"مواجهة سيبرانية" بأوكرانيا.. خبيران يفكان الشفرة
حذر مسؤولان سابقان بالاستخبارات الإسرائيلية من أن الحرب السيبرانية الروسية على أوكرانيا "قد تكون جزءا من استراتيجية موسكو الأوسع".
ووفق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قال أميت ميلتزر، الذي عمل بمجتمع الاستخبارات في الحكومة الإسرائيلية، إن "الأنباء بشأن هجمات إلكترونية في أوكرانيا كما يتضح هي مجرد جزء من الحملة الشاملة".
وأضاف: "في الحروب، تكون الأهداف الرئيسية هي القيادة والسيطرة العسكرية، والاتصالات، والأسلحة الإلكترونية وبعد ذلك البنية التحتية. يمكن افتراض أن القصف العلني والضربات الصاروخية مقترنة بهجمات سيبرانية".
وفيما يتعلق بالمدى الذي سيصدر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامر بشن هجمات سيبرانية على البنى التحتية الأوكرانية الحيوية، قال ميلتزر إن ذلك يعتمد على "الأهداف الحقيقية للحرب".
وتابع "إذا كان بوتين يستهدف احتلال أوكرانيا بأكملها فمن المرجح أن يعمل على إضعاف الطاقة، والمياه، والقطارات، والمطارات، والطرق، ومستودعات بيع التجزئة"، مضيفا "هذه مناورة خطيرة، إذا لا نزال في فصل الشتاء، ومن شأنه إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية أن يتسبب في مقتل الملايين حتى بدون قصد، وأشك في أن يود بوتين سيناريوهات مماثلة".
وأشار إلى أن "المرحلة الثانية من الاحتلال هي استخدام الأدوات السيبرانية للسيطرة على وسائل الإعلام العامة، والإنترنت، واستغلالها في الإمساك بأي من يعارض الاحتلال، وعلى الأرجح ستكون أدوات المراقبة الإلكترونية الوسيلة الرئيسية لتعبئة معسكرات الاعتقال في الاحتلال طويل الأمد".
وتوقع البعض أن تستخدم أوكرانيا دفاعات سيبرانية أفضل خلال هذه الجولة، بعد أن تعلمت الدرس من الهجمات الإلكترونية الروسية المتعدد التي ترجع إلى حوالي عقد زمني.
"مساعدات الغرب"
لكن ميلتزر، مستشار أمن سيبراني، قال إن "قدرة الغرب على مساعدة أوكرانيا تقتصر في الغالب على البنى التحتية والاتصالات"، محذرًا من أنه بالرغم من المساعدة الإلكترونية الغربية من المرجح أن يتم إجلاء العديد من الموظفين العاملين بالمجال السيبراني المعارين إذا تمكن الروس من الاستيلاء على مراكز البلدية الرئيسية".
وبعد ذلك، ستتخذ المساعدة مسارًا مشابها لما حدث في أفغانستان منذ أربعة عقود، أي دعم حرب العصابات والاستنزاف ضد روسيا.
وقال هاريل مناشري، المسؤول السيبراني السابق في الشاباك (وكالة الأمن الإسرائيلية)، إن روسيا "نفذت بالفعل هجمات سيبرانية ضد البنية التحتية الأوكرانية في ديسمبر/كانون الأول من عام 2015 ويناير/كانون الثاني عام 2016، مما تسبب في تدمير حوالي ثلث شبكة الكهرباء ومطار كييف".
وأضاف مناشري أن روسيا في هذه الجولة شنت بالفعل "هجوما سيبرانيا كبيرا ضد القطاع المالي الأوكراني والبنى التحتية الحيوية منذ أسبوع، ثم مجددا بالأمس بهجوم سيبراني واسع النطاق".
وأشار إلى أنه يمكن لموسكو أيضًا حرمان الحكومة من الوصول إلى الأموال لشراء الأدوات التي تحتاجها للعمل وتشكيل دفاع ضد الهجمات الروسية.
وفيما يتعق بمساعدة الغرب في الدفاع السيبراني، قال إن الولايات المتحدة "باعت أدوات إلكترونية إلى أوكرانيا عبر شركات خاصة، وليس عبر الحكومة.. أرادت أوكرانيا أكثر بكثير مما حصلت عليه، حيث حصل الأوكرانيون على أدوات دفاع سيبرانية وبعض المعرفة.
وتوقع أن تتمكن الدفاعات السيبرانية الأوكرانية المحسنة من إبطاء هجمات روسيا الإلكترونية بشكل ما، ولكن ليس تماما.