صعدة اليمنية.. انتفاضة مسلحة لقبائل منبه ضد الحوثي
قبائل بني الخولي رفضت عسكرة مليشيا الحوثي الانقلابية للقرى التي تقطنها من أجل استهداف الأراضي السعودية.
يشهد المعقل الرئيسي لمليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة صعدة اليمنية، انتفاضة مسلحة لقبائل الحولي في مديرية "منبه"، على خلفية اجتياح الانقلابيين لقراهم بهدف عسكرتها واستهداف الأراضي السعودية.
وتسببت المواجهات العنيفة بين مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وقبائل بني الخولي في المرتفعات الشمالية الغربية لصعدة، بموجه نزوح وفرار عشرات الأسر إلى للحدود السعودية اليمنية.
ووثقت "العين الإخبارية" وصول أولى الأسر التي فرت من العدوان الحوثي على مديرية منبه، بعد يومين من المواجهات وقصف المليشيا للقرى بشكل عشوائي، بغية التمركز في المرتفعات الاستراتيجية، ما تسبب في فرار العشرات إلى المنحدرات والوديان.
وقالت إحدى النساء، وهي تحمل رضيعاً عمره سنة ونصف، إن عناصر مليشيا الحوثي اجتاحوا قرى "آل ثابت" و"الرجو" وهجرت الأهالي بشكل قسري.
وأوضحت في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الحوثيين خيروا الأهالي بين تجنيد أطفالهم أو مغادرة منازلهم وقراهم، فيما تشتد المعارك في بلدة الجلحة، والتي تنتفض فيها القبائل ضد الغطرسة الحوثية وتحويل مناطقهم إلى ثكنات عسكرية.
ورغم تسليم الشيخ القبلي علي فرحان الجحلوي نفسه للحوثيين، عقب اجتياح أولى قرى "الجحلة"، إلا أن المليشيا الانقلابية فجرت منزله في مفرق "سموعة" وطردت أسرته، وهو الأمر الذي دفع بشيوخ قبائل "بني عياش" و"المنبه" و"الخولي" مواصلة الانتفاضة المسلحة وعدم الاستلام، وفق مصدر محلي تحدث لـ"العين الإخبارية".
وطبقاً للمصدر، فإن مليشيا الحوثي نفذت عمليات اعتقال واسعة بحق الأهالي، وفجرت منازل السكان وتمترست وسط المزارع والمباني في جرائم حرب جديدة.
وتدخلت مروحيات التحالف العربي في مهمة إنقاذ سكان منبه ووقف العدواني الحوثي، وشنت عمليات ملاحقة واسعة ضد جيوب المليشيا، فيما تتولى فرق أخرى استقبال النازحين للمناطق الآمنة في الحدود اليمنية السعودية، بحسب المصدر ذاته.
وتمكنت القبائل من تكبيد مليشيا الحوثي عشرات القتلى وتدمير دوريات أخرى خلال المواجهات التي اعتمدت حرب كمائن، نظراً لفارق التسليح وامتلاك الانقلابيين الأسلحة الثقيلة في قصف القرى والأسواق المكتظة بالسكان.
وتعرف قبائل الخولي بمناهضتها الشديدة للمشروع الحوثي، ورفضت خلال حروب صعدة فتح مناطقها لمهاجمة الأراضي السعودية، كما ظلت خلال عملية قطع رأس الأفعى للجيش اليمني مناطق آمنة بعيدة عن محاور القتال التي فتحت في 8 مديريات بالمعقل الأم للانقلاب.
وبحسب مراقبين، فإن العدوان الحوثي أشعل بقية مناطق الشريط الحدودي خدمة للأجندة الإيرانية، والتي حولت شمال اليمن إلى منصة تستهدف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، الأراضي السعودية المدنية في أعقاب تصعيد نظام طهران في الإقليم.
ولم تكن انتفاضة قبائل منبه الأولى، وسبق لعمق الشمال اليمني، انتفاضة كبيرة لقبائل حجور والتي صمدت لأشهر قبيل أن تحاصرها وتجتاحها آلة قتل المليشيا، كما سجلت قبائل القفر والحشا في محافظتي إب والضالع وسط وجنوب البلاد، انتفاضة قبلية موازية لذلك.