بعد "جريمة أبها".. تنفيذ مقررات قمم مكة "مطلب عاجل"
استهداف مطار أبها السعودي يأتي بعد نحو أسبوعين من انعقاد القمم (الخليجية والعربية الطارئتين) والإسلامية، التي احتضنتها مكة المكرمة.
لم يكد يمر شهر على الجريمة الحوثية ضد محطتي ضخ نفط بالسعودية، حتى أقدمت المليشيا الانقلابية، المدعومة من إيران، على استهداف مطار أبها السعودي في جريمة حرب جديدة مكتملة الأركان.
- هجوم إرهابي حوثي على مطار أبها السعودي وإصابة 26
- الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار أبها السعودي
الجريمة الجديدة، تأتي بعد نحو أسبوعين من انعقاد القمم (الخليجية والعربية الطارئتين) والإسلامية، التي احتضنتها مكة المكرمة، في الأيام الأخيرة من شهر مايو/أيار المنصرم؛ لبحث التداعيات الخطيرة للهجوم على المحطتين السعوديتين وتخريب 4 سفن نفطية قرب المياه الإقليمية للإمارات.
ولعل "جريمة أبها" تؤكد استمرار إيران وأذرعها في زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتهديد أمن وسلامة الملاحة الدولية باستهداف مطار مدني دولي، في انتهاك واضح للقوانين الدولية، ضاربة عرض الحائط بالدعوات الخليجية والعربية والإسلامية خلال قمم مكة، للالتزام بمبادئ حسن الجوار، وإيقاف دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية.
ويؤكد ما تقوم به إيران وأذرعها الإرهابية، الحاجة الماسة، وبشكل عاجل، لتفعيل مقررات قمم مكة، خصوصاً في الشق الذي يقع على عاتق المجتمع الدولي القيام به، لردع طهران وأذرعها.
رفض إيراني للسلام
وبجانب التعبير عن التضامن مع السعودية، وتأييد ودعم كافة الإجراءات والتدابير التي تتخذها المملكة لحماية أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها في مواجهة هجمات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، حددت مقررات القمتين العربية والخليجية الطارئتين مسارين للتعامل مع جرائم طهران عبر خارطة طريق واضحة المعالم.
ففي بيانهم الختامي، أكد قادة الخليج "ضرورة التزام إيران بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها".
القادة الخليجيون طالبوا طهران كذلك بـ"إيقاف دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية، والامتناع عن تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية"، داعين النظام الإيراني إلى التحلي بالحكمة والابتعاد عن الأعمال العدائية وزعزعة الأمن والاستقرار.
وأكد القادة كذلك "ضرورة أن تقوم إيران بتجنيب المنطقة مخاطر الحروب بالتزامها بالقوانين والمواثيق الدولية والتوقف عن التدخل في الشؤن الداخلية لدول المنطقة، ووقف دعم الجماعات والمليشيات الإرهابية، وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية".
تهديد للأمن العربي
ومن القمة الخليجية إلى نظريتها العربية، حيث أكد القادة العرب في بيانهم الختامي "أن الدول العربية تسعى إلى استعادة الاستقرار الأمني في المنطقة، وأن السبيل الحقيقي والوحيد لذلك إنما يتمثل في احترام جميع الدول في المنطقة لمبادئ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سياداتها".
ونبه القادة العرب إلى "أن سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة ينافي تلك المبادئ ويقوّض مقتضيات الثقة، وبالتالي يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم تهديداً مباشراً وخطيراً".
وأكدوا كذلك "أن علاقات التعاون مع الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن تقوم على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها".
لكن هذا المسار وتلك الدعوات، ضربت إيران بها عرض الحائط، ولا تزال مستمرة في جرائمها التي وصلت حد قيام أذرعها في اليمن، ممثلة في المليشيات الحوثية الإرهابية باستهداف مطار أبها الدولي، اليوم الأربعاء.
وببساطة يعني هذا الهجوم الحوثي الإيراني الإرهابي الدموي بمثابة رفض قاطع للجهود العربية والخليجية لإعادة تصويب مسار السياسات الإيرانية وكف شر تدخلاتها في المنطقة، وهو الأمر الذي يستلزم تفعيل المسار الثاني في قمم مكة.
موقف دولي حازم
المسار الثاني في قمم مكة يخص مطالب من تلك القمم موجهة للمجتمع الدولي في ظل استمرار سياسات إيران الداعمة للإرهاب والمزعزعة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد تضمن البيان الختامي للقمة العربية مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
كما دعا المجتمع الدولي إلى "الوقوف بكل حزم وقوة ضد أية محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى، سواء قامت به إيران أو عبر أذرعها في المنطقة".
بدوره طالب بيان القمة الخليجية الطارئة "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين، وأن يقوم باتخاذ إجراءات حازمة تجاه النظام الإيراني".
وبعد جريمة أبها، التي جاءت بعد أقل من شهر على استهداف محطتي ضخ نفط في المملكة، واعتداءات على 4 سفن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات، أضحى المجتمع الدولي مطالب بسرعة تفعيل مقررات قمم مكة، واتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وسقط مقذوف حوثي بصالة القدوم بمطار أبها الدولي، الذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة، ما أدى إلى إصابة 26 مدنياً من المسافرين ومن جنسيات مختلفة، من بينهم 3 نساء (يمنية، هندية، سعودية) وطفلان سعوديان.
وتبنت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، عبر وسائل إعلامها، مسؤوليتها الكاملة عن هذا العمل الإرهابي، زاعمة استخدام صاروخ (كروز) في تنفيذه.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg
جزيرة ام اند امز