تماسيح إثيوبيا تجلب الخير والمال.. ليس الحظ
فرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة تعد من أهم الدول التي تستورد جلود التماسيح من إثيوبيا.
حين تسمع أحد الإثيوبيين يقول إن التماسيح تجلب الخير والمال، لا ينبغي أن ينصرف تفكيرك إلى أنه يقصد أنها تجلب الحظ، فقبل عام 1984 انتشرت عمليات القتل والذبح الجائرة للتماسيح، ما دفع السلطات لإقامة مزرعة في مدينة أربامنج الواقعة في إقليم جنوب إثيوبيا بغية الاستفادة من جلود ولحوم التماسيح وللحفاظ عليها وحمايتها من سهام الصيادين.
وبدأت المرزعة التي باتت مقصداً سياحياً في تصدير الجلود إلى الدول الأوروبية مؤخراً.
ويقضي تقنين مزارع التماسيح على محاولات تهريب جلودها والاتجار غير الشرعي فيها، والتي كانت تفوّت على الدولة مزايا كبيرة أهمها تحصيل الضرائب الخاصة بهذا النوع من التجارة.
وتبعد مدينة أربامنج التي أنشأت عليها مزرعة التماسيح عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بنحو 495 كيلومتراً.
ويعود الاهتمام بمدينة أربامنج قبل 55 عاماً، فهي مدينة تتميز بجمال الطبيعة وتوفر العديد من الموارد الطبيعية خاصة ينابيعها المتعددة والتي أحالت المدينة إلى دوحة خضراء تسر الناظرين وتجذب الوافدين.
وتعد المدينة واحدة من الوجهات السياحية بالإقليم فهي قبلة للسياح الأجانب والمحليين، لأراضيها الشاسعة والمغطاة بالغابات والواحات الخضراء، فضلاً عن وجود محمية "نتش سار"، وتفردها بمزرعة التماسيح.
وقال ملوقن باي، الخبير السياحي بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، إنَّ مزرعة التماسيح بمدينة أربامنج تضم 2689 تمساحاً.
وأضاف: "نعتمد في توفير الغذاء لهذه التماسيح على المواد من فضلات وبقايا اللحوم من المسالخ بالمنطقة والشركات المنتجة للأسماك"، مشيراً الى أنَّ مزرعة التماسيح يعمل بها نحو 35 شخصاً.
وتابع أنَّ الهدف من تأسيس مزرعة التماسيح هو إجراء البحوث والدراسات بجانب السياحة والحفاظ على التماسيح وحمايتها فضلاً عن الجانب السياحي.
وأوضح باي، وهو أيضاً خبير في تربية التماسيح ويعمل مستشاراً في المزرعة، لـ"العين الإخبارية"، أنَّ عدد زوار المزرعة خلال عام 2020 بلغ أكثر 25 ألف زائر محلي، فيما بلغ زوارها من الأجانب نحو 800 سائح أجنبي.
وذكر أنَّ إدارة المزرعة حققت 650 ألف بر إثيوبي من تلك الزيارات من الخطة التي وضعتها لكسب نحو مليون بر إثيوبي، وأرجع عدم تحقيق ذلك إلى تأثيرات وباء كورونا المستجد (كوفيد- 19).
ولفت إلى أنَّ فرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة تعد من أهم الدول التي تستورد جلود التماسيح من إثيوبيا، موضحاً أنَّ الفترة من عام 1994 حتى 2017 وفّرت نحو 11 ألفاً و867 جلد تمساح.
وبحسب تقارير سابقة، فإنَّ مزرعة التماسيح وفّرت في عام 2019 نحو 1500 جلد تمساح لهيئة تنمية الجلود الإثيوبية .
وغالباً ما تُذبح التماسيح في سن تتراوح بين 4 إلى 8 أعوام، ويمتد عمر التمساح إلى 120 و150 عاماً في بعض الأحيان.