قرصنة العملات المشفرة.. الخاصرة الرخوة لسوق "الكريبتو"
بلغت الخسائر في العملات المشفرة منذ العام الماضي، ما يقرب من 60 ضعفا عما كانت عليه في عام 2018.
في وقت سجلت فيه القيمة السوقية للعملات المشفرة مستوى 3 تريليونات دولار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أن عمليات الاحتيال عبر المحافظ الرقمية تواجه تحديات كبيرة.
وتنفق منصات تداول العملات المشفرة ملايين الدولارات بشكل دوري على حماية أنظمتها والمحافظ الرقمية للمستخدمين، ضمن جهود تعزيز الثقة بإحدى أكثر الأسواق صعودا خلال العقد الماضي.
وفي الولايات المتحدة فقط، خسر الأمريكيون أكثر من مليار دولار بسبب عمليات الاحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة منذ بداية العام الماضي حتى نهاية مارس/آذار الماضي، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
- أسعار العملات الرقمية.. سقوط حر للثنائي بيتكوين وإيثريوم
- أسعار العملات الرقمية.. زلزال في سوق الكريبتو مركزه "بيتكوين"
ويستغل المجرمون الاهتمام الشعبي المتزايد بتحقيق ثروات رقمية سريعة من خلال تجارة العملات الافتراضية المشفرة، وفقا لتحليل جديد أجرته لجنة التجارة الفيدرالية، ونشرته الصحيفة.
ووجد التقرير أن وظائف المخادعين القائمة على العملات المشفرة، تمثل الآن ربع إجمالي الدولارات المفقودة بسبب هذا الاحتيال، حيث تعرضت أكثر من 46000 شخص من بداية عام 2021 حتى مارس/آذار الماضي، لعمليات احتيال وسرقة عملات مشفرة يملكونها.
في المقابل، بلغت الخسائر في العملات المشفرة منذ العام الماضي، ما يقرب من 60 ضعفا عما كانت عليه في عام 2018، ما يؤشر إلى انتعاش الاحتيال الرقمي.
ومن المحتمل أن تمثل هذه الأرقام جزءا صغيرا من إجمالي الخسائر، نظرا لأن معظم الجرائم لم يتم الإبلاغ عنها، وفقًا لإيما فليتشر، باحثة البيانات الأولى لجنة التجارة الفيدرالية.
أبرز قنوات الاحتيال
تمثل عمليات الاحتيال الاستثمارية، التي تعد المستثمرين بأيام قليلة في الاستثمار قبل انتقالهم إلى مرحلة الثراء، إحدى أبرز الخدع التي يطرق فيها المحتالون أبواب المستخدمين.
ومنذ مطلع العام الماضي، بلغ إجمالي قيمة الاحتيال من خلال هذه الوسيلة، نحو 575 مليون دولار من الخسائر.
وغالبا ما يغري المحتالون الضحايا على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال أنظمة توهم المستخدمين أن ضخ استثمارات في هذه القنوات، ستقود إلى تحقيق الثراء السريع.
ووفقًا للتقرير، فإن ما يسمى بالخدع الرومانسية يعتبر ثاني أبرز أدوات الاحتيال، حيث يتظاهر اللصوص بأنهم مشاريع حب محتملة يوقعون الناس على تطبيقات المواعدة أو الشبكات الاجتماعية، ثم يقنعونهم بالاستثمار في مخططات تشفير احتيالية.
هذه الأداة، كلفت الضحايا 185 مليون دولار منذ مطلع العام العام. وتوصل تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست إلى أن عملية احتيال واحدة من هذا القبيل العام الماضي ربما تسببت في الاحتيال على أكثر من 5000 ضحية وسرقت منهم أكثر من 66 مليون دولار.
ووجدت لجنة التجارة الفيدرالية أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاما كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات من المجموعات الأكبر سنًا للاحتيال.
وعلى مستوى العالم، أكد تقرير أن أصحاب العملات المشفرة حول العالم تعرضوا لسرقة عملات بقيمة 7.7 مليار دولار خلال العام الماضي لوحده، وذلك نتيجة زيادة نشاط عمليات الاحتيال الإلكتروني.
وأوضح التقرير، الذي نشرته مؤسسة Chainalysis المتخصصة في الإحصائيات المتعلقة بالعملات المشفرة، أن الاحتيال الإلكتروني استحوذ على نصيب الأسد من قطاع الجرائم الإلكترونية المرتبطة بعملات "الكريبتو" خلال 2021.
وشهدت القيمة الإجمالية للعملات المسروقة في 2021 عبر الاحتيال الإلكتروني ارتفاعاً بنسبة 81% مقارنة بالعام الماضي.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز