الذكرى الـ5 لبيعة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.. مسيرة إنجازات متواصلة
يحيي السعوديون، اليوم الثلاثاء، ذكرى مرور 5 أعوام على مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
وتحل الذكرى هذا العام في وقت يقوم فيه ولي العهد السعودي بجولة خارجية استهلها، الإثنين، بزيارة مصر، التي سيغادر منها الثلاثاء إلى الأردن ثم تركيا، في جولة عنوانها الأبرز تعزيز التضامن العربي والإقليمي لمواجهة التحديات.
ويلتقي ولي العهد السعودي خلال جولته، قادة الدول الثلاث؛ لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي الجولة في هذا التوقيت، لتعزز نجاح الأمير محمد بن سلمان – بتوجيهات من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز- في تعظيم مكانة المملكة وتكريس ثقلها إقليما ودوليا وتحقيق إنجازات بارزة على الصعيدين المحلي والدولي.
أيضا تحل الذكرى بعد أيام من قرار المملكة العربية السعودية، رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا، بعد نجاح جهودها في مكافحة الجائحة.
كما تحمل الذكرى أيضا أهمية خاصة هذا العام كونها تتزامن مع بدء استقبال السعودية ضيوف الرحمن القادمين من الخارج لأداء فريضة الحج لأول مرة بعد عامين بسب جائحة كورونا، بعد اقتصار حج العامين الماضيين على أعداد محدودة من داخل المملكة فقط.
ويحتفي السعوديون بهذه المناسبة وقلوبهم تفيض بمشاعر الحب والامتنان والتقدير، لولي العهد وهم يلامسون ويشهدون الإنجازات التنموية والإصلاحات التاريخية التي تشهدها بلادهم على مختلف الأصعدة.
إنجازات تتواصل في إطار نهضة شاملة يقودها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وينفذها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد المملكة اليوم إلى ما بات يعرف بـ"السعودية الجديدة"، التي تعد "رؤية 2030" خارطة طريق لنهضتها.
وتحل الذكرى الخامسة لتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان في أبريل/نيسان 2016، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
احتفاء خاص
واحتفى المغردون السعوديون بتلك المناسبة، وهم يجددون البيعة لولي العهد على السمع والطاعة؛ ويعددون الإنجازات التي شهدتها بلادهم بتوجيهاته، حيث أطلقوا عدة هاشتاقات؛ احتفاء بتلك المناسبة، من بينها #ذكرى_بيعة_ولي_العهد، و #الذكرى_الخامسة_لبيعة_ولي_العهد.
الشاعر السعودي عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ جدد البيعة لولي السعودي عبر أبيات شعرية نشرها في تغريدة لها قال فيه:
فرقابنا بيعه و عهدٍ و ميثاق
لك يا محمد لين يوم القيامه
الشمس تاخذ من عزيمتك الإشراق
و الليل من نورك تكاشف ظلامه
إنت الفضا لا عربد الوقت أو ضاق
وأنت السلامة لا بغينا السلامة
بك يا مجدد بيرق الحق خفّاق
خلّا العدو ما يهتني في منامه
بدوره غرد الإعلامي السعودي حسين الغاوي محتفيا بتلك الذكرى، قائلا: "ذكرى تُجدّد الأمل والتفاؤل، وفقه الله وسدّد خُطاه".
في السياق نفسه، قال الفنان فايز المالكي #الذكرى_الخامسة_لبيعة_ولي_العهد الله يعزه ويديم عزه ويديمه.
المغردة ديمه احتفت بتلك الذكرى عبر تغريدة قالت فيها :"#الذكرى_الخامسة_لبيعة_ولي_العهد.. 5 سنوات لإنجازات أبهرت العالم اللهم احفظه بحفظك واحرسه بعينك التي لا تنام".
في السياق نفسه، قال عبدالرحمن الروقي: "في مثل هذا اليوم 21 يونيو وفي مثل هذه الساعات كتب الملك سلمان تاريخاً جديداً للسعودية وللمنطقة وللعالم بإصداره أمر ملكي تاريخي باختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد ".
المغرد السعودي الشهير منذر آل الشيخ مبارك أكد أن تلك المناسبة هي :"ذكرى عزيزة على قلب كل سعودي ، أسأل الله أن يبارك في عمر ولي العهد ويعزه ولا يعز عليه ويبارك في صحته وعافيته وينصر به دينه ويعلي به كلمته اللهم آمين"
بدوره غرد فيصل إبراهيم الشمري -كاتب ومحلل سياسي-، مجددا البيعة، قائلا :"النجاح حليفك والمجد طريقك نحن معك. الذكرى الخامسة لبيعة ولي العهد".
أما نايـف الأحمد فغرد معربا عن فخره بولي العهد السعودي ، قائلا :" #الذكرى_الخامسة_لبيعة_ولي_العهد.. يحق لنا أن نفخر ونباهي بالأمير محمد بن سلمان أعزه الله الذي يسعى دائمًا لقيادة الوطن وشعبه العظيم نحو القمة بخطوات متسارعة ومحسوبة جعل من المملكة في مصاف دول العالم".
مسيرة إنجازات
تأتي احتفالات السعوديين بتلك الذكرى وهم يستذكرون بفخر وامتنان سيرة الأمير محمد بن سلمان، التي ترتبط بشكل وثيق بمسيرة المملكة ونهضتها وتطورها.
ويشغل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز العديد من المناصب فهو ولي عهد السعودية، ونائب رئيس مجلس الوزراء إضافة لكونه وزير الدفاع.
كما يرأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية وكذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
ولد الأمير محمد بن سلمان في 31 أغسطس/آب عام 1985 بالعاصمة الرياض، وهو الابن السادس للعاهل السعودي الملك بن سلمان آل سعود.
حصل على درجة البكالوريوس في القانون في جامعة الملك سعود وحاز على الترتيب الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية.
كما تلقى تعليمه العام في مدارس الرياض وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج.
بدأ الأمير محمد بن سلمان مسيرته بممارسة العمل الحر، قبل البدء في ممارسة مهامه في الخدمة العامة في المملكة العربية السعودية من خلال عمله كمستشار متفرغ بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في 10 أبريل/نيسان 2007.
وانتقل بعدها من هيئة الخبراء ليكون مستشاراً خاصاً لأمير منطقة الرياض، وأثناء ذلك استمر عمله كمستشار غير متفرغ في هيئة الخبراء حتى مارس/ آذار 2013.
وعمل أميناً عاماً لمركز الرياض للتنافسية ومستشاراً خاصاً لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، إضافة إلى كونه عضواً في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
ثم عين مستشاراً خاصاً للأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض آنذاك، ومستشاراً ومشرفاً على المكتب الخاص والشؤون الخاصة لولي العهد وذلك بعيد تولي الأمير سلمان ولاية العهد حتى صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً له بمرتبة وزير في مارس/آذار 2013.
وقد صدر أمر ملكي بتعيينه مشرفاً عاماً على مكتب وزير الدفاع في يوليو/تموز 2013 ، ثم في أبريل/نيسان 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للدولة عضواً في مجلس الوزراء، وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه صدر قرار تعيينه رئيساً للجنة التنفيذية في دارة الملك عبدالعزيز.
وعقب تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في 23 يناير/كانون الثاني 2015، صدر أمر ملكي في اليوم نفسه بتعيينه وزيرا للدفاع، كما صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير.
وبعد نحو شهرين من توليه مهام وزارة الدفاع، انطلقت في تاريخ 26 مارس/آذار 2015 عملية عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن، وتولى قيادة التحالف في الحرب ضد الحوثيين والموالين لهم.
وفي 29 أبريل/نيسان من العام نفسه، صدر أمر ملكي باختياره وليًا لولي العهد، كما ترأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي يقوم بترتيب كل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية وما في حكمها.
وعقب ذلك، وتحديدا في 26 رمضان 1438هـ الموافق 21 يونيو/حزيران 2017، صدر أمر ملكي باختياره وليًا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع.
وتحل الذكرى الخامسة لبيعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات على مختلف الأصعدة.
فعلى صعيد السياسة الخارجية، واصلت السعودية سعيها لتعزيز التضامن الخليجي والعربي وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
ويقوم ولي العهد السعودي حاليا بجولة تستمر 3 أيام بدأها أمس الإثنين بزيارة مصر، وسيزور خلال الأردن وتركيا، تأتي قبيل أقل من شهر على قمة تستضيفها المملكة في 16 يوليو/تموز المقبل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
تأتي تلك القمة بعد نحو 7 شهور من قمة خليجية استضافتها المملكة في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وترأسها الأمير محمد بن سلمان نيابة عن الملك سلمان.
واستبق القمة الـ 42 جولة خليجية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زار خلالها سلطنة عمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت على التوالي خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وجرت خلالها مباحثات مكثفة لتعزيز التعاون الخليجي.
رؤية 2030.. نجاح متواصل
على الصعيد الداخلي، فبعد نجاح رؤية السعودية 2030 في تحقيق إنجازات استثنائية خلال السنوات الخمس الأولى من إطلاقها، أطلقت مع بداية عام 2021 المرحلة التالية من مسيرة تحقيق الرؤية المملكة 2030.
مرحلة تستمر لخمس سنوات أخرى حتى عام 2025، وصفها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بأنها مرحلة دفع عجلة الإنجاز والحفاظ على الزخم المطلوب لمواصلة الإصلاحات.
وفي إطار تلك المرحلة، أطلق الأمير محمد بن سلمان 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، التي تعد أحد الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وستسهم الاستراتيجية الوطنية للاستثمار في نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، الأمر الذي سيحقق العديد من أهداف رؤية المملكة 2030، بما في ذلك رفع إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65%.
وسيتم ضخ استثمارات تفوق 12 تريليون ريال في الاقتصاد المحلي حتى العام 2030، تحت مظلة الاستراتيجية.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للاستثمار إلى رفع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 388 مليار ريال سنويا، وزيادة الاستثمار المحلي ليصل إلى حوالي 1.7 تريليون ريال سنويا بحلول عام 2030.
وبتحقيق هذه المستهدفات، من المتوقع ارتفاع نسبة الاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من 22% في عام 2019 إلى 30% في عام 2030، الأمر الذي سيسهم في نمو الاقتصاد السعودي ليصبح من أكبر 15 اقتصادا على مستوى العالم.
استراتيجية جديدة تعزز الإنجازات التي تحققت على مدار 5 سنوات من إطلاق الرؤية، وترفع سقف الطموحات، بعدما تحقق خلال الخمس سنوات الماضية، من ارتفاع نسبة تملّك المساكن التي وصلت إلى 60% مقارنة بنسبة 47% قبل خمسة أعوام.
وأطلقت المملكة مشروعات مليارية كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها.
وفي مجال توطين الصناعات العسكرية، تمكّنت برامج رؤية المملكة 2030 من رفع نسبة التوطين في القطاع لتصل إلى 8% مع نهاية عام 2020 بعد أن كانت 2% في عام 2016.
وزادت مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة لتصل إلى 33.2% عام 2020، بعد أن كانت 19.4% في عام 2017، إضافة إلى تطوير القوانين التي تحمي وتعزّز حقوقها على المستويات الشخصية والمهنية.
وفي إطار اهتمام المملكة وحرصها على أن تطول التنمية الشاملة جميع مناطق ومدن المملكة بما يعود بالنفع على جميع المواطنين، أعلن الأمير محمد بن سلمان 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إطلاق مكاتب استراتيجية لتطوير مناطق الباحة، والجوف، وجازان.
يأتي الإعلان عن المكاتب الاستراتيجية بعد أسبوعين من إطلاق الأمير محمد بن سلمان نهاية سبتمبر/أيلول الماضي استراتيجية تطوير منطقة عسير تحت شعار "قمم وشيم".
وأكد ولي العهد السعودي في حوار مع مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية مارس/ آذار الماضي أن نظام الحكم في المملكة ومشاريع رؤية 2030 والسياسات التي تتبناه بلاده والإصلاحات التي تنفذها ساهمت جميعا في قوة المملكة، وأن تكون من "أسرع البلدان نموًّا في العالم".