داعش والتنظيمات الإرهابية تساعد إسرائيل!
داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى وعلى عكس ما تدعيه أن هجماتها تأتي نصرة للدين، تسهم في دعم حلم إسرائيل بهجرة اليهود إليها.
"العودة للوطن"! حلم قديم ومتجدد للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ إعلان دولة إسرائيل في 15 مايو 1948، وتبذل في سبيل تحقيقه مغريات عديدة تقدمها وزارة الهجرة لدفع اليهود خاصة في أوروبا للهجرة إلى إسرائيل.
موجة العمليات الإرهابية التي ضربت أوروبا بكثافة واختصت فرنسا بجانب كبير منها أسهمت بشكل مباشر في دفع اليهود للبحث عن ملاذ يعتقدون أنه آمن بالهجرة إلى إسرائيل.
وأوردت الوكالة اليهودية في فرنسا، الإثنين، أن 5 آلاف يهودي فرنسي هاجروا إلى إسرائيل في العام 2016، ورغم أن الرقم يشكل تراجعا ملحوظا مقارنة مع 2014 و2015، لكنه لا يزال بين الأعلى منذ قيام إسرائيل في 1948.
وكتبت الوكالة اليهودية، في بيان، أن نحو "5 آلاف يهودي فرنسي قرروا الهجرة إلى إسرائيل واعتمادها مقرا للإقامة الأساسية العام 2016".
تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات المسلحة تبنت أغلب إن لم يكن كل العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا، خاصة فرنسا، خلال عام 2016 والتي كانت الأشد والأكثر دموية منذ عقود، أحيت مخاوف "الإسلاموفوبيا" لدى اليهود دفعتهم لاعتبار إسرائيل أكثر امنا من غيرها رغم التوتر المتصاعد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي سبيل تسكين القادم الجديد، تعلن إسرائيل بين الفينة والأخرى عن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع مستوطنات قائمة بإضافة وحدات سكنية إليها، مستقطعة مزيدا من الأراضي الفلسطينية، بما يمثل دعما للوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى وعلى عكس ما تدعيه أن هجماتها تأتي نصرة للدين، تسهم في دعم حلم إسرائيل بهجرة اليهود إليها، وهو ما يأتي في النهاية على حساب القضية الفلسطينية التي تدعي تلك التنظيمات الدفاع عنها.
وبحسب معطيات الوكالة اليهودية في فرنسا، شبه الحكومية، فإن نحو 40 ألف فرنسي يهودي هاجروا إلى إسرائيل منذ العام 2006 عندما قتل شاب يهودي يدعى إيلان حليمي في المنطقة الباريسية.
ويقدر عدد أبناء الطائفة اليهودية في فرنسا بنصف مليون شخص وهي الأكبر في أوروبا.
وصرح المدير العام للوكالة اليهودية في فرنسا، دانيال بنحاييم، لفرانس برس، أن "هجرة يهود فرنسا كانت كبيرة في العقد الأخير".
وتابع بنحاييم أن "المخاوف الأمنية كانت بمثابة العامل المسرع".
ويضاف إلى المخاوف من الإرهاب لدى اليهود كدافع للجرة على إسرائيل مزايا تقدمها وزارة الهجرة لتشجيع اليهود على الهجرة منها مساعدة كل أسرة بـ800 شيقل شهريا فى إيجار السكن واستيعاب اطفال المهاجرين مجانا فى دور الحضانة.
والأمر لا يقتصر على يهود فرنسا فقط فالحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع الوكالة اليهودية تسعى لتهجير يهود العالم خاصة الغربى إلى الدولة العبرية وتسلك في سبيل ذلك طرقا عديدة آخرها تنظيم برنامج خاص باسم "رحلة" للإقامة لفترة معينة في الدولة العبرية لتشجيع يهود أوروبا خاصة الشباب على ترك دولهم والهجرة إلى إسرائيل.
لكن المفارقة، بحسب بنحاييم، تكمن في أن "انتقال الهجمات الإرهابية لتشمل مجمل السكان أعاد الثقة إلى يهود فرنسا الذين ليسوا مستهدفين وحدهم كما أنه لا يمكن إنكار الجهود التي تبذلها السلطات من أجل حمايتهم".
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تساءلت في مادة صحفية نشرتها مؤخرا عن أسباب رفض جيل الشباب اليهودي في أوروبا الهجرة إلى إسرائيل؟ وتوصلت إلى أن هؤلاء الشباب لا يرون سبباً منطقيا يدفعهم لترك أوروبا.
خبراء إسرائيل ومنظماتها المعنية بالهجرة وما يعتبرونه "العودة للوطن" طالبوا بضرورة تطوير وسائل الجذب ووضع خطة هجرة تهتم بالاحتياجات الفعلية للمهاجرين، ولكن هل وضعوا حسابات هجمات داعش والتنظيمات الإرهابية في أوروبا ضمن مخططهم؟
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز