سياسة
تصدع بجبهة محمود حسين الإخوانية عقب زلزال "حسم" الإرهابية
كشف المحلل السياسي المصري، أحمد سلطان، عن خلافات كبرى نشبت بين شباب وشيوخ جبهة أمين عام تنظيم الإخوان الأسبق محمود حسين في تركيا، على خلفية القبض على عضو حركة حسم حسام منوفي.
وقبل أيام ألقت السلطات المصرية القبض على المدعو حسام منوفي القيادي البارز وأحد مؤسسي حركة "حسم" الجناح المسلح للجماعة، خلال رحلة هروبه إلى تركيا قادما من السودان.
وتم توقيف منوفي بعد أن هبطت الطائرة التي تقله في مطار الأقصر الدولي اضطراريا، بعد وجود إنذار بحريق داخلها ما دفع قائدها إلى طلب الهبوط بعد إقلاعه من مطار الخرطوم في السودان.
تصدع كبير
وقال سلطان، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية لـ"العين الإخبارية"، إن الخلاف نشب بين الشيوخ والشباب بسبب إصرار الشباب بإصدار بيان داعم للمنوفي عقب إلقاء القبض عليه، وهو ما آثار حفيظة الشيوخ الذين يعمدون طوال تاريخهم على التراخي في إعلان القبض على أي من عناصرهم، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة وراء ذلك وفق ما يتناسب مع أهوائهم.
تصرفات الشيوخ، بحسب سلطان، لم تلق قبولاً لدى شباب التنظيم الذي لم يتريث وأعلن من خلال كتائب إلكترونية خبر توقيف منوفي، بداع أن ذلك الأمر سيصب في صالحه، تحت مسمى إدانة الدولة المصرية بتصدير رسالة بأنه مجرد معارض سياسي، فضلاً عن كون هذا يؤدي إلى سرعة استجوابه سريعاً وإحالته للمحاكمة الجنائية دون الإفراغ بما لديه من معلومات للجهات الأمنية المختصة.
حركة حسم والسودان
وبحسب سلطان فإن عناصر غير قليلة من تنظيم حسم الإرهابي يتمركزون في أماكن جغرافية متباعدة داخل السودان، منذ فرارهم من مصر عقب ثورة 30 يونيو/تموز 2013.
وتقسم التنظيمات إلى مجموعات متفرقة، حيث لا يتم ضبط كافة العناصر في حال وقوع مجموعة أو أكثر في يد السلطات السودانية، في الوقت الذي كانت تقوم به بأدوار حيوية وتحركات سلسة إبان فترة حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
ومع وقوع نظام البشير -والحديث لا يزال على لسان سلطان- اختل توازن أعضاء التنظيم بشكل ملحوظ وسافرت عناصر كثيرة منهم خارج البلاد، تخوفاً من أي ملاحقات أمنية، غير أن عددا غير قليل بقي داخل السودان بتربيطات مع بعض العناصر الأمنية الفاسدة، وكانوا يسعون خلال الفترات الأخيرة للخروج الآمن من السودان إلى ملاذات أخرى أكثر أماناً لهم.
نشأة الحركة
نشاط "حسم" بدأ في 2014 بمصر، تحت مسمى "حركة العقاب والحسم الثوري"، وكانت حينها واحدة من خلايا مسلحة صغيرة شكلها الإخوان من أتباعهم والنافرين من تنظيمات أخرى، وذلك ما فسر الطابع "الهاوي" والعشوائي لعمليات الفصيل حتى عام 2015.
لاحقا، رأى التنظيم الأم أن الفصيل بحاجة إلى تطوير تنظيمي يمنحه أدوات قادرة على إحداث صدى إعلامي أكبر، وهو عادة ما تؤمنه العمليات الدموية ذات المحصلة المدوية.
وبالفعل، اختفى المسمى الأول عن الساحة، ليظهر "حسم" بعد إعادة هيكلة وتجميع عناصر منتقاة وفق مواصفات عالية، في رهان بدا حاسما بالنسبة لجماعة الإخوان على تطوير عملها المسلح.
وعلى خطى منبعها، حاولت الحركة تغليف ممارساتها بشعارات دينية لتبرير عملها الإرهابي، لكنها فشلت في ذلك بشكل ذريع، حيث سرعان ما تأكد أنها تنظيم سياسي بذراع عسكرية ولد من رحم الإخوان، ويتحرك من منطلقات سياسية ثأرية، بعيدا عن التنظيمات الأيديولوجية التقليدية.
أول ظهور بارز
في الخامس من أغسطس/آب 2016، اختبأت عناصر حسم "الإخوانية" بإحدى الحدائق بخط سير أحد كبار علماء الأزهر، محاولة اغتياله في أول ظهور بارز لها.
ورغم التخطيط المسبق فشلت "حسم" حينها في اغتيال الشيخ علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، ذلك المشهد تلته عدة عمليات إرهابية نفذتها "حركة سواعد مصر" المعروفة اختصارا بكلمة "حسم".
سجل إرهابي
وبعد شهرين من إعلان مسؤوليتها عن محاولة اغتيال "جمعة"، حاولت الحركة اغتيال أحد كبار مساعدي النائب العام "زكريا عبدالعزيز"، في أثناء عودته من مكتبه، بواسطة سيارة مفخخة قرب منزله لكن العملية فشلت كغيرها.
وسرعان ما وسعت الحركة نشاطها ليشمل استهداف كمائن للشرطة ونقاطا أمنية عدة عبر التفجير عن بُعد، كان أبرزها تفجير عبوة ناسفة استهدفت نادي الشرطة بمحافظة دمياط (شمال) في 4 سبتمبر/أيلول 2016، مخلفا 6 مصابين.
وبعد أربعة أيام، نفذت الحركة عملية اغتيال بحق أمين شرطة (رتبة أقل من ضابط) بعدما أطلق عليه النار من سيارة، وبعد شهرين وتحديدا في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلنت الحركة المسلحة مسؤوليتها عن محاولة اغتيال المستشار أحمد أبوالفتوح، أحد القضاة الثلاثة الذين حكموا على الرئيس المعزول محمد مرسي بالسجن عشرين عاما في عام 2015.
ومع نهاية العام أعلنت الحركة المسلحة مسؤوليتها عن هجوم استهدف نقطة تفتيش على الطريق الرئيسي بمنطقة الهرم، بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة، أسفر عن استشهاد 6 شرطيين.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg
جزيرة ام اند امز