سوريا.. داعش يسبق مؤتمر الأستانة بإشعال "دير الزور"
تنظيم داعش شن السبت هجوما هو "االأعنف" منذ عام في مدينة دير الزور، قبل 9 أيام من مؤتمر الأستانة.
شن تنظيم داعش، السبت، هجوما هو "االأعنف" منذ عام في مدينة دير الزور بشرق سوريا، ما تسبب بمقتل أكثر من 30 عنصرا من قوات النظام والمسلحين المستثنين من هدنة هشة تشهدها الجبهات الرئيسية.
يأتي ذلك، قبل 9 أيام من موعد بدء مفاوضات السلام في أستانة بموجب اتفاق روسي تركي تضمن وقف إطلاق النار، وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السبت دعمها لهذه المحادثات بوصفها "خطوة تمهيدية" لمفاوضات جنيف، التي تأمل الأمم المتحدة استئنافها في 8 فبراير/شباط.
وانطلق هجوم داعش في مدينة دير الذور شرق سوريا من عدة جبهات، في محاولة للتقدم داخل أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام، ما تسبب باندلاع معارك عنيفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن التنظيم "فجر أنفاقا وأرسل انتحاريين، فيما ردت قوات النظام وحلفاؤها بشن غارات على مواقع الإرهابيين داخل المدينة"، مشيرا إلى أن الهجوم "هو الأعنف" للإرهابيين على المدينة منذ أكثر من عام.
وتسببت المعارك بين الطرفين وفق المرصد، بمقتل "12 عنصرا على الأقل من قوات النظام و20 مقاتلا من تنظيم داعش"، إضافة إلى إصابة العشرات من الطرفين.
ويسيطر تنظيم داعش منذ يناير/كانون الثاني 2015 على أكثر من 60% من مدينة دير الزور، ويحاصر مائتي ألف من سكانها على الأقل.
وأفاد المرصد ووكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بمقتل مدنيين اثنين جراء قذائف أطلقها التنظيم على أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة.
وأكد مصدر عسكري سوري في دير الزور، أن الجيش "أحبط هجوم الإرهابيين"، موضحا أن "الطيران الحربي استهدف خطوط إمداد داعش في كل محاور المدينة".
وقال إن "تنظيم داعش حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها"، في محاولة لـ"قطع الطريق بين المدينة والمطار" العسكري الذي يحاول التنظيم السيطرة عليه منذ استيلائه على المدينة.
خروق متكررة
وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا وقفا لإطلاق النار منذ 30 ديسمبر/كانون الأول، بموجب اتفاق روسي تركي، هو الأول بغياب أي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في هدنات سابقة لم تصمد.
ويستثنى الاتفاق بشكل أساسي مجموعات مصنفة "إرهابية" على رأسها تنظيم داعش، وتصر موسكو ودمشق على أن يستثنى أيضا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، وهو ما تنفيه فصائل مدعومة من أنقرة.
وقتل 8 أشخاص معظمهم مدنيون السبت، جراء تصعيد الغارات على مناطق عدة في محافظة إدلب (شمال غرب)، التي يسيطر عليها ائتلاف معارض يضم جبهة فتح الشام.
ويتعرض وقف إطلاق النار منذ تطبيقه لخروق متكررة، خصوصا في منطقة وادي بردي، التي تعد خزان مياه دمشق. لكن المنطقة شهدت هدوءا منذ الجمعة بعد إعلان التوصل لاتفاق بين قوات النظام والفصائل المعارضة.
وأتاح الاتفاق الجمعة دخول ورش صيانة بدء عملية إصلاح أضرار لحقت بمصادر المياه المغذية لدمشق، كما دخلت السبت وفق المرصد، حافلات مخصصة لإجلاء المقاتلين الراغبين بالخروج من المنطقة، دون أن تسجل أي عمليات مغادرة.
وبعد هدوء استمر ساعات، أفاد المرصد عصر السبت عن "خرق قوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني للاتفاق، مع سيطرتهم على بلدة في وادي بردي، مستغلين وقف العمليات العسكرية للتقدم وإطلاق القذائف".
وتضم المنطقة التي تبعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق المصادر الرئيسية التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ 22 ديسمبر/كانون الأول بصورة تامة عن معظم أحياء العاصمة. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه.
وأقدم مسلحون مجهولون السبت على اغتيال منسق عملية المصالحة في وادي بردي شمال غرب دمشق غداة إعلان السلطات السورية عن التوصل إلى اتفاق في المنطقة، حسب ما نقلت "سانا".
خطوة تمهيدية
ومن شأن استمرار الهدنة تسهيل محادثات أستانة التي تعمل موسكو وطهران وأنقرة على عقدها في 23 من الشهر الجاري.
وأعربت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية السبت عن دعمها هذه المحادثات.
وأكدت، في بيان، بختام اجتماع دام يومين في الرياض "دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم له وأملها في أن يتمكن هذا اللقاء من ترسيخ الهدنة وبناء مرحلة الثقة".
وثمنت الهيئة "الجهود المبذولة لنجاح لقاء أستانة باعتباره خطوة تمهيدية للجولة القادمة من المفاوضات السياسية"، التي يرغب الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا استئنافها في 8 فبراير/شباط.
وأثيرت تساؤلات الجمعة حيال مشاركة واشنطن في تلك المحادثات، بعدما أعلنت تركيا أن واشنطن ستدعى للانضمام، وهو ما لم تؤكده روسيا.
وأكد الفريق الانتقالي لترامب، الذي يتولى مهام منصبه رسميا قبل 3 أيام من عقد الاجتماع، أنه تلقى دعوة للمشاركة في محادثات أستانة. وقال شون سبايسر الناطق باسم فريق ترامب "تلقينا طلبا للمشاركة"، ملمحا إلى أنه لم يتم إرسال رد بعد.
وفي موقف يستبق احتمال توجيه أي دعوة لأكراد سوريا للمشاركة في محادثات أستانة، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو السبت، إنه إذا أرادت الولايات المتحدة دعوة المقاتلين الأكراد السوريين إلى محادثات أستانة، فلتدع كذلك تنظيم داعش.
وانتقدت أنقرة الولايات المتحدة مرارا لتعاونها مع هذه الجماعة في القتال في سوريا.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg
جزيرة ام اند امز