شبح كريستيانو رونالدو يحاصر ريال مدريد.. من ينقذ السفينة الغارقة؟
ودع ريال مدريد كأس السوبر الإسباني بخسارته أمام أتلتيك بيلباو بنتيجة 1-2 الخميس في نصف النهائي، ليفقد لقبه الذي حققه العام الماضي.
وجاء هذا الإقصاء بعد تعثر الفريق الملكي في مباراته الماضية ببطولة الدوري الإسباني بتعادله سلبيا مع أوساسونا في عقر داره، ضمن منافسات الجولة الـ18.
هذا التعثر الأخير أدى لتأخر الريال عن أتلتيكو مدريد، متصدر الليجا، بفارق 4 نقاط، رغم خوض الأخير مباراتين أقل من جاره في العاصمة الإسبانية.
ولا يزال الريال يعاني على الصعيد الهجومي للموسم الثالث على التوالي، وبالتحديد منذ رحيل هدافه التاريخي البرتغالي كريستيانو رونالدو في صيف 2018 صوب يوفنتوس الإيطالي.
وبعد مرور 18 جولة على بداية الدوري الإسباني، اكتفى الريال بتسجيل 30 هدفا فقط، أي بمعدل 1.7 هدف كل مباراة، ليأتي ثالثا في قائمة الفرق الأفضل من الناحية الهجومية خلف برشلونة (37 هدفا) وأتلتيكو مدريد (31 هدفا) هدفا.
أزمة هجومية
ربما تحسن الفريق الملكي على الصعيد الدفاعي في الفترة الأخيرة، حيث استقبلت شباكه 5 أهداف في آخر 10 مباريات، لكن مشكلته لا تزال كما هي في خط الهجوم.
ولا يزال المدرب الفرنسي زين الدين زيدان مصرا على الاعتماد بصفة أساسية على مواطنه كريم بنزيمة لقيادة خط الهجوم، مع تهميش كل منافسيه.
ولا يحصل المهاجم الدومينيكاني ماريانو دياز على فرص حقيقية، إذ لا يشارك سوى لبضع دقائق بين كل حين وآخر، فيما تخلى زيدان عن الصربي لوكا يوفيتش بإعادته هذا الأسبوع معارا إلى آينتراخت فرانكفورت الألماني.
وعلى صعيد الليجا، لم يستطع بنزيمة تسجيل أكثر من 8 أهداف، رغم تبقي جولة واحدة على نهاية الدور الأول، وهو ما يبرز ضعف الفريق هجوميا في ظل كونه الهداف الأول للفريق ومهاجمه الأساسي.
وبالنظر إلى أول 18 جولة في الليجا، فإن الريال فشل في هز الشباك خلال 3 مباريات حتى الآن، وهو ما لم يكن يحدث خلال فترة تواجد رونالدو داخل ملعب سانتياجو برنابيو.
لا بديل لرونالدو
الفريق الملكي سجل في 73 مباراة متتالية خلال حقبة زيدان الأولى وذلك مع نهاية موسم 2015-2016 إلى بداية موسم 2017-2018، لكنه كان يملك رونالدو آنذاك.
وفشل فريق العاصمة الإسبانية في التسجيل في 8 مباريات منذ عودة زيدان لتدريب الفريق قبل عامين، لتبلغ نسبة الفشل حوالي 17%.
وتزيد هذه النسبة كثيرا عما كان يحققه الفريق خلال حقبة زيدان الأولى، التي كان يتواجد بها رونالدو، حيث لم يسجل الفريق في 9 مباريات من أصل 149، أي بنسبة 6% فقط.
وتظهر هذه الإحصائية مدى التأثير الهائل الذي خلفه رحيل رونالدو على هجوم الريال، الذي سجل 26 هدفا فقط في أول 18 جولة بالليجا بموسم 2018-2019، الذي أعقب مغادرة "الدون" للنادي.
وانخفض المعدل التهديفي للميرينجي في السنوات التي تلت رحيل رونالدو، حيث سجل الفريق 100 هدف في عام 2019، بينما أحرز في العالم التالي 9 أهداف أقل، وهو أسوأ سجل تهديفي له منذ عام 2005.
وانخفضت نسبة أهداف ريال مدريد في آخر 3 سنوات منذ رحيل رونالدو بنسبة 40%، وذلك مقارنة بما حققه في 2017 بتسجيله 156 هدفا، و142 هدفا في 2018، الذي لعب "الدون" نصفه فقط بقميص اللوس بلانكوس.
وبلغ المعدل التهديفي للريال في حقبة رونالدو 2.7 هدف كل مباراة، حيث أحرز 1385 هدفا في 503 مباريات، لكنه انخفض إلى 1.8 هدف كل مباراة منذ رحيله، إذ سجل الفريق 241 هدفا في 136 مباراة.
وحتى الآن لم يعثر ريال مدريد على بديل ينقذ الفريق من آثار رحيل رونالدو، ليصبح السؤال مطروحا في نهاية الأمر "من ينقذ سفينة ريال مدريد الغارقة؟".