ميسي وكريستيانو رونالدو ورحلة الهبوط.. هل بدأت نهاية الثنائي الأعظم؟
لم يكن الكثير من متابعي كرة القدم يتوقعون أن تأتي بداية نهاية حقبة الأسطورتين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو في الملاعب بذلك الشكل المفاجئ.
ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو سيطرا على عرش كرة القدم منفردين لأكثر من عقد من الزمان، وتقاسما الكرة الذهبية على مدار 10 سنوات، بين عامي 2008 و2017، في ثنائية تنافسية صنفها عشاق كرة القدم بـ"الأعظم" في التاريخ، والتي قد لا تتكرر في الملاعب مرة أخرى.
غير أن الثنائي بدأت أسهمهما في التراجع شيئا فشيئا، خاصة بعد الأزمات التي أحاطت بهما خلال السنوات الأخيرة، سواء منذ رحيل كريستيانو رونالدو أولا عن ريال مدريد الإسباني، ثم اتخاذ ليونيل ميسي خطوة انتقاله إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مغادرا برشلونة الإسباني.
وتسلط "العين الرياضية" الضوء في السطور التالية على تراجع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بعد فترة ذهبية حققا فيها العديد من الإنجازات الاستثنائية التي ستبقى خالدة لفترات طويلة.
كيف تراجع كريستيانو رونالدو؟
اتخذت مسيرة كريستيانو رونالدو (38 عاما) منحنى جديدا منذ رحيله المفاجئ عن ريال مدريد عام 2018، بعد 9 سنوات تاريخية خاض خلالها 438 مباراة مسجلا 450 هدفا في كل المسابقات، متربعا على عرش صدارة هدافي الفريق على مدار تاريخه.
وتم الحدث المفاجئ، بانتقال قائد منتخب البرتغال إلى يوفنتوس الإيطالي مقابل أكثر من 100 مليون يورو، في صفقة يبدو أنها جاءت بعد خلافات بين كريستيانو رونالدو وإدارة النادي الملكي.
لكن بعد 3 مواسم، لم يحقق خلالها ما كان يحلم به بحصد لقب دوري أبطال أوروبا مع ناد ثالث بعد الريال ومانشستر يونايتد الإنجليزي، قرر رونالدو مغادرة صفوف "السيدة العجوز" حيث فاجأ مسؤولي النادي في الأيام الأخيرة للميركاتو بطلب الرحيل فورا.
وفي 2021، استعاد مانشستر يونايتد خدمات رونالدو بعد 12 عاما من رحيله، ولم تكلف الصفقة النادي الإنجليزي سوى 15 مليون يورو، إلى جانب 8 ملايين أخرى على هيئة حوافز إضافية، بعدما باعه في 2009 إلى ريال مدريد مقابل 94 مليون يورو.
أسوأ فترة في مسيرة كريستيانو رونالدو
خلال حقبته الثانية مع مانشستر يونايتد، تعاقب عليه العديد من المدربين في فترة سيئة للنادي استمرت بلا حصد أي لقب منذ 2017، إلى أن جاء مدير فني دخل في صدام كبير معه وهو الهولندي الحالي إيريك تين هاج، حيث جعله صديقا لمقاعد البدلاء.
وعاش كريستيانو رونالدو مع بداية الموسم الحالي وضعا غير مسبوق في مسيرته، حيث ظل حبيس مقاعد البدلاء مع مانشستر يونايتد مع مشاركته لدقائق معدودة، وكان ما يقدمه داخل الملعب سواء من ناحية الأهداف أو الهزائم التي كان يتلقاها يصنف كأسوأ موسم له على الإطلاق.
وبعد عدة خلافات مع تين هاغ، فجَّر رونالدو غضبه في مقابلة إعلامية فتح فيها النار على المدرب الهولندي وإدارة النادي، لتأتي كختام كارثي لسلسلة من الأحداث، التي انتهت بالإعلان عن فسخ عقده بالتراضي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ليكون لأول مرة لاعبا مجانيا.
ورغم أن صفقة التعاقد معه لم تكن لتكلف أي ناد أي مبلغ مالي لضمه، غير أن أندية أوروبا أدارات ظهرها للنجم البرتغالي ولم يرغب أي منها في الاستفادة من خدماته، ليستقر في النهاية على الانتقال إلى الدوري السعودي من بوابة النصر في خطوة مفاجئة.
صفعات متتالية مع النصر.. هل يرحل كريستيانو رونالدو؟
ظن الجميع أن التحديات بالنسبة لرونالدو في الأراضي السعودية ستكون صغيرة مقارنة بكرة القدم الأوروبية، كما أن الضغوط هناك ستكون أقل، غير أن ما حدث عكس ذلك، حيث يعيش رونالدو فترة سيئة، سواء على مستوى النتائج داخل الملعب، أو حتى الأزمات التي لاحقته خارجه.
وكانت البداية بخسارة كأس موسم الرياض الودية في يناير/ كانون الثاني أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، والتي شهدت أول ظهور لرونالدو في الملاعب السعودية، قبل أن تستمر النتائج السلبية على الصعيد الرسمي.
وودع رونالدو مع النصر منافسات كأس السوبر السعودي على يد الاتحاد، كما تعرض للإقصاء من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين من الدور نصف النهائي عقب الهزيمة من الوحدة بنتيجة 0-1، خلال المباراة التي جمعت الفريقين، على ملعب الأول مرسول بارك، في الدور نصف النهائي.
واستمرت معاناة كريستيانو رونالدو مع النصر في الدوري السعودي، الذي خسر فيه جميع المباريات الكبرى، ليحتل حاليا المركز الثاني برصيد 56 نقطة، بفارق 3 نقاط خلف الاتحاد المتصدر، الذي خاض مباراة أقل، ليكون فارق النقاط مرشحا للزيادة إلى 6، في ظل الانتصارات المتتالية للعميد.
خيبات كريستيانو رونالدو لم تقتصر على ما يقدمه داخل الملعب، بل امتدت إلى خارجه بعد اتهامه بارتكاب فعل غير أخلاقي، أقدم عليه بعد انتهاء مباراة الديربي ضد الهلال، حيث رصدت عدسات الكاميرات قيام قائد النصر بتصرف مشين بدا فيه أنه قصد به جمهور الفريق السعودي.
أثارت تلك الإشارة جدلا واسعا، ودفعت جماهير الهلال للمطالبة بتوقيع أقصى عقوبة عليه، لتؤكد عدة تقارير أن ما فعله يُوصف بـ"الفعل الفاضح العلني"، وهي من الجرائم المستوجبة للتوقيف والإبعاد (الترحيل)، إذا بدرت من شخص أجنبي.
وفي الساعات الأخيرة، كشفت تقارير صحفية عن وجود رغبة جادة من جانب كريستيانو رونالدو في الرحيل عن النصر بعد أشهر قليلة من التعاقد مع النادي، وهو ما نقلته شبكة "سكاي سبورتس" الموثوقة.
كيف تراجع ليونيل ميسي؟
أما بالنسبة لليونيل ميسي (الذي سيتم عامه الـ36 الشهر المقبل)، فإن البعض قد يؤكد أن تراجع مستواه بدأ في مواسمه الأخيرة مع برشلونة، غير أن ذلك قد يكون أفضل مقارنة بما قدمه مع باريس سان جيرمان خلال العامين اللذين قضاهما مع فريق العاصمة الفرنسية.
وكان ميسي رحل عن برشلونة في عام 2021 بعد فشل النادي الكتالوني في تجديد عقده، لينتقل في صفقة مجانية إلى باريس سان جيرمان، لكن بعد عدة أزمات مع النادي الباريسي بدا أن رحيله مسألة وقت، في ظل نهاية عقده بنهاية الموسم الحالي.
أزمة مع بوكيتينو
رغم أن ابتسامة ميسي في باريس جاءت بعد ساعات قليلة من بكائه في مؤتمر وداعه لبرشلونة، غير أن شهر العسل مع "PSG" بدا أنه انتهى سريعا عقب أشهر قليلة من ضمه، بعدما دخل في خلاف مع مواطنه ماوريسيو بوتشيتينو، مدرب الفريق السابق.
وأحرج ميسي مدربه خلال مواجهة ليون بالجولة السادسة من الدوري الفرنسي في الموسم الأول، وذلك عندما قرر المدرب استبداله، وبعد التوجه لمصافحته رفض النجم الأرجنتيني مد يده، وتحدث ببعض الكلمات معبرًا عن اعتراضه.
فشل دوري أبطال أوروبا
وجد ميسي نفسه تحت طائلة الانتقادات منذ موسمه الأول، الذي شهد عجزه عن تسجيل أكثر من 6 أهداف في الدوري الفرنسي.
بالتأكيد كان الهدف الرئيسي وراء التعاقد مع ميسي هو تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، خاصةً أن الدوري الفرنسي يبدو في المتناول.
وزادت حدة الانتقادات مع خروج باريس سان جيرمان من ثمن نهائي دوري الأبطال مرتين متتاليتين في حضرة ميسي، الذي فشل في مساعدة وصيف بطل أوروبا في 2020 على تكرار تألقه في المواسم السابق
ميسي وصافرات الاستهجان
وصاحبت الإخفاقات المتتالية للفريق الباريسي صافرات استهجان ضد ميسي من جماهير سان جيرمان في بعض المباريات، وهو أمر لم يعتد عليه اللاعب في برشلونة.
إضافة إلى ذلك، تعرض ميسي مرارا لهجوم حاد من بعض النقاد واللاعبين السابقين للنادي الفرنسي، على رأسهم جيروم روثين.
إيقاف ليونيل ميسي
وتسبب سفر ميسي إلى السعودية في غضب إدارة ناديه، نظرا لعدم حصوله على إذن من الإدارة.
وكشفت إذاعة "مونت كارلو" الفرنسية عن اتخاذ إدارة سان جيرمان قرارا بمعاقبة ميسي بالإيقاف لمدة أسبوعين، ليغيب عن المباراتين المقبلتين للفريق بالدوري الفرنسي، بجانب تغريمه ماليا.
وتتزامن هذه العقوبة مع الأنباء التي تفيد باقترب ميسي من مغادرة ملعب حديقة الأمراء بمجرد نهاية عقده في يونيو/ حزيران المقبل، وسط تقارير تشير إلى اتخاذ النادي قرارا بعدم تجديد عقده، مما يعني تجميد المفاوضات معه نهائيا، في نهاية ستكون مخيبة للآمال بالنسبة لبطل كأس العالم 2022.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز