خبراء سعوديون عن زيارة محمد بن سلمان لمصر: تعكس قوة العلاقات
تأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، للقاهرة للتأكيد على عمق الشراكة بين الدولتين
ويرى خبراء أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة تعكس دلالات سياسية واستراتيجية لطبيعة العلاقة الوطيدة بين القاهرة والرياض، سواء على صعيد التفاهمات الثنائية أو توافق الرؤى في غالبية الملفات.
واختص الأمير محمد بن سلمان، القاهرة كأول محطة في جولة إقليمية تشمل أيضا الأردن وتركيا، حيث من المقرر أن يلتقي بقادة هذه الدول لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء الإثنين بمطار القاهرة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي يحل ضيفاً على مصر في زيارة تستغرق يومين.
حراك سياسي
خالد محمد باطرفي، أكاديمي ومحلل سياسي سعودي، يقول لـ"العين الإخبارية" إن زيارة ولي العهد السعودي، لمصر، في مطلع جولة إقليمية تأتي في أجواء حراك سياسي كبير تشهده المنطقة.
الحراك، بحسب باطرفي، تمثل في زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسعودية ودولة الإمارات، واستقباله لقادة الأردن والبحرين في شرم الشيخ.
وحول أهم القضايا، توقع باطرفي أن تطرح ملفات زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر المقبل للسعودية، واجتماعه بقادة دول الخليج ومصر والعراق والأردن.
وتوقع أيضا أن يناقش اللقاء قضايا أبرزها تداعيات العملية الروسية في أوكرانيا، والعلاقات العربية، العسكرية والأمنية والاقتصادية، بروسيا والصين، وموقف الدول المشاركة من الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي.
إضافة إلى التعاون في مجالات النفط والطاقة النووية والأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، والتوترات مع إيران ومواجهة المليشيات الإرهابية التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة
وللعلاقات الثنائية والمصالح المشتركة نصيب من الجولة، فيقول الكاتب السعودي: إنني أتوقع أن يناقش القادة العرب خلال هذه الجولة العلاقات البينية والمصالح المشتركة، وهي الأوسع مجالا والأكبر حجما والأكثر تشعبا بين جناحي الأمة العربية، مصر والسعودية.
المحطة الأولى.. مصر
المحلل السعودي عبد الهادي السلمي، اعتبر جولة الأمير محمد بن سلمان للمنطقة، ومحطته الأولى مصر تأتي في توقيت مهم وفي ظل ظروف دولية سياسية واقتصادية تحتاج لأقصى درجات التعاون والتنسيق.
وقال لـ"العين الإخبارية": استهلال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جولته الخارجية بمصر يعكس أهمية القاهرة خاصة ولما تملكه من ثقل كبير في المنطقة ولدورها على الصعيد العربي والدولي.
واستطرد: كما أن زيارة ولي العهد لتركيا تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية التركية تطوراً إيجابيا ملحوظاً خاصة بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السابقة السعودية، وبلا شك أن هذه الزيارة سيكون لها دور وأهمية خاصة في إطار تعزيز العلاقات السعودية التركية.
علاقة وطيدة
متوافقا مع هذه الخصوصية التي تعنيها الزيارة لمصر كمحطة أولى، يقول ماجد الكناني، محلل سعودي، لـ"العين الإخبارية" إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر يعد امتدادا للعلاقة السعودية المصرية، الوطيدة والوثيقة منذ القدم، واستمرارا للتعاون بين البلدين بما يخدم الأمة العربية والاسلامية والدولتين.
وعدد المحلل السياسي السعودي ثمار الزيارة بقوله: "لاشك أن هذه الزيارة سيكون لها أثر كبير في زيادة التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، وكذلك في مختلف المجالات المشتركة، إضافة إلى تأثير الزعيمين الكبير على المستوى الدولي".
وتربط العديد من المواقف التاريخية بين القاهرة والرياض، وتتجلى في التنسيق المصري السعودي الدائم بين البلدين بشأن القضايا العربية والإقليمية، فضلا عن التعاون في كافة المجالات المشتركة.
وارتقت العلاقات الثنائية بين السعودية ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي المصري، وإبرام حكومتي البلدين نحو 70 اتفاقية وبروتوكول ومذكرة تفاهم بين مؤسساتها الحكومية.
وترتبط المملكة بمصر بعلاقات اقتصادية وتجارية متنامية، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الست الماضية (2016 - 2021) 179 مليار ريال (47.71 مليار دولار)، وتنامي حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى مصر بنسبة 6.9% خلال العام 2021 مسجلا 7.2 مليار ريال (1.9 مليار دولار.