كاتب تركي: نظام أردوغان وصل إلى النهاية
محمد أوجاقْطَن يقول إن المشهد السياسي في تركيا بعد انتخابات 31 مارس/آذار الماضي جعل من الضروري على العدالة والتنمية إجراء محاسبة ذاتية
قال كاتب تركي، الإثنين، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان، وصل لنهاية الطريق، بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها في الانتخابات المحلية الأخيرة وفقدانه عددا من المدن الكبرى، وعلى رأسها أنقرة، وإسطنبول.
- ردا على خسارة إسطنبول.. حكومة أردوغان تواصل معاقبة الشعب بالغلاء
- "واشنطن بوست": خسارة إسطنبول للمرة الثانية توبيخ لأردوغان
جاء ذلك في مقال للكاتب، والبرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، محمد أوجاقْطَن، نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "قرار"، الإثنين تحت عنوان "هل من الممكن أن يحدث تغير بعقلية العدالة والتنمية".
ولفت الكاتب إلى أن "المشهد السياسي الذي آلت إليه تركيا بعد الانتخابات المحلية التي جرت يوم 31 مارس/آذار الماضي، جعل من الضروري على العدالة والتنمية إجراء محاسبة ذاتية ليضع يده على مكمن التقصير والأخطاء التي ارتكبها وأدت لتراجعه في تلك الانتخابات".
وتابع: "لكن الحزب بدلًا من أن يقوم بذلك، بدأ على الفور وقبل انتهاء ليلة الانتخابات، بالإعداد لحملة شرسة لينقلب من خلالها على الإرادة الوطنية التي وجهت لذلك النظام ضربة موجعة؛ لا سيما بإسطنبول".
واستطرد: "وجاءت نتيجة هذه الحملة كما تعلمون جميعًا بنزول اللجنة العليا للانتخابات عند رغبة الحزب الحاكم، وقررت إعادة الاقتراع على منصب رئيس بلدية إسطنبول مجددًا، وهي الجولة التي جرت يوم 23 يونيو المنصرم".
ولفت إلى أن "حزب العدالة والتنمية لم يقرأ جيدا الرسالة التي وجهت له في انتخابات 31 مارس/آذار، وهذه الرسالة كانت تقتضي على هذا الحزب أن يغير من لغة خطابه من لغة إقصائية تدعو إلى الاستقطاب والتشرذم إلى لغة احتوائية تحتضن الجميع".
الممارسات العنصرية
وأضاف "الحزب لم يصغ للرسالة جيدا وفضل مواصلة لغته الحادة المنفرة التي وصلت لدرجة تشويه المعارضين بدون وجه حق، وممن طالتهم موجة التشوية أكرم إمام أوغلو الفائز برئاسة بلدية إسطنبول، حينما أخذوا يشككون في أصوله، وقالوا إنه ينحدر من أصول يونانية في مسعى منهم للتأثير على قاعدته الشعبية بالشارع، وكل هذه الأمور ليس لها غير توصيف واحد، هو الممارسات العنصرية".
وأوضح الكاتب: "ومن الازدواجية التي انطوى عليها نظام أردوغان أنه اتهم كافة المعارضين بالانتماء لتنظيم (بي كا كا)، في إشارة لحزب العمال الكردستاني، وفي نهاية المطاف توجه إلى سجن إيمرالي، في إشارة لمكان اعتقال عبدالله أوجلان زعيم الحزب، لطلب مساعدته من أجل التأثير على الناخبين الأكراد ليصوتوا للعدالة والتنمية بجولة الإعادة".
وبيّن أوجاقطن أن "كل هذه الممارسات نفرت الناخبين من الحزب الحاكم، بشكل انعكس بشكل جلي في صناديق الاقتراع".
وذكر أن "الحزب الحاكم بعد جولة الإعادة، لم يجلس كذلك ليضع يده على أخطائه، ويصوب مساره، وإنما واصل نفس الأخطاء، وبدأ يبحث عن طرق يعيق بها عمل من فازوا برئاسة البلديات الكبرى، وفي مقدمتها إسطنبول، بل ووصل الأمر بهم إلى البحث عن سبل لعزلهم من مناصبهم تحت أية ذرائع".
وفاز إمام أوغلو، في جولة الإعادة على منصب رئيس بلدية إسطنبول، يوم 23 يونيو/تموز بعد حصوله على 54.22% من أصوات الناخبين، مقابل 44.99% حصل عليها يلدريم رئيس الوزراء الأسبق.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز