كوب27 وتمويل المناخ.. أفريقيا بحاجة إلى العدالة
شغلت قضية العدالة في تمويل المناخ جانبا مهما من قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي في مصر COP27، خاصة ما يتعلق بالظلم الواقع على أفريقيا.
يشهد الأفارقة بعض أسوأ الظواهر الجوية خلال عقد من الزمان هذا العام على الرغم من مساهمتهم الأقل في انبعاثات الكربون العالمية عند أقل من 4%.
بسبب التغير المناخي، دمرت الفيضانات إنتاج الغذاء في جميع أنحاء غرب أفريقيا، بما في ذلك مئات الآلاف من الأفدنة من الأراضي الزراعية في نيجيريا.
أيضا أدى أسوأ جفاف منذ 40 عامًا في شرق أفريقيا إلى حدوث مجاعة لـ50 مليون شخص، بما في ذلك ما يقرب من 8 ملايين في الصومال.
واجتاحت درجات الحرارة الشديدة وحرائق الغابات دول شمال أفريقيا، مثلا في يوليو وصلت درجات الحرارة في العاصمة التونسية إلى 118 درجة فهرنهايت محطمة رقمًا قياسيًا في 40 عامًا.
وفي الوقت نفسه، تسببت الأعاصير في إحداث فوضى في جنوب أفريقيا منذ يناير/كانون الثاني، وأثرت على الآلاف في جميع أنحاء مدغشقر وموزمبيق ومالاوي.
ظلم أفريقيا في تمويل المناخ
فوضى المناخ تعني أن القارة تفقد ما يصل إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد من النمو كل عام بسبب تغير المناخ، وفقًا لبنك التنمية الأفريقي.
وذكر موقع foreignpolicy أن "الدفع مقابل إعادة الإعمار أكثر تكلفة، لأن الدول الفقيرة تدفع أكثر للاقتراض مع انخفاض التصنيف الائتماني".
في النسخة الحالية من القمة الأممية، تطالب مصر ودول أفريقية أخرى بالإيفاء بالالتزامات المالية السابقة التي تعهدت بها الدول الغنية.
فمنذ أكثر من 12 عامًا وعدت الدول الأغنى بمبلغ 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020 للتكيف مع المناخ، لكنها لم تحقق ذلك قط.
قال موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في مؤتمر قمة التكيف الأفريقي في سبتمبر/أيلول 2022، بشأن عدم الإيفاء بتعهدات التكيف مع المناخ: "هذا هو المكان الذي يكمن فيه أحد أكثر أشكال الظلم المروعة تجاه قارتنا".
ومع ذلك رفضت الدول الغنية الدعوات إلى تعويضات المناخ، وقال مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري لصحيفة "نيويورك تايمز": "بالمعدل الذي نسير فيه، تمتلك دولتان القدرة على تجاوز انبعاثاتنا التاريخية"، في إشارة إلى الصين أكبر باعث في العالم.
منذ عام 1850، أصدرت الولايات المتحدة أكثر من 509 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون بشكل تراكمي، أي ضعف ما انبعثت منه الصين، وفقا لموقع monitor.
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيادة التمويل الدولي للمناخ من 5.7 مليار دولار إلى 11.4 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2024، ومع ذلك وافق الكونغرس على مليار دولار فقط هذا العام.
ويشير أحد التحليلات التي أجراها موقع Carbon Brief، الذي يأخذ في الاعتبار انبعاثات الكربون التاريخية مع المساهمات المتناسبة مع التعهدات البالغة 100 مليار دولار، إلى أن الولايات المتحدة مدينة للبلدان النامية بنحو 40 مليار دولار.
يقول الخبراء إنه من دون اتخاذ إجراءات قوية من أكبر ملوثين في العالم، هناك احتمال ضئيل لتجنب كارثة مناخية عالمية.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تآكل الثقة بين شمال وجنوب العالم، قائلا: "إن الحصول على نتائج ملموسة بشأن الخسائر والأضرار هو اختبار أساسي لالتزام الحكومات بنجاح COP27".
دول تتعهد بتمويل قضية المناخ في أفريقيا
تعهدت بعض الدول الأوروبية بالتمويل من أجل صندوق الخسائر والأضرار، وأصبحت الدنمارك أول حكومة وطنية تلتزم في سبتمبر/أيلول بمبلغ 13 مليون دولار.
وخلال القمة، تعهدت بلجيكا بتقديم 2.5 مليون دولار لموزمبيق في الفترة من 2023 إلى 2028، وهي الدولة التي من المتوقع أن تصبح مُصدرًا كبيرًا للغاز الطبيعي المسال.
كما أعلنت ألمانيا أنها ستقدم مبلغًا قدره 170 مليون دولار لمساعدة "البلدان الأكثر تضررًا".
لكن هذه المبالغ لا تكفي، إذ من المتوقع أن تتكلف الخسائر والأضرار في البلدان النامية ما بين 290 مليار دولار و580 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، وفقًا لدراسة أجريت عام 2018.
السبب الذي يجعل البلدان الأفريقية بحاجة إلى العدالة المناخية في تمويل المناخ هو إجراء البحوث الزراعية المستدامة التي لا يستطيع تحمل كلفتها إلا الغرب.
في القارة السمراء، هناك صلة حقيقية بين الممارسات الزراعية وتغير المناخ لأن 18% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تأتي من الزراعة، لذلك تحتاج الجامعات الأفريقية إلى تمويل لإجراء البحث والتطوير.
على سبيل المثال، الدنمارك تم إجراء الكثير من البحث والتطوير كثيف رأس المال في فكرة الزراعة العمودية، التي تعيد تدوير المياه باستمرار للحد من كمية المياه التي يتم إنفاقها على الإنتاج الزراعي.
والسبب الوحيد وراء عدم تبني أفريقيا لمرافق الزراعة العمودية هو أن التكنولوجيا لا تزال باهظة الثمن حيث تكلف نحو 25 مليون يورو، وفقا لـmonitor.
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA== جزيرة ام اند امز