التحويلات المالية.. "العين" تكشف مخالب قطر في تونس
سياسي التونسي عصام البوسالمي، يقول إن الأزمة بين قطر والدول المقاطعة لها دبلوماسيا تسير نحو مزيد من التصعيد
أكد الناطق باسم النيابة العمومية في تونس، سفيان السليطي، أن السلطات التونسية فتحت تحقيقات قضائية بخصوص تحويلات مالية من قطر إلى تونس منذ 2014.
ومن جانبه، قال السياسي التونسي، عصام البوسالمي، إن الأزمة بين قطر والدول المقاطعة لها دبلوماسيا تسير نحو مزيد من التصعيد مع فشل الوساطة الكويتية والعمانية واستعداد تركيا لتعزيز وجودها العسكري في قطر وفتح السماء الإيرانية لقطر لتخفيف آثار المقاطعة على الدوحة، مشيرا إلى أن المواجهة بين الطرفين لم تقتصر على التراشق الإعلامي والمقاطعة، لتمر إلى مرحلة حشد الحلفاء وفرز المواقف.
وأضاف البوسالمي، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية أن تونس كشفت يوم 13 أكتوبر/تشرين أول 2014 بمحض الصدفة، تقدم شخص قطري الجنسية يدعى سالم علي الجربوعي إلى بنك الإسكان فرع المرسى، وطالب بسحب مبلغ 550 ألف يورو من حسابه الجاري ببنك الإسكان فرع تطاوين، ونظرا لضخامة المبلغ، قام بنك الإسكان بإرسال إشعار في شبهة حول تلقّي "الجربوعي" تحويلات مالية ضخمة بحسابه الجاري بفرع البنك بتطاوين ناهزت 8 مليارات من العملة الأجنبية.
وأوضح أن فرق من المصالح المختصة والمصالح الفنية بوزارة الداخلية انطلقت في رصد وجمع المعلومات حول نشاط القطري سالم علي الجربوعي، واكتشفت أنه يقيم علاقات بعدد من الأطراف السلفية من بينها جمعية "الحياة الخيرية" بجرجيس التي يديرها شخص يدعى إبراهيم وهو من أتباع من التيار السلفي. وتبين أيضا عن مصادر تلك الأموال وعن الجهة التي مولت الحساب البنكي لسالم علي الجربوعي، فعرف أن مصدرها حساب بنكي مسجل باسم "القيادة العامة للقوات المسلحة القطرية" المفتوح بالبنك القطري التونسي في تونس العاصمة.
وأشار إلى أنه تبين من هويته أنه يشغل عميد بالجيش القطري، وهو مكلف بمهمة ملحق عسكري بشمال إفريقيا، لدى المخابرات القطرية، ويشرف على أعمالها في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، دون أن تكون له أية صفة دبلوماسية، وأن هذا الرجل الغامض والخطير كان على علاقة مباشرة بقائد أركان القوات المسلحة القطرية حمد بن علي العطية، وقد كلف وقتها بالإشراف على مخيم اللاجئين الليبيين بمخيم الذهيبة بالجنوب التونسي.
وأكد أن القطري تم تكليفه بتلك المهمة من خلال إنجاز جملة من المراحل، من بينها تركيز مخيم للاجئين في مخيم تطاوين، جنوب تونس، وهو ما استوجب منه فتح حساب جار باسمه بالدينار التونسي، القابل للتحويل بفرع بنك الإسكان، حيث إن الأبحاث أثبتت أن وزارة الدفاع القطرية، الجهة الممولة لما سمي حينها المخيم التونسي القطري لإيواء الإخوان الليبيين اللاجئين، تولت تحويل جملة من المبالغ المالية إلى ذلك الحساب المصرفي عبر الجهاز المصرفي التونسي بصفة رسمية.