مختلفة من اللقاحات، بما في ذلك جرعات لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا وفايزر-بايونتك وموديرنا ونوفافاكس، كما أطلقت المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة تجربة مؤخراً على جرعات معززة مختلطة أيضاً، ويختبر الباحثون الروس مزيجاً من لقاح سبوتنك وأسترازينيكا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن معظم الدراسات لا تزال في مراحلها المبكرة، فإن بعضها قد أصدر نتائج أولية واعدة، ففي الشهر الماضي، على سبيل المثال، أعلن فريق من الباحثين الإسبان أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة من لقاح أسترازينيكا، تليها جرعة من لقاح فايزر، أظهروا استجابة مناعية قوية للغاية.
هل هذا النهج آمن؟
تشير البيانات الأولية من الدراسات إلى أن خلط اللقاحات قد يزيد من احتمالات الآثار الجانبية الخفيفة والمتوسطة، بما في ذلك الحمى والتعب والصداع، وذلك على الرغم من أنه من الممكن أيضاً أن تكون هذه الآثار الجانبية علامة على استجابة مناعية قوية، كما أن العلماء وجدوا أن معظم هذه الأعراض تتلاشى في غضون 48 ساعة، ولذا فإنه بشكل عام، يقول العلماء إنهم يتوقعون أن تظهر البيانات أن هذا النهج آمن، وفقاً لـ"نيويورك تايمز".
أين يتم تطبيق هذا النهج؟
تسمح السلطات الصحية في مجموعة متنوعة من البلدان بدرجة معينة من خلط اللقاحات، حيث بدأت المملكة المتحدة في السماح بالأمر، وقال مسؤولون في عدد من البلدان الأخرى، بما في ذلك ألمانيا وكندا والسويد وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، إن الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة من لقاح أسترازينيكا يمكنهم تلقي لقاح مختلف في الجرعة الثانية، وكاستجابة للتأخير في تسليم جرعة اللقاح الأخير، أعلنت كوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي، أن العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تلقوا الجرعة الأولى منه يمكنهم تلقي جرعتهم الثانية من لقاح فايزر.
فيما كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أكثر تحفظاً حيال الأمر، حيث قالت إن الأشخاص الذين حصلوا على جرعة واحدة من لقاحي فايزر أو موديرنا قد يتلقون جرعة ثانية من لقاح آخر في "حالات استثنائية فقط"، مثل عدم توفر اللقاح الأصلي.
لماذا حصلت أنجيلا ميركل على لقاحين مختلفين؟
على الرغم من أن ألمانيا عادةً ما تحمي خصوصية المعلومات الصحية المتعلقة بقادتها، لكن المتحدث باسم ميركل، ستيفن سيبرت، أشار إلى أن اختيارها لتغيير اللقاح في الجرعة الثانية كان في جزء منه رغبة منها في تقديم مثال للناس، حيث حصلت على لقاح أسترازينيكا في الجرعة الأولى وموديرنا في الثانية، ويقول سيبرت: "من خلال الحصول على لقاح مختلف في الجرعة الثانية فإن هذا قد يقلل من مخاوف الناس بشأن فكرة التطعيم المختلط".
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز