دراسة صادمة: أعراض كورونا "طويلة الأمد" تستمر لمدة عام بعد التعافي
توصلت دراسة حديثة إلى أن الأعراض طويلة المدى للإصابة بفيروس كورونا المستجد قد تستمر لمدة عام أو أكثر بعد التعافي، مما يعرض وظائف المتعافين وأنماط حياتهم اليومية للخطر.
وقال موقع "يو بي آي" الأمريكي في تقرير نشره، الخميس، إن الباحثين في الدراسة قاموا بفحص بيانات أكثر من 150 شخصاً يعانون من أعراض طويلة الأمد من كوفيد-19، ووجدوا أن المرضى قد أبلغوا عن المعاناة من مشاكل في التفكير والشعور بالتعب وضباب الدماغ والصداع والدوخة.
ونقل الموقع عن كبير الباحثين في الدراسة ديفيد بوترينو قوله: "غالبية الأشخاص الذين فحصنا بياناتهم ظلوا مرضى لمدة عام على الأقل، كما أنهم ما زالوا يواجهون صعوبة كبيرة في القدرة على التواصل الاجتماعي وأداء المهام اليومية".
وأضاف بوترينو أن سبب الإصابة بالأعراض طويلة الأمد هذه مازال غير واضح، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يتسبب الفيروس في إثارة ردود فعل بعد أشهر من الإصابة أو ربما يؤدي إلى حدوث تغيير في جهاز المناعة وهو ما يسبب هذه الأعراض المستمرة.
وأكد أن هذه الأعراض هي ردود فعل جسدية حقيقية للفيروس وليست ناجمة عن مشاكل عقلية أو عاطفية.
وفي الدراسة التي أجريت في كلية "إيكان" للطب في جامعة "ماونت سايناي"، نيويورك، ونُشرت في المجلة الأمريكية للطب الطبيعي وإعادة التأهيل، فحص بوترينو وزملاؤه في بيانات 156 مريضاً يتلقون علاجاً لأعراض كورونا طويلة المدى في الفترة بين مارس/آذار 2020 ومارس/آذار 2021.
وأكمل المشاركون استبياناً يسأل عن الأعراض المختلفة الموجودة لديهم، وما يعتقدون أنه تسبب في ظهورها بمتوسط 351 يوماً بعد الإصابة، ولكن لم يتم تطعيم أي منهم في وقت الدراسة.
ووجد الباحثون أن أكثر من 8 من كل 10 مستجيبين لا يزالون يعانون من الشعور بالتعب و67% من ضباب الدماغ و60% من الصداع و59% من اضطراب عام و54% من الدوخة.
فيما وجد تقييم إضافي أن 60% من المرضى يعانون من درجة معينة من الضعف العقلي مثل تراجع الذاكرة قصيرة المدى وصعوبة تذكر الأسماء ومشاكل في اتخاذ القرار والتخطيط اليومي.
وتابع الموقع: "من بين 102 مريضاً كانوا يعملون بدوام كامل قبل الإصابة، واصل 55 فقط منهم (نصفهم تقريباً) العمل بعد التعافي".
من جانبه، أعرب خبير الأمراض المعدية الأمريكي الدكتور مارك سيجل عن قلقه من التغيرات التي يحدثها كورونا في القدرات المعرفية أو العقلية، قائلاً إن الإصابة يمكن أن تسبب التهاباً في الدماغ، مما يؤدي لحدوث تدهور في الجهاز العصبي المركزي وبالتالي التأثير على التفكير.
ويرى سيجل أن كوفيد-19 له تأثيرات على التفكير والذاكرة أكثر من الفيروسات الأخرى، لافتاً إلى أن الحصول على اللقاح، حتى لو كان بعد المعاناة من المرض، قد يساعد في الوقاية من أعراض كورونا طويلة المدى.