"السيجار" لعلاج قرحة المعدة

دراسة مصرية وجدت أن مستخلص نبتة السيجار قد تسبب تحسنا واضحا لقرحة المعدة، وذلك من خلال انخفاض مؤشر القرحة وحجم العصارة المعدية

انضم فريق بحثي من المركز القومي للبحوث بمصر للاتجاه العالمي الذي يهدف إلى دراسة المنتجات الطبيعية المختلفة لاكتشاف مركبات حيوية، وذلك بسبب الآثار الجانبية للأدوية الكيميائية.

ومن أبرز النتائج التي توصلوا إليها في هذا الإطار فاعلية نبات للزينة يسمى "نبتة السيجار" في علاج "قرحة المعدة".

وتتكون القرحة المعدية في منطقة القناة المعِدية المعويّة، وهي ذات مسببات متعددة، أهم تلك الأسباب هو استخدام بعض الأدوية مثل الأسبرين والمسكنات ومضادات الالتهاب والالتهاب المزمن الناتج عن البكتيريا المعروفة بجرثومة المعدة، ويعد أيضا التدخين وشرب المنتجات الكحولية أو الكافيين مع التوتر النفسي من الأسباب وراء الإصابة بها.

وتستخدم أدوية ذات فاعلية في علاج هذا المرض، غير أن الآثار الجانبية لها دفعت فريقا بحثيا من المركز القومي للبحوث لدراسة التأثير العلاجي لنبتة السيجار (Cuphea ignea) في فئران التجارب، حيث تعد من النباتات العشبية المزهرة لزهرة تشبه السيجار المضاء، ومن هنا جاءت تسميتها، وهي تابعة لإحدى الفصائل التي يتم تداول أنواع عديدة منها في الطب الشعبي في جنوب ووسط أمريكا لعلاج أمراض المعدة .

وتقول الدكتورة عمرية ممدوح موسى، الباحثة الرئيسية بالدراسة لـ"العين الإخبارية"، إن تجاربهم بدأت بإعطاء مستخلص نبتة السيجار بجرعتين مختلفتين (500 و250 مجم/كجم) وكذلك عقار يستخدم في العلاج يسمى الرانيتيدين (50 مجم/كجم) عن طريق الفم بشكل يومي لمدة 7 أيام متتالية قبل إحداث قرحة المعدة لمجاميع الجرذان المستخدمة في البحث، بإعطائها مقدارا من الكحول الإيثيلي النقي (5 مل/كجم).

في اليوم الثامن للتجربة، وبعد ساعة واحدة، تم تخدير الجرذان لتجميع عينات الدم واستخراج المعدة للقيام بالدراسات الحيوية والفحوص الميكروسكوبية.

وتضيف: "لوحظ أن الجرعتين المستخدمتين من مستخلص نبتة السيجار قد تسببتا في تحسن واضح لقرحة المعدة، وذلك من خلال انخفاض مؤشر القرحة وحجم العصارة المعدية، بينما ارتفع الأس الهيدروجيني لتلك العصارة مع تحسن نشاط إنزيم (الببسين) في المعدة، كما أن معالجة الجرذان بهذا المستخلص قد أدت إلى انخفاض واضح في مؤشرات الالتهاب في الجسم.

علاوة على ذلك، فإن نبتة السيجار قد أدت إلى زيادة ملحوظة في الدلالات المضادة للأكسدة داخل المعدة مثل إنزيمات (الكاتالاز) و(السوبر أكسيد ديسميوتاز) و(الجلوتاثيون بيروكسيداز)، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى (الجلوتاثيون) و(أكسيد النيتريك)".

وتعزي الباحثة هذا التأثير لنبتة السيجار لأنها غنية بالمركبات الفينولية التي تعد من مضادات الأكسدة القوية.